* حائل - عبدالعزيز العيادة:
تضاعفت مشاكل الصرف الصحي بمدينة حائل بشكل متزايد هذه الأيام في الكثير من الأحياء المأهولة بالسكان مما دعا أهالي الأحياء إلى الاستعانة بصهاريج النقل المخصصة لذلك بشكل شبه يومي لدرء الأخطار التي تسببها على صحة قاطني الأحياء وقد أشار أحد المختصين ل(الجزيرة) ان مدينة حائل تعيش فوق بحيرة من مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة وأن الخطر البيئي يتزايد يوما بعد يوم في ظل تأخر استفادة المنطقة من مشروع الصرف الصحي مبينا أن وادي الاديرع الشهير بالمنطقة اصبح لا يجف تقريبا بسبب خروج وتجمع مياه الصرف الصحي فيه وانبعاث الروائح الكريهة منه رغم انه يعتبر حاليا متنفس الأهالي بعد إنشاء البلدية فيه كورنيش حائل الجديد وأكد بعض المواطنين أنهم اصبحوا غير قادرين ماديا على دفع المبالغ المتزايدة التي أصبحت تكلفهم كثيرا من أجل شفط البيارات المنزلية لديهم خصوصا مع تزايد تكاليف الحياة حاليا!
وذكر ل(الجزيرة) عدد من المواطنين قصصا واقعية وطريفة لمواقف صعبة مروا بها بسبب الإشكالية البيئية هذه فأوضح فيها أحدهم انه أحرج كثيرا بسبب انفجار في بيارة منزله أثناء إقامته لوليمة وتزايد الروائح الكريهة مما دعا بعض الموجودين للانسحاب بشكل متتالي خصوصا وأن مساحة منزله صغيرة ومجلس الرجال في بيت شعر خارجي!
في حين أشار آخر إلى انه لا يمكن أن ينسى موقفا مؤثرا مرّ به وهو ما أوقعه في حرج كبير مع أحد جيرانه حينما تجاهل تسرب مياه الصرف الصحي الملوثة أثناء ذهابه صباحا إلى عمله وبصحبته أطفاله وأمهم المعلمة وذلك بسبب خوفه من التأخر عن العمل وبينما امتلأ الشارع بهذه المياه الآسنة وبغياب أهل الحارة كان أبناء الجيران يلعبون ببراءة الأطفال في هذه المياه طوال الوقت معرضين أنفسهم للخطر خصوصا وانهم صغار سن وربما شربوا هذه المياه الملوثة ولم ينتبه لهم إلا صاحب المنزل نفسه الذي تتسرب منه هذه المياه فيقول شعرت بتأنيب ضميري شديد وانزلت أولادي بعد ان أعدتهم من المدارس واخذت أبناء جاري إلى أقرب مستوصف خوفا عليهم ولأكفر عن إهمالي وتأخري عن معالجة هذا التسرب حيث قمت على الفور بالاتصال على الشركة المسئولة عن ذلك.
أما أحد المواطنين فقال بحزن: ليس هناك اشد حرجا من ان تشاهد التسرب يملأ الشارع ونظرات جيرانك تؤنبك في كل صلاة وانت لا تملك مالا من أجل ان تستدعي الشركة المختصة.
من جانبه تدخل بقوة الدكتور صلاح راغب المدير الطبي لمستوصف أهلي مؤكدا أن التلوث خطر قائم إذا لم يتم معالجته وبعض المكروبات الخطيرة تنشأ بفعل التلوث في المأكولات والشرب وأن تسمم الأجواء البيئية له انعكاسات مؤثرة على صحة الإنسان وأشار إلى خطورة عبث ولعب الأطفال بمياه الصرف الصحي المتسربة في الشوارع وتتضاعف الخطورة عند شرب الأطفال منها بطريقة أو أخرى لا سمح الله.
يذكر أن مشروع الصرف الصحي تم توقيع عقد المرحلة الأولى له قبل أكثر من خمس سنوات ، ولم تستفد مدينة حائل من هذا المشروع الهام خصوصا وأن المقاول لازال يعمل وأهالي المنطقة ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء على الأقل المرحلة الأولى كما أن الوزارة هذا العام لم تعتمد أي مبالغ لاكمال الشبكات رغم الخطر البيئي المحتمل والمتزايد وحاجة المنطقة الماسة لمشروع صحي متكامل يغطي كافة الأحياء.
|