لقد منّ الله علينا بهذا الدين العظيم الذي ما كان من خير إلا دل عليه وما من شر إلا وحذر منه ونهى عنه وسما الإنسان إلى أعلى درجات الكرامة وبين السبل وحدد القيم التي تحفظ لهذا المخلوق الكريم إنسانيته وجعل من يتمسك به وينهج نهجه أعلى منزلة وأرفع قدراً على جميع خلقه. ولقد دعا إلى أمور عظيمة ومناهج سليمة وبين فضلها وعدد فوائدها وآثارها على الفرد والمجتمع ومن هذه الأمور العظام طلب العلم وتحصيله وطرق أبواب المعرفة ضارباً بذلك أروع الأمثلة على سائر الأديان في شموليته وتكامله وفتحه لمجالات أرحب للتقدم والحضارة. وقد تواترت الآيات والأحاديث على بيان فضله وفضل أهله.
ودولتنا الفتية أعزها الله ورعاها وامتداداً لأسلافها دأبت على العناية بالعلم وأهله وتذليل الصعاب في سبيل ذلك وتوفير الدعم المادي والمعنوي، ورعاية ولاة الأمر وأهل الفضل فيها لتلك الجوائز والمسابقات التي تقام في كل عام فنسمع بين الفينة والأخرى عن إقامة جوائز التفوق العلمي في كل منطقة من مناطق بلادنا برعاية ولاة الأمر بأنفسهم دعماً لأبنائهم وتكريماً لهذا العلم الذي هو شرف لأهله وداعميه.
وها هي محافظة الغاط كغيرها من مناطقنا الحبيبة تسعد بإقامة هذا المحفل الكريم وهذا العرس العلمي الذي يتجدد سنوياً برعاية كريمة من أمراء كرام إنها (جائزة الأمير خالد السديري للتفوق العلي رحمه الله) رافد من روافد الخير والعطاء ونبع من منابع الدعم السخي للعلم وأهله، وإسهاماً من أبنائه البررة في رفع مستوى العلم ودعماً لمسيرة التقدم والمعرفة لأبناء هذا البلد المعطاء.
( * ) مديرة متوسطة وثانوية الغاط |