Wednesday 18th February,200411465العددالاربعاء 27 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
بورصة المزارع تتارجح
عبد الرحمن بن سعد السماري

** أسواق.. أو سعر بيع المزارع.. هو اليوم في تأرجح.. أو هو على الأصح.. يترنح.. بل يتهاوى.. لأسباب معروفة.. وأسباب غير معروفة..
** مزارع كانت في حيز الملايين.. وكانت أسعارها أشبه بالمستحيل.. وهي اليوم.. بمبالغ معقولة.. تراجعت أسعارها تراجعاً ملحوظاً.. وصارت في متناول الكثير..
** كان حلم البعض.. وإلى وقت وليس بعيداً.. امتلاك مزرعة..
** واليوم.. صارت بعض المزارع المجهزة الجاهزة.. المليئة بالنخيل والأشجار.. صارت بأسعار مبسطة..
** بالتأكيد.. ليس هناك خبراء في اسعار المزارع.. وليس هناك محللون اقتصاديون لبورصة المزارع.. لكن تظل الاسباب مجرد تخمينات.. منها ماهو معروف.. ومنها ماهو مجهول.. ومن المعلوم دوماً.. أن أي سلعة تتعرض اسعارها لتراجع بسيط.. تستمر في التراجع والتهاوي.. حتى لو لم يكن هناك سبب جوهري.. فالناحية النفسية مهمة للغاية..
** هناك من حمَّل صوامع الغلال ومطاحن الدقيق مسؤولية التراجع.. نظراً لتراجع اسعار القمح.. وهي سلعة تعتمد عليها (80%) من المزارع وتقوم عليها.. وبالتالي.. رأى هؤلاء.. ان الجدوى من وجود مزرعة وعمال واستهلاكات وتشغيل ووقود.. بات غير مجدٍ.. مع أن القمح وبسعره الجديد.. لايزال فيه هامش ربح معقول.. غير ان المعادلة تؤكد.. ان هناك شراهة في استهلاك وشفط المياه.. وان معركتنا الخطيرة والمخيفة.. هي مع شح المياه وليس مع نفاد او قلة الدقيق او الخبز او القمح.. فكل هذا.. يُعوَّض.. وكل هذا.. يجلب.. ولكن المياه من يجلبها؟.. ومن يستوردها؟.. ويمكن أن يعيش الانسان عشرة ايام بدون أكل.. لكن لا يمكن ان يعيش ساعات بدون ماء.. فالخوف كل الخوف.. على المصادر المائية.. والخوف كل الخوف.. من العطش.. والخوف كل الخوف.. من معركة المياه.. ولكن المواد الغذائية تستورد شرقاً وغرباً..
** هناك نقطة أخرى.. وهي خوف بعض المزارعين من وزارة المياه الجديدة.. تلك الوزارة التي وضعت في حسبانها وعلى رأس اهتماماتها.. حل مشكلة شح وندرة المياه والاستخدام الجائر للمياه..
** والوزارة.. لن تسكت على الوضع السابق.. فلا شك انه سيكون لها بصمة.. وسيكون لها نظم ولوائح وقرارات.. وسيكون من اول واهم قراراتها.. التدخل في اهدار المياه في المزارع.. تلك التي تشفط من جوف الأرض بدون حسبان.. في بقاع صحراوية جافة تشتكي غياب الأدوية والانهار والامطار وسائر المصادر المائية.. وتعتمد على البحار في مياه الشرب.
** فمشكلتنا الحقيقية.. هي المستقبل المائي الغامض.. ولاشك ان هذه الوزارة الوليدة.. هي اليوم في تحدٍ عظيم.. ومعركة شرسة مع المجهول.. او مع المستحيل.. اذ ليس بوسع هذه الوزارة.. ان تربط مواصير مع (المسيسبي) أو مع (الأمازون) أو مع حتى أصغر نهر في العالم.. فالمسألة.. مسألة خطيرة.. والوزارة.. لاشك انها اليوم تجمع معلومات وتحشد الطاقات والخبرات.. وتعصر العقول.. من أجل قرارات قريبة.. لحل مشكلة.. أو مأساة المستقبل المائي.. الذي يتهددنا ويتهدد نصف سكان الكرة الأرضية.
** يقولون.. إن المعارك المستقبلية.. لن تكون مع مشاكل الحدود.. او مع مشاكل الطاقة.. او مشاكل الاقتصاد.. او لخلافات سياسية.. بل انها للتنازع على مصادر المياه.. لأن كل شيء له حل.. البترول.. الاقتصاد.. الغذاء.. ولكن الماء.. ليس له حل.. إلا بوجود أنهار جارية.
** هذه الاشياء التي ذكرناها.. كانت ايضاً تقف وراء تدني أو تراجع أسعار المزارع.
** أضف الى ذلك.. ان بعض او اكثر ملاك المزارع (ملُّوا) أو (طفشوا) فهي طفرة وانتهت.. وأصبح الكثير (يحرِّج) على مزرعته.. وكثيراً ما نقرأ في الصحف.. مزرعة للبيع.. واستراحة كبيرة للبيع.. ذلك ان الكثير من هؤلاء.. انتابه الملل و(الطَّفش) وضيقة الصدر.. من ملاحقة العمال وقطع الغيار.. وصداع المزرعة اليومي وهَمْ وايت الدِّيزل..!!
** ثم إن كرتون الكوسة الضخم بخمسة ريالات.. وصندوق الجزر الضخم لا يكاد يحمله الشخص.. بثلاثة ريالات.. وكرتون الطماطم الضخم بخمسة ريالات.. وهكذا كراتين وأكياس البطاطس والبصل وسائر المنتجات.. ومع (رداة الحظ) فوايت الديزل بسبعة آلاف ريال.
** ثم إن الشام.. وتركيا.. والهند.. ومصر صارت (تكب) علينا كل شيء.. حتى اليمن والصومال.. صارتا منافسينِ قويينِ للشام ومصر في المنتجات الزراعية.. وهذا منافس قوي للمنتج المحلي
** أعود وأقول.. إن اوضاع اسعار المزارع في تأرجح وتقلب.. لأسباب معلومة.. واسباب مجهولة ولكن.. هل هذا.. إيجابي او سلبي؟
** اسألوا خبراء المال والاقتصاد والزراعة والغذاء والمال..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved