Wednesday 18th February,200411465العددالاربعاء 27 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

د. الحمد لـ ( الجزيرة ): د. الحمد لـ ( الجزيرة ):
الرفض الجماعي لأنواع الجريمة ركيزة للتغلب على الإرهاب

* الرياض - محمد المناع:
أكد الدكتور عبدالرازق الحمد رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الملك سعود أن الإرهاب يعتبر حادثاً حياتياً مروعاً يهدد الحياة مباشرة؛ حيث يثير في خلد المرء وتفكيره ومشاعره شبح الموت بكل أنيابه ومخالبه ويُطْبق على الفرد من كل ناحية.
وقال الدكتور الحمد في حديثه ل (الجزيرة): إن أقارب وذوي الإرهابيين يزيدون على غيرهم بالمصيبة التي يفجعون بها بأبنائهم في فقدهم وفي الصراع المتولد عندهم من عاطفة القرابة لهم في مقابل جريمتهم التي ارتكبوها. وأضاف: وأما أولئك الذين يقيمون تحت وطأة العمل الإرهابي، فهؤلاء يعيش مَن يسلم منهم صدمة الموت والرعب نفسياً أولاً، وصدمة فقد الأقارب والأحباب ثانياً، وصدمة الإعاقة والنزف والمرض ثالثاً.
وحدَّد د. الحمد الآثار لهذه الأعمال الإرهابية كما يلي:
أولا: الآثار على أهل الموقع الذي حدث فيه العمل الإرهابي. وهنا يكون عامل القرب والالتصاق بالحادث هو المؤثر الأكبر في إحداث الصدمة النفسية، وذلك بملابسة الحادث مباشرة ومعايشة الجريمة ورؤية الضحايا والرعب والدمار؛ مما يجعل الصدمة النفسية أكبر وأشد، فيحدث اضطراب ما بعد الصدمات، والذي يتمثل في أعراض الخوف والقلق والهلع وقلة النوم، ويستمر بأعراض التجنب للحادث ومكانه والتجنب للحديث عنه، وكذلك أعراض فجائية تهجم على المريض في استعادة الحادث والخوف وغيره، وقد يستمر لشهر أو أكثر. وكذلك يحدث عند هؤلاء حسب استعدادهم الوراثي والنفسي الاكتئاب النفسي والذهان وغيره.
ثانياً: الآثار على المواطنين والمقيمين خارج نطاق الحدث. وهو لا شك يحدث لديهم من الاضطرابات النفسية بحسب استعدادهم، وحسب قربهم من الحادث، وحسب ارتباطهم بضحايا الحادث، وهكذا.
ويمكن أن نعتبر الإرهاب في مكان الكوارث التي تصيب الناس فتُحدث فيهم اضطرابات متعددة تبدأ من صدمات ما بعد الحوادث وتنتهي بذهان أو فصام يفجره ويظهره الحدث في الذين لديهم استعداد لذلك.
واستدرك د. الحمد قائلاً: يمكن أن نواجه هذه الآثار إذا اتخذنا العوامل الإيجابية في مقاومة آثارها، وهي:
1- الرفض التام والجماعي رأياً وقولاً وموقفاً لكل أنواع الجريمة في حق الآمنين. وهذا هو الركيزة الإيمانية والفكرية والنفسية التي تهيئ الجميع إلى التغلب على آثار الإرهاب نفسياً. وهو المثير للتحدي للإرهاب، وهو الداعم للفوز في المعركة ضد الإرهاب، وهنا ينتصر المجتمع عليه.
2- الاعتقاد الجازم بأننا على الحق في هذه المعركة، وأن لا شيء في الإسلام يبرر الاعتداء على المدنيين والمسلمين وهم آمنون في دورهم. وهذا الاعتقاد يجعلنا أقوى في تحمل كل النتائج والصبر والرضى، وأقوى في الإصرار على الرفض للإرهاب ونبذه.
3- احتواء الضحايا الذين عايشوا هذه الأحداث بالعلاج والدعم، وأن يعودوا للحياة محتسبين لله ما حدث لهم بحماس وعزيمة أكبر في المواصلة والنجاح.
4- التوعية والتثقيف المبني على فهم وعلم وأبحاث عميقة جادة من المتخصصين، والبعد عن الاندفاعات والعشوائية وردود الأفعال والحماس من المتسرعين بالرأي وإلقاء الكلام دون علم ولا فهم، وأن يتولى التثقيف الذين لهم عمق وسبق واستقرار في مواقفهم وفهمهم دون اللجوء إلى معارك كلامية وعاطفية تثير النزعات والحزازات وتبحث عن الأغراض الانتهازية والرغبات الشخصية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved