* الدمام - خالد المرشود:
تفتقر العلاقات الأسرية والاجتماعية في مضامينها الطبيعية الحياتية اليومية إلى ندرة وجود الحوار الأسري الإيجابي البناء الساعي الحثيث لتعزيز العلاقات نحو التعاون والتكاتف والتآلف والتواد والرحمة في المنشط والمكره والسراء والضراء ومجابهة الأتراح والزهو بالأفراح. وتطغى بشكل كبير وجلي الأحادية خصوصاً فيما كان بين الزوجين، ويتميز في هذا غالباً جانب الزوج المتسلط أو بين الأب وابنه، إضافة إلى انحصاره بين الإخوة بالسماع والانصياع لقول الأخ الأكبر دون أدنى مناقشة، فقط استماع وتنفيذ!! والويل والثبور لمن يدلي برأيه!!
إن علاقاتنا الأسرية يجب أن تبقى في حوارات متبادلة محفوفة بالود والاحترام لقول الآخر دون تهميش أو تحقير أو إسفاف لرأيه؛ فلكل واحد منا في أسرته أن يقول ما يعتقده صوابا أو حقاً أو مصلحة، مبرراً ومبرزاً ذلك بالتعليلات المقنعة وعلى الطرف الآخر أن يعطي رأيه دون تعال
وفوقية، ويطرح الدليل والتعليل المناسب المقنع للطرف الآخر, وعند الاختلاف في وجهات النظر العائلية أو التباين فيها يمكن أن يرجع الجميع لكبير العائلة كالأب أو الأخ الأكبر.
وأكثر ما يفسد العلاقات الأسرية وخصوصاً الزوجية غياب الحوار الهادئ بين الزوجين والتشنج والصراخ والعويل عند أتفه الأسباب؛ فقد يكون مثلاً من الاختلاف بين الزوجين أيهما انسب وقتاً للتسوق أو الذهاب لرحلة أو نزهة عائلية فيبقى كلاهما له رأيه دون مبرر، فقط إثبات الوجود أو العناد؛ فهذه الإشكالية مثلاً يمكن حلها بحوار هادئ بناء في أقل من خمس دقائق!! أما فيما لو لم يتفقا فقد تبدو المشكلة متأزمة والبيت مكهربا والعائلة متشنجة أو حتى إلى الطلاق وتشريد الأبناء دون سبب وجيه مقنع، وهناك مندوحة جميلة عنها بشكل بسيط وسريع.. ويبقى الشيء الجميل في الأسرة أو العائلة المتميزة مراعاة ما يسمى (فهم النفسيات) بين الزوجين أو الأبناء أو الإخوة؛ فهو عامل مهم ويساعد بشكل كبير على الخروج من الأزمات الأسرية والعائلية إلى بر الأمان.
|