قصدت بيتك يا رباه معتمراً
والقلب من حرقة الأشواق يستعر
قصدت بيتك والأفراح تغمرني
وأدمع الوجد من عيني تنهمر
تهيجني ذكريات البيت هاتفة
فيغمر القلب ذياك الشذا العطر
وتسبح الروح في أجواء حالمة
وعندها الأنوران الركن والحجر
قبلته وفؤادي ما ارتوى وهوى
وكيف يروى محب قلبه شرر
منيت نفسي بلقياها فيا فرحي
يوم اللقاء، فزال الهم والكدر
يؤجج الشوق في الأعماق منظرها
فللقلوب التفاتات ومدكر
وكم تملت عيوني حسن طلعتها
كأنها في الدجى المحلولك القمر
كم اعتراني جلال عند رؤيتها
فانه في رحاب الطهر منتشر
يا كعبة الحسن في عيني صورتها
لشد ما هيجتني تلكم الصور
ورحت أسترجع التاريخ أسأله
كم طاف بالبيت أواه ومعتمر
وكم تحلق في ساحاته حلق
وكم تعلق في أستارها بشر
حتى تصورت أني طائف معهم
فذا أبو بكر الصديق، ذا عمر
وهذه صفوة الهادي عترته
والطيبون الكرام السادة الغرر
تصورات وكم في الفكر من صور
وكم تقرب فيما بيننا الذكر
شعثا وغبراً كسيل مزبد لجب
كأنهم لمكان البعث قد حشروا
تصفو النفوس فلا شيء يكدرها
وكم يطيب لها التطواف والنظر
وماء زمزم يشفي كل ذي ألم
طعام طعم لقلب مسه الضرر
هذي دموع ذنوبي بت أسكبها
عسى تطهر أدراني ولا تذر
قد عرقتنا الخطايا ما لنا أمل
إلا رجاؤك والغفران والبشر
أشكو إليك ومن أولى بمسألتي
يا غافر الذنب، منك العفو منتظر
جد لي بعفوك واشملني بمغفرة
اني لعفوك يا مولاي مفتقر
ان الكريم ليمحو كل خاطئة
ويجبر الكسر، لا يبقي ولا يذر
ان كان لي منية، أو كان لي وطر
ففي رحابك يحلو العيش والوطر