يتبين من احصاءات شركات التأمين أن السرعة أثناء السير ان لم تكن سبب الحوادث فإنما هي سبب الموت والاصابات بجراحات خطيرة. والتفسير العلمي في ذلك هو أن السرعة المتزايدة لا تتوافق وسرعة الانفعالات النفسية لدى سائق السيارة، كما أن هياكل السيارات الخارجية ليست مصنوعة على شكل متناسب مع سرعة المحركات، ففي معظم الحوادث يموت الناس لأن السيارات عجزت عن مقاومة الصدام.
ومن الوجه الطبي، هذه حقيقة يجهلها السائقون عامة: وهي أن أعضاء السائق أو الركاب تتحول أثناء السرعة ثم تخفيف السرعة فجأة، إلى (قذائف) بالمعنى الصحيح لأن وزن كل عضو من الأعضاء الجسدية يرتفع حتى قد يبلغ خمسة أضعاف وزنه الطبيعي!
فإذا كانت سرعة السيارة ستين كيلو متراً في الساعة واستخدم السائق المكبح أو (الفرامل) فجأة لاجتناب حاجز من الحواجز، ويكون ذلك عامة في مدة ربع ثانية، فعندئذ يرتفع وزن الكبد من كيلو غرام وسبعمائة غرام، إلى نحو 28 كيلو غراماً! ويرتفع وزن الدماغ من كيلو غرام ونصف إلى 25 كيلو غرماً!
ثم ان كثافة الدم في مثل هذا الوضع تصبح شبيهة بكثافة الزئبق!
ولا يعسر تفهم ما يحدث عندئذ، إذ تتمزق الشرايين والأوردة الدقيقة وينزف الدم منها نزيفاً باطيناً، وقد ينفجر الدماغ أو الكبد أو الطحال من جراء زيادة وزن هذه الأعضاء.
وفي مثل هذه الحالات يصطدم الدماغ بالجمجمة فيغمى على صاحبه حتى من غير أي صدام خارجي.
دلّت احصاءات مماثلة في ألمانيا الغربية والولايات المتحدة أن حوادث السير في عطلة نهاية الأسبوع أو في الأعياد، تجرح انساناً كل دقيقة، وتقتل انساناً كل نصف ساعة!
|