Wednesday 18th February,200411465العددالاربعاء 27 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عبد الله بن بخيت.. وكلامه عن الحجامة عبد الله بن بخيت.. وكلامه عن الحجامة

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اطلعت على المنشور في صحيفة الجزيرة في عدد يوم الاثنين 18-12- 1424هـ بعنوان (آخر أخبار الحجامة) للكاتب المعروف عبد الله بن بخيت حيث تحدث فيه عن الحجامة وعن طريقة الحجم في بعض محلات الحلاقة، وقد ساءني قوله في المقال:((بالنسبة لي آمنت أن الحجامة ليست إلا جزءاً من التخلف الذي توارثه الإنسان بسبب غياب العلم وروح المنطق.. الخ ما جاء في مقاله)).
ولا ريب أن هذا القول منافٍ لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهديه في الحجامة، ولعل الكاتب لا يقصد بذلك منافاة السنة وإنما أساء التعبير بانتقاده طريقة الحجامين في محلات الحلاقة، وإلا فالحجامة سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لأحد من الناس إنكارها أو ردها لا الكاتب ولا غيره، ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في رأسه وهو محرم من وجع كان به»، وفي الصحيحين عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «احتجم واعطى الحجام أجره» وروى أصحاب السنن وغيرهم عن أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحتجم في الأخدعين والكاهل.
وقد أخبر المصطفى عليه الصلاة والسلام أنها من أنفع الأدوية ومن أسباب الشفاء ففي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: «إن أمثل ما تداويتم به الحجام والقسط البحري»، وعند مسلم بلفظ «إن أفضل ما تداويتم به الحجامة أو هي من أمثل دوائكم»وجاء في صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن كان في شيء من أدويتكم الشفاء ففي شربة عسل أو شرطة محجم أو لذعة من نار وما أحب أن أكتوي» وفي لفظ آخر «الشفاء في ثلاثة شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار وأنا أنهى أمتي عن الكي».
وقد أ جمل ابن القيم - رحمه الله - العديد من المنافع والفوائد للحجامة في كتابه المشهور زاد المعاد وذكر أنها سبب لشفاء كثير من الأمراض والآلام.
وعليه أدعو الأخ الكاتب إلى تحري الدقة في الألفاظ وضرورة الرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة عند الحديث عن المسائل الشرعية لئلا يصدر منه ما يخالف نصوص الشرع، فأمور الشريعة وأحكامها لا يحل لأحد من الناس أن يقول فيها برأيه وعقله بل يستند فيها إلى الكتاب والسنة عملاً بقوله جلا وعلا: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} وقوله سبحانه: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ}
أسأل الله جل وعلا أن يوفقنا جميعاً لاتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والسير على طريقه.

محبكم:علي بن فهد أبابطين
القصيم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved