تحدثت وكتبت عنها في السنوات الماضية (18) عاماً منذ تأسيسها في منطقة نجران .. وبعد أن قرر الأمير (فهد بن خالد السديري وأخوه الأستاذ (تركي) نقلها فيما بعد إلى محافظات (الغاط والمجمعة والزلفي) ذات الصلة الوثيقة بأسرة «السداري» العريقة .. وبصاحب الجائزة الأمير (خالد بن أحمد) رحمه الله.
وأشدت بإصرار أبنائه وفي طليعتهم (أبومشعل) على استمرارها لتشجيع التفوق العلمي لطلبة وطالبات العلم في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية بإقليم "سدير" بعد أن أدت دورها في هذا المجال الحيوي بمنطقة نجران حينما كان الأستاذ (فهد) أميراً لها قبل أن يتقاعد عنها مختاراً . مأسوفاً عليه من أهاليها المعجبين بحسن إدارته - ولأنه وأخوانه الكرام قد شرفوني منذ البداية أن أكون بجانبهم عضواً في لجنة الجائزة .. حسن ظن منهم بشخصي المتواضع ووفاءً لصداقة والدي الحميمة بوالدهم ثم علاقتي كذلك بهم وبوالدهم..
فإن الجائزة بما حققته منذ تأسيسها من لمسة إنسانية حانية ودور إيجابي لتشجيع التفوق العلمي لدى الموهوبين والموهوبات في محافظات (المجمعة والغاط والزلفي) ولكل المقيمين فيها بصرف النظر عن جنسياتهم كما كانت سياستها من قبل في (نجران)..
أصبحت أثيرة على نفسي .. وموضع اهتمامي لأنها عمل صالح يعود أجره إن شاء الله لنية الرجل الكبير الذي تحمل اسمه وقد قدّم لوطنه الشيء الكثير طيلة حياته الحافلة بالمنجزات وفق توجيهات الملك المؤسس وأبنائه الملوك من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين حيث كان (أبوفهد) أميراً لعدة مناطق ووزيراً للزراعة وقائداً لمعركة (الوديعة) الظافرة. ولن يحرم أجر. الجائزة كذلك إن شاء الله تعالى أبناؤه وكل من أسهم فيها بعمل مهما قل قدره.
ولأن نقفاتها السنوية فيما عملت تزيد على نصف مليون ريال يتحمل العبء الأكبر منها الأمير (فهد بن خالد) من جيبه الخاص .. فإنني أقترح على أبناء صاحب الجائزة وأحفاده أن يسعوا متضامنين ومنذ هذه اللحظة إلى إيجاد وقف استثماري للجائزة يُنفق من ريعه عليها في حاضرها ومستقبلها حتى لا تتوقف بغياب أحد فالأعمار بيد الله وحده .. فالأشخاص زائلون مهما امتد بهم الأجل وهذه سنة الله في خلقه منذ الأزل .. ولأنها صدقة جارية يستحقها مورثهم لا ينبغي أن تتوقف لأي ظروف طارئة.
هذا إلى جانب ترشيد الإنفاق على المظاهر الاحتفالية من مآدب وهدايا وغيرها والاكتفاء بصرف قيمة الجوائز النقدية للطلبة والطالبات فقط دون غيرهم في احتفال سنوي مبسط يرعاه رئيس لجنة الجائزة وأعضاؤها .. فالمهم هو ما يصل إلى الفائزين والفائزات بالجائزة الذين هم أولى بالعناية والتشجيع.
وإنني على ثقة بما أعرفه عن أبناء وأحفاد الأمير (خالد السديري) من البر والوفاء والمحبة له وقد غرس فيهم مكارم الأخلاق وهيأهم لما وصلوا إليه من مواقع ممتازة أنهم سيستجيبون لهذه الدعوة المخلصة ويتنادون لعقد احتماع عاجل برئاسة عميدهم يصلون من خلاله إلى تنفيذ الفكرة والتخطيط لمستقبل الجائزة المستقر الآمن من أي نقليات والله الموفق.
محمد بن عبدالله الحميد |