Wednesday 18th February,200411465العددالاربعاء 27 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
هل من تكريم يليق؟
هدى بنت فهد المعجل

قضى (عبدالرحمن منيف) نحبه..
غادر الدنيا بعد أن خلف وراءه إرثاً أدبياً، وثقافياً في مجال الاقتصاد والسياسة كافياً بأن يخلد اسمه.. ينحته في الذاكرة العربية أبد الدهر..
غادر من كانت ولادته في (عمان - الأردن) من أب سعودي ينتمي لأسرة معروفة في منطقة القصيم، وأم عراقية.. وأظن أن البعض منكم يمتلك معلومة متواضعة عن كونه سعودياً، في حين قد يجهل مسقط رأسه بالدقة.. وتفاصيل عائلته.. وربما شكك في سعوديته، بيد أن وفاته كانت سبباً في الإفصاح عن القرية القصيمية التي ينتمي إليها، وبعض الشخصيات البارزة في الدولة من أسرته الذين يمتون له بصلة قرابة وما كنا لنعرف ذلك، بل لم نعرف ذلك في حياته.. فالإعلام لدينا لا أذكر أنه سلط الأضواء جهة المنيف أو جهة مسقط رأسه وشخصيات بارزة على صلة قرابة به..!!
أما لماذا..؟
فالإيضاح يطول عندما ندرك أن أدباء ومثقفين مخضرمين على شفا جرف من الموت وليس لدينا معلومات كافية عنهم، وعن مؤلفاتهم، ورحلاتهم العلمية والثقافية والأدبية، وإسهاماتهم الملموسة في شتى المجالات.. وكل ما يمت لهم بصلة، وللمتاعب التي مروا بها، في حين لو توفوا فسيزاح الستار عن كل ما سبق، وبإسهاب ممل يصل إلى أن كل كاتب وقارىء ومسؤول وفراش يتحدث عنه ويسهب في حديثه، وكيف أنه زامله في الرحلة الفلانية.. وجالسه في المقهى على ناصية الشارع المتهالك، وتلقى وإياه العلم في مدرسة الفلاح، وعانى وإياه شظف العيش.. و..
وحينما نسأل الجميع أين كنتم عن ذكر كل ما سبق حين حياته؟
لماذا لم تحاولوا استرجاعها وهو في أخريات حياته على الأقل كنوع من العرفان؟
أو بعد أن أنهكه الجهد الأدبي والثقافي ربما في محاولتكم بث روح الحيوية والنشاط فيه ومنحه أملاً في الحياة وبأن من عرفوه شاباً نشطاً معطاء متدفق العطاء ما زالوا يسترجعون سيرته ويحيون ذكراه.
قد يقول أحدكم أن صحفاً بادرت بذلك وكرمت أدباء مخضرمين واسترجعت أيامهم وسنواتهم وجهدهم وسعيهم الحثيث من خلال أقلام مجابيلهم وطلابهم ومن جالسهم وأخذ عنهم.
وأقول نعم.. نعم
فالمجلة الثقافية في جريدة الجزيرة لم تتأخر في تكريم أدباء كالاستاذ (فهد العريفي) والشاعر (محمد العلي) وغيرهما كثير، كذلك بادر نادي أبها الأدبي بتكريم الأديب أحمد عسيري مؤخراً.. ولكن هذه التكريمات على مستوى فردي أو لنقل إقليمي لم يكن للإعلام المرئي والمسموع دور في إبرازه.. وأركز على الإعلام المرئي لأنه شاغل الناس ومالىء الدنيا.
كقارىء لصحيفة ما تطلع على تكريم الصحيفة لأديب أو لأدباء مخضرمين ولن يعلم باقي القراء على مستوى المملكة ولا على مستوى الوطن العربي التكريم.. وكمتابع لناد من الأندية قد تحضر حفل تكريم أديب أو مثقف ولن يتسنى للمرأة حضور التكريم ولن يدرك تكريمه أعضاء الأندية الأخرى .. لكن حينما يكون التكريم جماعياً على مستوى المملكة وبالحجم الإعلامي الذي يعطي للجوائز التقديرية التي تمنحها الدولة أو يمنحها الوجهاء ورجال الأعمال بحيث تنقل وقائع التكريم تلفزيونياً ليتمكن المثقف العربي من الوقوف على أدباء المملكة وأديباتها.. فأين الجهات المعنية من الشاعرة مريم البغدادي.. أينهم من مريم الغامدي وإسهاماتها في مجال الإذاعة والتلفزيون؟
هما غائبتان منذ زمن.. فمن حاول البحث عنهما وتكريمهما؟
هل لدى المثقف العربي خلفية عن هاتين الأديبتين؟
أم ننتظر حتى يواري إحداهما الثرى فينفض الغبار عن سيرتها وإسهاماتها وأسرتها ومسقط رأسها؟
والتكريم عندما نتطرق له ليس درعاً يمنح أو شيكاً يوقع عليه! بل هو أعمق من ذلك بكثير ولو طُرح محور إعلامي على ثلة من المثقفين والقراء والأدباء مؤداه : ما نوع التكريم الذي ترى أن يمنح لمثقف له إسهاماته أو مسؤول وريادي؟ لأتت الآراء متفرقة ومختلفة ومتفاوتة بالإمكان جمعها ودراستها ثم الخروج بأفكار ورؤى للتكريم جديدة لم يأت بها البعض ولم ينتبه لها، حيث إن ترتيبات التكريم لابد أن تكون جماعية وتخرج بصور مغايرة عما تعارفنا عليه.
الشوارع والأحياء التي أعيد تسميتها ألا ترون بأن الأسماء غير معروفة أو منبوشة من بعض الكتب وربما لا تنتمي لأشخاص لهم دورهم الريادي في التاريخ؟
لماذا لا يعاد التخطيط بصورة ديمقراطية ويصبح لأسماء رجالات ونساء المنطقة من مثقفين وأدباء وأكاديميين وسياسيين وتربويين وشهداء الوطن نصيب من المسميات؟
وألفت النظر إلى شهداء الوطن لكون تكريمهم وتكريم أسرهم دائماً ما يكون مادياً هل حدث أن كرموا معنوياً بأن جعل شارع باسم أحدهم أو قاعة أو مدرسة.. خصوصاً ان مدارسنا تعتمد في التسمية على الأرقام (المدرسة الكذا والعشرون، المدرسة الألف والتسعون) وأخص بالذكر مدارس البنات.
ماذا لو كان تكريم منسوبات التعليم الرياديات منهن بعد تقاعدهن تسمية مدرسة باسمهن أو اسم إحداهن.. فكرة ليست بجديدة ولكن ألم يأن أوان التنفيذ للأفكار المعقولة..؟ ننتظر ونتطلع!!

فاكس: 8435344-03
ص.ب 10919 - الدمام 31443


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved