* بغداد- الجزيرة:
كشفت مصادر الشرطة العراقية ان عدد الذين قضوا برصاص الاغتيال في العراق بلغ أكثر من 1000 عراقي غالبيتهم من المثقفين والتكنوقراط والنخب المثقفة.
وأفادت المصادر الامنية العراقية أن هناك مخططاً لتصفية العقول العراقية من خلال مسلسل الاغتيالات المروع الذي راح ضحيته عدد كبير من الأطباء والمحامين والمهندسين والقضاة وأساتذة الجامعات والملاكان الوسطى في مؤسسات الدولة العراقية ، مشيرة الى أن الاغتيالات تنفذ بنحو محكم ومنظم ولم تستطع الأجهزة الامنية العراقية القبض على جان من الذين ارتكبوا تلك الجرائم فيما تعتقد الأوساط الأكاديمية ان جهات منظمة تقف وراء اغتيال أساتذة الجامعات بل ان الجامعة المستنصرية قد اتهمت بنحو صريح المخابرات الإسرائيلية بتصفية أساتذتها على مرأى ومسمع من القوات الأمريكية التي لم تحرك ساكناً وكان الأمر لا يعنيها بشيء .على صعيد متصل كشف مترجم عراقي يعمل مع القوات الامريكية انه اكتشف وجود قنصلية إسرائيلية تعمل سرا في بغداد ولا يعلم أحد بوجودها سوى سلطات الاحتلال والقوات الامريكية وعدد من أعضاء مجلس الحكم العراقي المقربين من الامريكان.
وقال المترجم الذي رفض الإفصاح عن هويته انه وبينما كان يرافق القوات الامريكية في بغداد وجد نفسه ذات ليلة في فيلا فخمة وهادئة في أحد الأحياء الراقية في أطراف العاصمة بغداد واثناء الحديث اكتشف ان هذه الفيلا هي مقر للقنصلية الإسرائيلية التي أنشئت بالتنسيق بين حكومة تل ابييب وسلطات الاحتلال موضحا ان المهمة الأساسية لهذه القنصلية تتلخص في حماية الإسرائيليين الذين اخذوا يتدفقون على العراق بعد احتلاله لأغراض شتى من بينها جمع معلومات تفصيلية عن واقع المجتمع العراقي وملاحقة الشخصيات التي تناصب إسرائيل العداء فضلا عن مهام تجارية وسياسية وأمنية أخرى.
وقال المترجم العراقي الذي ترك عمله مع القوات الامريكية وغادر الى عمان اثر صدمته باكتشاف القنصلية الإسرائيلية انه وجد ثلاثة من أعضاء مجلس الحكم جالسين في تلك القنصلية وهم احمد الجلبي وجلال الطلباني وموفق الربيعي ولم يوضح ما إذا كان أعضاء مجلس الحكم الثلاثة كانوا على علم بأنهم جالسون في مبنى القنصلية الإسرائيلية أم لا؟ في هذه الأثناء كشف مواطنون عراقيون في كركوك ان فريقا إسرائيليا متخصصا بالاغتيالات اتخذ من أحد البيوت في مدينة كركوك مقرا له.
وقال هؤلاء المواطنون ان فريق الاغتيالات الإسرائيلي قد نقل مقره من بغداد الى كركوك مؤخرا حيث يستقر الآن في بيت كبير يقع في شارع العدنانية خلف مبنى محافظة كركوك في قلب المدينة حيث يلتقي عناصر الفريق الذي يصل عددهم الى 900 شخص ليضعوا الخطط الخاصة بتصفية الشخصيات الإعلامية والأكاديمية والقضائية التي يرى جهاز الموساد الإسرائيلي في وجودها خطرا على المصالح الإسرائيلية او من الذين مازالت لهم روابط مع نظام صدام حسين.
وافاد مواطنو كركوك ان الفريق الإسرائيلي يضم عددا كبيرا من الأكراد الذين نقلتهم الحكومة الامريكية من شمال العراق الى جزيرة ( غوام ) عام 1996 مؤكدين ان عناصر الموساد يرتدون ملابس كردية أحيانا ويعتمرون اللباس العربي في أحيان أخرى ويتقنون الحديث باللهجة العراقية فضلا عن إتقانهم اللغة الإنكليزية وهم على صلات وثيقة بقوات التحالف وبالمسؤولين في الإدارة المدنية الامريكية ويعملون بتنسيق كامل معها.
يذكر ان عددا من أساتذة الجامعات العراقيين قد تم اغتيالهم وفق خطط منظمة ومحكمة في بغداد وعدد من مدن العراق الأخرى وكان اغتيالهم قد أثار استغراب الأوساط العلمية والسياسية في العراق بسبب كونهم ليسوا من المحسوبين على النظام السابق فضلا عن كونهم معروفين بمواقفهم الوطنية ومجاهرتهم برفض الاحتلال وكان آخر من قضي على هذا الطريق هو الدكتور عبد اللطيف المياح رئيس مركز دراسات الوطن العربي في الجامعة المستنصرية وهو المركز المتخصص بدراسة مشكلات الوطن العربي وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية طبعا الأمر الذي جعل الجامعة تتهم جهات منظمة بتصفية العقول العراقية حسبما جاء في بيان أصدرته رئاسة الجامعة التي فقدت أربعة من أساتذتها بالطريقة نفسها.
|