رحبت الصحافة السعودية والعربية باللقاء التاريخي الكبير الذي تم في جدة بين جلالة العاهل المفدى فيصل بن عبدالعزيز وفخامة الضيف الكبير القاضي عبدالرحمن الأرياني رئيس المجلس الجمهوري في اليمن الشقيق، وعقدت لذلك المقالات الضافية فما تعلقه الأوساط العربية والاسلامية من آمال على مثل هذا اللقاء الكبير.. وقالت صحيفة نداء الجنوب المتخصصة في معالجة شؤون اليمن والخليج بهذه المناسبة:
اللقاء بين الملك فيصل والقاضي الأرياني.. يعتبر حداً فاصلاً بين فترتين في تاريخ الجزيرة العربية - فترة الانحسار والتخاذل، وفترة النهوض والانبعاث - ذلك لأنه يرسي أقوى الأسس التي تقوم عليها نهضة شعب الجزيرة، وتستند إليها (وحدة) دولها.
ان الجزيرة العربية بهذا اللقاء تبدأ فترة جديدة في تاريخها.. فترة تحول كبير تستعيد بموجبه قوة حضورها في المجالين العربي والدولي.. وتاثيرها على مسار الأحداث.. وتأثيرها على مسار الأحداث والتطورات.. وأضافت الصحيفة تقول:
والمملكة العربية السعودية واليمن.. هما الدولتان القادرتان على التحرك لمواجهة وصد المحاولات التي تستهدف النيل من حرية واستقلال المنطقة.. وتقوية العلاقات الثنائية بينهما، وتمتين أواصرها، ليسا الا طريقاً لهذا التحرك.. وخطوة أولية نحو وحدة الجزيرة العربية.. تجسيداً لوحدة الدم والتراب والمعتقد والهدف والمصير.. ذلك - لانها تتلاشى كل الرواسب التي تراكمت على أرض الجزيرة خلال الحقبة المظلمة في التاريخ العربي وتخلق المظلمة في التاريخ العربي وتخلق الظروف والشروط الموضوعية للوحدة الكبرى الشاملة.
وتستمر الصحيفة في مقالها فتقول:
ان الجزيرة العربية تواجه تحدياً دولياً كبيراً يستهدف النيل من حريتها، والمس بمبادئ عقيدتها.. وذلك بفعل وجود حكم الأقلية الشيوعية في جنوب اليمن.. الذي يعتبر قاعدة عدوان، ومنطلق خطر (شيوعي) يستهدف تطويق الجزيرة.. فاستعمارها.
ومواجهة هذا التحدي - في اعتقادنا - تقع ضمن مسؤوليات دول الجزيرة - وعلى رأسها المملكة العربية السعودية واليمن - بقدر ما تقع ضمن مسؤولية شعب الجزيرة نفسه.. لذلك فإن التقارب والتآخي - إلى جانب الايمان والتمسك بالعقيدة الاسلامية - قوة أساسية، وسلاح.. يصنع لنا النصر على كل التحديات، ومواجهة الأخطار.. فاتقائها.
والذين استمعوا إلى خطابي الزعيمين العربيين، سيدركون - دون شك - إلىأي مدى يؤدي التوافق والانسجام والتفاهم دوره الكبير في إبطال كل الدعاوي الفارغة، وتجاوز كل الرواسب التي خلقتها ظروف زمنية غريبة.. فرضت على الجزيرة العربية الفرقة والتفكك الذي كان التأخر نتيجة حتمية لهما.
ويختم كاتب المقال كلمته بقوله:
وانني.. لا أشك في أن المباحثات بين زعيمي الجزيرة العربية ستضع - إلى جانب تمين العلاقت الثنائية بينهما - في الاعتبار ما يتهدد مصير الجزيرة العربية في صميم وجودها وذاتها.. من أخطار ناتجة عن وجود حكم شيوعي جعل من جزء استراتيجي مهم في الجزيرة.. قاعدة عدوان ومنطلق خطر يتهدد المنطقة بأسرها.
واننا لنهيب بهما أن يضعا في اعتبارهما ما يحدث على أرض جنوب اليمن وحضرموت.. من ثورة عارمة - شاملة - تستهدف اسقاط نظام حكم الأقلية الشيوعية.. لا دفاعاً عن الجنوب وحضرموت فحسب.. ولكن دفاعاً عن حرية واستقلال الجزيرة العربية.. معقل الاسلام، ومنبع العروبة.
|