ما الذي يمنع مِنْ تدريب مَنْ يريد الحج، على الطريقة التي تمكنه من أداء هذه الشعيرة، بيسر وسهولة؟
هذه الطريقة نفذتها ماليزيا انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه حجاجها، وانطلاقاً من منهجها الحضاري في أمور حياتها كافة مما قفز بها من دولة تعتمد على زيت الذرة، إلى دولة سياحية من الدرجة الأولى، دولة تملك اقتصاداً قل نظيره في دول شرق آسيا كافة، وقد وصلت إلى هذه الدرجة من الرقي في سنوات معدودات، لأنها آمنت وخططت، ولو لا ذلك لظلت مثل غيرها من الدول تركض وراء المنح وجدولة الديون. لقد وضعت ماليزيا مجسمات، شرحت عليها الطريقة المثلى لأداء جميع المناسك، وحددت وقتاً لمن يرغب في الحج لا يقل عن ستة أشهر، لكي يتمكن من خطط لأداء الفريضة، للوفاء بكل متطلباتها، وأبرزها التدريب على أداء المناسك.. ما الذي يمنع من تطبيق التجربة الماليزية على الحجاج كافة، خصوصاً القادمين من بعض الدول الافريقية والآسيوية، العربية منها وغير العربية!
أما الذين يتجاوزون تعليمات أداء الفريضة من حجاج الداخل، من أولئك الذين يحجون كل عام أو عاماً بعد عام، فما الذي يمنع من وضع آلية لمساءلة هؤلاء بعد انتهاء موسم الحج، فهم لا يختلفون عن صاحب الحملة المخالف، كلهم أخذوا بتعليمات واضحة ومحددة ومع ذلك خالفوها، معرضين غيرهم لأضرار مرئية وغير مرئية، ملموسة وغير ملموسة، وما الذي يمنع من وضع قائمة سوداء بأسماء هؤلاء الناس، مثلهم مثل الذين يُخلون بالأنظمة البنكية، فلم يوضع نظام الحج للأفراد والدول، إلا للتخفيف على مَنْ لا يستطيع الحج إلا مرة في عمره، وهو في سبيل ذلك يبذل الغالي والنفيس ليؤدي الفريضة، ما ذنب هؤلاء ليتعرضوا لمعاناة من أناس من محترفي الحج؟
أما محترفو العمرة الذين يتخلفون لأداء الفريضة، فلا يكفي خصم أعدادهم من حصة دولهم، بل لا بد من تغليظ العقوبة، كونهم خالفوا نظام الإقامة ونظام العمرة، من خلال وضع آلية لذلك مع دولهم، التي غالباً ما تغض الطرف عن تجاوزات أبنائها، التي تتكرر سنوياً، حتى إننا نخشى أن ينتج عنها بعد سنوات شريحة جديدة من البدون، الذين ما زلنا نعاني منهم في العديد من مدن المنطقة الغربية !
أما المعضلة التي لم تستطع الأجهزة الأمنية التوصل إلى حل مريح لها، فهي هؤلاء السادة والسيدات وبناتهم وأولادهم، الذين يملكون كنزاً لا ينضب من الحيل، تمكنوا بغفلة من تكوين الثروات والتغلب على كل المشاكل التي تقف في طريقهم أولاً، فإذا فطنت مكافحة التسول إلى الأطفال تغيروا في اليوم التالي إلى سيدات محترمات بالعباءة والغشاء والقفاز، وإذا لوحظ كثرة الشباب تحولوا إلى عواجيز يقطعون قلوب الناس، ونادراً ما يمر أحد من أمامهم إلا ويسلك يده في جيبه ويعطيه ما فيه النصيب، حتى قيل إن الدخل اليومي لأي شحاذ لا يقل عن الـ100 ريال في اليوم، وهو دخل يجعل صاحبه يستميت في المحافظة عليه.. أما آخر فنون الشحاذة، فقد قرأناها في تقرير نشرته إحدى الصحف قبل أيام، حيث سجلت هذه الصحيفة بالكلمة والصورة، منظراً لصف طويل من الشحاذين، يجلس كل واحد منهم على كرسي وأمامه منضدة وحيز لوضع الصدقات ولكي تكتمل الحبكة فإن كل هؤلاء كانوا من كفيفي البصر !
هل من المعقول أن أحداً من الأجهزة المختصة بمكافحة التسول لم يلفت نظره مثل هذا المنظر، خاصة أن هؤلاء من الأسباب الرئيسية في الكوارث التي تحصل في الحج وآخرها ما حصل في اليوم الأول لرمي الجمار!
لا أحد يعذرنا إن أخطأنا، فهناك للأسف العديد من الأعين، التي لا تبحث إلا عن أخطائنا، أما منجزاتنا واهتمامنا بالحجاج فهم يعتبرونها من واجباتنا، وهي واجبات نعتز بها، ونعمل من أجلها طوال العام، لكن من يعمل لا بد له من آلية يطبقها بصرامة، على من يستفيدون من عمله، وهو ما يجب علينا عمله دون هوادة، ضد من يعمد إلى تشويه الحج، أو جعله محفوفاً بالمخاطر، بسبب ممارسات، أو تجاوزات، لا يد للأنظمة والقوانين - التي سنتها المملكة - فيها!
ومن أبرز هذه التجاوزات التي يجب التعامل معها بصرامة:
1 - تكرار الحج.
2 - الافتراش والتسول.
3 - تجاوزات أصحاب الحملات.
فاكس: 4533173 |