* الجزيرة - التحقيقات:
رغم الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن منذ ان تطأ اقداهم ارضها وحتى مغادرتهم سالمين غانمين إلا ان بعض الاخطاء وتصرفات بعض الحجاج وجهلهم بمناسك الحج وواجباتهم تجاه اخوانهم الآخرين قد تفضي الى بعض النتائج السلبية مثل ماحدث في حج هذا العام من وفيات اثناء رمي جمرة العقبة بسبب تزاحم الحجاج واصرارهم على الرمي في وقت واحد رغم ان في الأمر متسعاً ورغم ان رخص الرمي تعطي الحاج فرصة اداء واجبه في أوقات أخرى وبكل يسر وسهولة.
ولأن ماحدث ويحدث في كل عام من زحام في رمي الجمار يشكل هاجسا، ويهم جميع المسلمين كان لابد لنا في (الجزيرة)من استطلاع رأي العلماء الشرعيين فيما حدث وفيما يرونه مستقبلا كحل لهذا الإشكال.
حيث أجابوا على عدة تساؤلات حملناها عن ماهية الرجم الشرعية والرخص فيه سواء للنساء او الضعفاء او في حالة الزحام وكذلك الرأي الشرعي حول توسعة الجمرات وواجب الدعاة والعلماء في الدول الاسلامية فيما يتعلق بتوعية حجاجهم قبل وصولهم للديار المقدسة، فتعالوا معنا الى رأي ضيوفنا في الجزء الأول من هذا الموضوع:
بداية تحدث الشيخ الدكتور صالح ابن غانم السدلان عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الامام حيث بدأ الحديث عن الزحام في رمي الجمرات بقضية التوكيل في رميها سواء قيل للنساء عموما او الرجال والنساء عموما يعني ان يوكل بعض الرجال وخاصة الذين يجدون فيهم ضعف النساء كذلك لان اصل التوكيل ثابت في الحج كما في حج عبدالله بن عمر قال (لبينا عن الصبيان ورمينا عنهم) فأصل التوكيل ومبدأ التوكيل جائز شرعا وكذلك النيابة في الحج كله والفقهاء يقولون ماجازت النيابة في كله جازت النيابة في بعضه وعلى هذا فالتوكيل لا غبار على مشروعيته وجوازه وبخاصة عند الحاجة الى ذلك، فيرجي من الجهات الرسمية وهيئة كبار العلماء ان يدرسوا هذا الامر بعناية وان يعطوه حقه اسهاما في موضوع حل مشكلة الزحام وانا ارى ان الموضوع الآن ركز على مسألة الزحام في الجمرات ولكن ترك ماوراءه والحج كله منظومة متتالية متوالية بدءاً باليوم الثامن من ذي الحجة والتوجه الى منى ثم الرجوع من عرفة ثم الافاضة من مزدلفة ثم رمي الجمار ثم توديع البيت ينبغي ان تكون الدراسة شاملة لهذالا نحل مشكلة ونسلمهم لما بعدهم ثم نقع في مشكلة اخرى فانا في نظري انه اذا حلت مسألة الجمرات ولم تحل مسألة الحرم والازدحام في اليوم الثاني عشر فانه ستحدث مشكلة اخرى وايضا امور اخرى عديدة انا انادي بعلاجها الآن الساحات المحيطة بالحرم ضيقة وغير مناسبة والمباني المنشأة حول الحرم يعني ليس من الرأي السديد ان تقام المنشآت ومحيطة بالحرم فتتوقع ان الحج بعد خمس او عشر سنين يصبح خمسة ملايين فماذا نفعل اذا ولنفرض انه بعد خمس عشرة سنة ما أسرعها تمر عشرون سنة يكون الحجاج عشرة ملايين من يقول لايقع هذا ولايكون هذا نحن لانتوقع النقص بل نتوقع الزيادة والمؤشرات تدل على ذلك فهل من عناية بشؤون الحرمين عموما وبالحرم المكي وبالحج خصوصا وجميع مراحله سواء كن ذلك يتعلق بالجمار او غيرها فلتدرس جميع الجوانب وانا ارى ان العاملين في هيئة التوعية الذين علموا منذ أنشئت التوعية الى يومنا هذا جدير بان يهيئوا مقترحات لهيئة كبار العلماء اما ان يطلب منهم أوان يطلب من بعض الاشخاص مجتمعين او منفردين كل واحد على انفرد ان يقدموا مقترحات للهيئة والله أعلم.
بسبب الزحام
*لاشك ان لمقاصد الشريعة الاسلامية والمصالح والمفاسد اعتبارا في الفتوى والحكم وقد كان العلماء يفتون بعدم جواز الرمي في الليل فلماذا تغيرت الاحوال اجازوا الرجم في الليل مع بقاء الافضلية للرمي في النهار, الا ترون نفع الله بكم اهمية اعادة النظر في التحرج من الترخيص قبل الرمي قبل الزوال لليوم الثاني عشر الذي يحصل فيه من التدافع والاقتتال مايؤدي الى فواجع خاصة ولقد قال بذلك علماء معتبرون؟
- هذا السؤال جوابه انه هو الآن الواقع وفي هذا العام الساعة الحادية عشرة نودي بمكبرات الصوت نظراً الى الزحام هذا في اليوم الثاني عشر نظرا الى الزحام والمنتظرون للزوال فلكم ان ترموا الآن الحادية عشرة وقال لي بعضهم الحادية عشرة والنصف وقال لي بعضهم الثانية عشرة وكأن على انه نودي بهذا الساعة الحادية عشر ولا فرق بين الحادية عشرة والعاشرة والتاسعة والثامنة وان قيل بانه يبدأ من طلوع الشمس فليس هناك برزخ بين اليوم الاول واليوم الذي يليه الا من طلوع الفجر الى طلوع الشمس والله اعلم.
*تعلمون خلاف أهل العلم في حكم طواف الوداع واختلافهم فيه بين السنةوالوجوب وتعلمون ان الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والاحوال والاعتبارات ولايمكن اعتبار الزحام الخانق والتدافع القاتل في طواف الوداع مرجعا لسنية هذا الطواف خاصة لغير حج الفريضة؟
- هذه مسألة معروفة معلومة وان القول بوجوب الوداع في الحج وانه سنة في العمرة قول له اعتباره والآن طواف الوداع وطواف الزيارة وهذه الاطوفة كلها الان ما اكثر من يسأل وما أكثر من يفتي بالتداخل بما يدخل طواف الوداع في طواف الافاضة او ينويهم جميعا فهذا جانب تخفيف .
الأمر الثاني ان طواف الوداع يعني بعضهم اذا قال لا استطيع ان اودع قيل له تلزمك الفدية ولك المغادرة فالوداع هنا يعتبر تابعا لغيره ولكن اذا قيل بانه سنة ولهذا القول وجه فلا مانع والله اعلم.
*الا ترون أهمية قيام العلماء في الدول الأخرى بواجبهم تجاه توعية حجاج تلك الدول بكيفية الحج وآدابه وحثهم على الرفق والسكينة وعدم التنقل بين المشاعر في مجموعات كبيرة وتحذيرهم من البدع المحدثة في الحج اذ الملاحظ على كثير من الحجاج الجهل بأحكام الحج وآدابه وحقوق الحجاج الآخرين؟
- عرضنا لقضية التوعية وان القضية مسألة يعني ان كان على الدولة ماعليها من الامور التي تقوم بها وقامت بها لكن الحجاج عليهم الشطر الآخر يعني نصف على المسؤلين في هذه البلاد ونصف على الحجاج أنفسهم كيف انا مثلا امنع التدافع وهل اقيم مع كل حاج عسكري يمنعه من ان يدافع هذا غير معقول وانتم تعلمون ان ماحصل في جمرة العقبة يوم العيد هذا العام انه في اطول ايام الرجم فيقدر بثمان واربعين ساعة يعني منتصف الليل الى طلوع الفجر من اليوم الحادي عشر كله وقت الرمي فلم يعد سبب للتدافع تقصيرا من الدولة او بالتنظيم او من الناحية الشرعية مثلا في قصر الوقت وانما كان من الحجاج انفسهم هم الذين تدافعوا وهم الذين دخلوا يحملون امتعتهم و انه صار في مقدمتهم عدد كبير من الشيوخ والمرضى والعجزة الذين لايجب عليهم الحج، فصاروا في المقدمة وسقطوا والناس لم يستطيعوا صد التيار القوي الذي يدفهم من الخلف فما كان هناك من بد الا انهم يحملونها هؤلاء ثم يسقطون هم بالتالي بجثثهم فسقطت جثة ثم جثة وبسبب الامتعة التي في ايديهم والتي يحملونها على ظهورهم ولقد راينا من يحمل اكثر من ثلاثين كيلو على ظهره من متاع ومن لفائف وفرش وأوانٍ وغيرذلك مما يستعين به على حياته او على طعامه وشرابه وغير ذلك ونومه فهذا امر لم يكن من قبل التنظيم ولا لضيق الجسر ولا لضيق الوقت وانما كان بسبب الحجاج انفسهم فالتنظيم الذي تملكه الدولة منع حمل الامتعة وان يكون للجمرات بوابات محيطة بها ابواب عديدة كثيرة وكل وبوابة يمنع ان يدخل الانسان الا بحذائه التي في قدمه وماعدا ذلك لايدخل بشيء وتوضع صناديق أمانات لمستثمر يكون مثلا الف صندوق او الفين كل هذه يضع فيها امتعتهم ويأخذون المفاتيح فهذا امر الحقيقة ينبغي ان يدرس، واما توعية الحجاج في بلدانهم فهذا شيء مهم وقد سبق بعض الدول ولعلي أمثِّل بماليزيا التي اقامت مجسما للكعبة ومجسما للصف والمروة ومجسما للمشعر الحرام ومجسما لجبل عرفه ومسجد نمرة وغير ذلك فكانوا ياتون بحجاجهم ويرونهم مشاركة المملكة فيما اظن انه شارك وزير الحج كذلك هذا العام سمعنا ان بعض الدول اقامت بروفة لحجاجها في مكة يعني اروهم كيف يدورون على الكعبة والصفاء والمروة وغير ذلك من الامور والحلق والتقصير وغير هذا امر مهم ان تشارك الدول وانا أتصور ان ترك الامر للناس فالناس لايعملون شيئا ان عملت هذه الدولة لن تعمل الأخرى ولكن ينبغي بل يتعين ان يكون دخول دورة لاتقل عن ثمانية اسابيع للحاج لا يقبل صعوده للطائرة المتوجهة الى الأرض المقدسة الا ان يحضر شهادة مختوما عليها مصدقة بانه شارك في الدورة الخاصة في احكام الحج لاننا نجد ان في الحجاج جهلا مركبا لايمكن ان يقبله انسان يعرف الاسلام فنجد من الحجاج من اذا وصل الى السكن خلع ملابسه ونام وانتهت القضية وبعضهم يسعى ولايطوف وبعضهم يطوف ولايسعى وبعضهم لايعرف الأشواط وبعضهم ياتي باربعة عشر شوطا بين الصفا والمروة واشياءهم لاتنتهي فهل هناك عناية واهتمام ؟؟لا.. أبدا.. والذي نلمسه ان الحاج اكثر مايعاني من قضية الحصول على تأشيرات حج فقط ثم يركب على ماهو عليه بعضهم والله نسأله عن عدد الصلوات الظهر كم ركعة لايعرفها بل وجدنا انه من قال: ان صلاة الظهر تسع والعصر سبع والمغرب كذا جهلا لايمكن ان يكون وهو آت للحج هذه مشكلة تعلمون اهمية الحج يعتبر الركن الخامس من اركان الاسلام وقبله اركان اربعة لابد ان ياتي بها والله المستعان.
*مما يعين على تخفيف الزحام توسعة أحواض الجمار الثلاث لتتسع الدائرة وتستوعب عددا أكبر من الرامين فهل هناك مانع شرعي من تحقيق ذلك؟
-هذه الامور كلها ستخضع للدراسة دراسة تطوير الجمرات وجسرها وتعدد مواقع الرمي وتوسعة القطر كل هذا ان شاء الله موضوع ضمن الدراسة ونرجو ان الله يوفق المسؤولين واهل العلم لما يحقق هذا ويجعل الأمر يسيرا سهلا لكنني الذي اؤكده واريد ان يكون في عقب كل جواب اننا لايكون همنا فقط رمي الجمار وتوسعة والعناية بها وترك الجوانب الاخرى فان المواقف في الحج يعني حلقات متشابهة متواصلة الا ان بعضها اشد من بعض،فلدينا مثلا جسر الجمرات هو الذي تقع فيه المشكلات كذلك الحرم عندما ينتهي الناس من الجمرات ويجتمعون في الحرم ماذا سيحصل لهم وماهي الخطة لاستقبال الحجيج اذا انصرفوا من الجمرات بإذن الله سالمين فماذا يستقبلهم هو ماذكرته في غير هذا السؤال تفويج الحجاج تفويج والتعجل والتأجل تغير الحجوزات تأجيلها لان لا يكون في اليوم الثاني عشر اي حجز ولا يبدأ الحجز الا من ظهر الثالث عشرهذا ماأراه في هذا المجال والله اعلم.
لابد من معالجة
يقع الكثير من الحجاج في حرج كبير عندما يرجمون جمرة العقبة في الدور الارضي حيث يشتد الزحام لكونها نصف الدائرة ويفاجأ كثير منهم بأن رميه لم يقع في الحوض لكونه رمى من الجهة المصمتة وان عليه اعادة الرمي فهل هناك مانع شرعي من اكمال دائرة الحوض خاصة اذا علمنا ان الجهة المصمتة الآن كانت ملتصقة بالجبل سابقا مما يرجح ان المانع غير شرعي؟.
-الدائرة او نصف الدائرة مثل ماذكرتم في السؤال انه كان المحل هذا كان جبل فوضعوا دائرة ونصف دائرة بناءاً على وضعى الجمرات في الدور الارضي لكن من الادوار الاخرى والتي تصل الى اربعة فاكثر ستكون الدائرة كاملة مثل ماهو عليه الآن وتوسيع القطر اوسع مما هو عليه الآن ويبقى دراسة الجانب الذي لايرمى من جهته وكان في السابق كان في جدار ثم ازيل الجدار وقيل اذا نفذت الحصاة الى المرمى فان الرمي يعتبر صحيحا لكن الناس سيقعون في مشكلة وهي قضية العمود وهذا العمود لابد ان يغير مكانه إما ياخذ يمينا او شمالا الناس يرمون العمود ويسقط الحصى خارج المرمى فلابد من معالجة هذا الموضوع إما اكمال الدائرة كما جاء في السؤال واما يعنى على الاقل ازالة العمود حتى يستريح الناس من قضية هل رميت من الجهة التي يجوز منها الرمي او لم يرم اقول ان هذا كله ينبغي ان يخضع للدراسة والتأمل والله أعلم.
توكل من يرمي
أما الشيخ الدكتور ابراهيم بن ناصر الحمود الاستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء فتحدث عن موضع الزحام في الحج بقوله: المرأة بطبيعتها ضعيفة لاتستطيع مزاحمة الرجال مع مافي المزاحمة من المحاذير الشرعية ولاشك انها مخاطبة بالرجم كالرجل ولايصح التوكيل الا في حال العجز الظاهر والزحام الشديد دليل على عجزها لكن مع سعة وقت الرمي فارى انها تتحين الاوقات التي يخف فيها الزحام كالرمي ليلا فمتى تعذر ذلك فان كانت من المتعجلين فلها التوكيل حيث ظهر عجزها عنه وان كانت من المتآخرين فلها تأخير الرجم الىاليوم الثالث عشر قبل الغروب حيث يخف الزحام فان فعلت وتعذر رميها بنفسها فلها ان توكل من يرمي عنها حيث تبين عجزها مع ضيق الوقت.
فالاخذ بهذه الاسباب أولى في نظري من اطلاق جواز التوكيل للنساء مراعاة لمقاصد الشرع.
اما عن الرمي قبل الزوال في ايام التشريق فقال عنه د. الحمود انه خلاف للسنة ولا ارى ان في جوازه حلا لمشكلة التزاحم لان التزاحم الموجود بعد الزوال سيتحول الى ماقبل الزوال عند القول بجواز الرمي فيه فعلة التزاحم من الحجاج انفسهم وليس من وقت الرمي وهناك سببان رئيسان للتدافع عند الجمرات وهما:
1- قلة الوعي لدى الحاج مع سعة وقت الرمي ،فمثلا رمي جمرة العقبة يوم العيد يمتد وقت الرمي من طلوع الشمس الى غروبها ويجوز ليلا الى طلوع فجر اليوم الحادي عشر والتدافع والتزاحم انما يكون ضحى يوم العيد فقط وبقية الوقت لايعرف الزحام فلو وزع الحجاج على الوقت لما حصل ماحصل في صباح يوم العيد الذي يكثر فيه التدافع وتحصل الوفيات بسببه.
2- كثرة عدد الحجاج الذي يفوق استيعاب المكان فمتى ضاق المكان بمن فيه سيحصل تزاحم وتدافع فساحة الجمرات تحملت يوم العيد من الحجاج فوق طاقتها مما تسبب في تدافع الحجاج وتزاحمهم على الجسر.
اما عن حكم طواف الوداع ومايحصل فيه من الزحام فقال عنه الشيخ الحمود.
لايختلف حكم طواف الوداع سواء كان الحج فريضة ام تطوعا لعموم الحديث الدال على ذلك ووقته موسع فمن تأخر الى اليوم الرابع عشر او الخامس عشر لن يجد زحاما في طواف الوداع لكن ارتباط الحجاج بحملات الحج التي تفرض عليهم السفر في يوم معين هو سبب الزحام.
والقول بوجوب طواف الوداع في الحج هو مذهب الجمهور ومتى عجز الحاج عنه بسبب زحام لايطيقه او كان به عذر لايمكنه من الطواف لاماشيا ولا محمولا فيجبره بدم وهذا من التيسير في حال العجز عنه وهو اولى من القول بسنيته لان رخص للمرأة الحائض والنفساء الا تطوف والرخصة لاتكون الا من واجب.
واجب العلماء
وعن دور العلماء وفي نوعية الحجاج قال الشيخ الحمود: نعم هذا واجب العلماء في كافة الدول الاسلامية فعليهم بتبصير الحجاج بواجبهم وارشادهم الى آداب الحج ومايجب على الحاج ان يلتزم به في المشاعر المقدسة من السلوك الحسن والتفقه في الدين وسؤال اهل العلم عن مناسك الحج حتى يعبدوا الله على بصيرةوتحذيرهم من اشاعة الفوضى او رفع الشعارات او النداءات التي لاتتفق مع روحانية الحج ومقاصده ونبذ البدع من الاقوال والافعال وحثهم على الاتباع وفق ماجاءت به السنة المطهرة.
وعن توسعة الجمرات.. قال الشيخ الحمود:
ارى انه لامانع شرعا من توسعة احواض الجمرات للمصلحة الشرعية فان التابع له حكم المتبوع فالتوسعة لها حكم المساحة الاصلية.
هذا في نظري والله أعلم والرأي في هذه المسألة من اختصاص اللجنة الدائمة للافتاء اما كمال الحوض السفلي في الجمرة يحقق مصلحة شرعية ويرفع الشك عن عدد من الحجاج وفي حال اكماله يكون الحصى متصلا بعضه ببعض فيكون له حكم اصله وفي هذا توسعة على الحجاج.
وارى ان تحال جميع الاسئلة على هيئة كبار العلماء لابداء الرأي حولها فهم أهل الفتوى نفع الله بعلمهم ووفقهم للهدى وطريق الحق.
لم يحل دون حوداث
أما الشيخ الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالاحساء فقال عن هذا الموضوع:
انه على الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة لخدمة الحجيج الا ان ذلك لم يحل دون وقوع بعض الحوادث المؤسفة صبيحة يوم النحر اثناء رمي الجمار ويعود السبب الرئيسي في ذلك الى ضعف وعي كثير من الحجاج حيث ان الكثير منهم يسيطر عليه الخوف والعجلة في انهاء مناسكه جاهلا او متجاهلا مما يمكن ان يؤدي ذلك الى اذية اخيه المسلم والوقوع في الاثم بسبب ذلك.
اما فيما يخص توكيل جميع النساء للرجال في الرمي:
فالجواب عليه ان الحج لايخلو من المشقة وخصوصا بالنسبة للنساء حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهن عندما سألنه عن حرمانهن من الجهاد فقال عليه الصلاة والسلام: (ولكن أفضل الجهاد الحج والعمرة) ولاشك ان المشقة مدفوعة في ديننا والحرج مرفوع إلا أن تعميم الحكم بهذه الصورة بحيث تشمل جميع النساء من غير تفريط بين العاجزة وغير العاجزة واعتبار الانوثة بحد ذاتها عجزاً غير مقبول فهناك الكثير من النساء من تتمتع بقوة بدينة اكثر من الرجال، والتوكيل انما يجوز في حالة العجز الحقيقي.
اما عن جواز الرمي ليلا فلا نعلم فيه حرجاً وليس هناك مايمنعه قديما او حديثا وان كان الرمي في النهار وهو الافضل.
واما قضية الترخيص في ارمي قل الزوال لليوم الثاني عشر فقد قال بع بعض أهل العلم قديما وحديثا ولاحرج في الاخذ بقولهم ممن يجدون المشقة في انفسهم ممن يتبعهم من الشيوخ والنساء.
اما عن الادلة التي تدل على وجوب طواف الوداع فهي صحيحة وصريحة فقد قال عليه الصلاة والسلام (لاينفر الناس حتى يكون آخر عهدهم الطواف بهذا البيت) وفي بعض الروايات (مروا الناس..) ولانجد مايسوغ هجر الادلة الصريحة الصحيحةوالأخذ بخلافها على العموم الذي تعرضونه وانما الفتوى يراعى فيها احوال المستفتي خاصة فحينما يأتينا شخص عاجز يمكننا ان نفني له بترك طواف الوداع اخذا بقاعدة المشقة تجلب التيسير (وماجعل عليكم في الدين من حرج).
اما عن واجب العلماء في توعية الناس فلاشك ان من اهم واجبات العلماء توعية الناس بامور دينهم على الوجه المشروع الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ولكن الذي اراه ان المسألة أعظم من أن توضع في اعناق أهل العلم وحدهم بل لابد من تضافر الجهود من قبل اجهزة الاعلام في تلك الدول من اذاعة وتلفزة وصحافة واستعانة باهل العلم والخبرة في سبيل توعية الحجاج كما ان على المطوفين القيام بدور فاعل في سبيل تحقيق ذلك ولاشك ان التوعية السليمة ستقدم الحل الناجع لكثير من المآسي والحوادث التي تتكرر في مواسم الحج في كل عام.
المشقة تجلب التيسير
وعن هذا الموضوع الهام تحدث الشيخ صالح بن ابراهيم الدسيماني مدير عام فرع وزارة الشؤون الاسلامية بنجران فقال: مايحصل في الحج من امور خارجة عن الارادة من تدافع او حريق وغيرها فذلك لاينقص من كفاءة رجال هذا البلد الذين يسهرون على خدمة بيت الله الحرام ومسجد نبيه الكريم وقاصديها من كل مكان وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني والامير نايف حفظهم الله جميعا وجعل مايقدمون في ميزان حسناتهم.
اما عن توكيل النساء في الرمي واثر ذلك على تخفيف الزحام فاقول: ان الانسان العاقل الذي يصطحب معه نساء الى الحج يجب عليه ان يتقي الله فيهن فلا يوردهن المهالك او يعرضهم للفتنة بهن او منهن والمرأة ضعيفة لاتستطيع ان تقوم بنفسها لذا حرص الاسلام على حمايتها ومنعها من السفر بلا محرم وهناك حلول كثيرة للمحافظة على المرأة من ذلك التوسيع في وقت الرمي وكذلك جواز ان تجمع المرأة الرمي في الايام الثلاثة لليوم الثالث فترمي عن اليوم الاول الجمار الثلاث ثم عن اليوم الثاني ثم عن اليوم الثالث اما اذا كان هناك تعجل فاني ارى انه توكل المرأة من يرمي عنها من الرجال الاشداء فحتى الرجال الكبار الافضل لهم ان يوكلوا من يرمي عنهم ولايلقوا بانفسهم الى التهلكة فالله تعالى غني عن تعذيب المسلم لنفسه والمشقة تجلب التيسير.
أما مسالة الرمي قبل الزوال فقال الشيخ الدسيماني لمن اراد التعجل في اليوم الثاني عشر لقد تكلم فيه علماء مجتهدون وافتوا بجواز ذلك لمن اراد ان يتعجل منهم الامام ابوحنيفة وكذلك رواية للامام أحمد وعكرمة واسحاق رحمهم الله جميعا وقال عطاء وطاووس: يجوز الرمي مطلقا ايام التشريق قبل الزوال وهو رواية عن ابي حنيفة رحمه الله وارى ان يكون هناك اجتماع لهيئة كبار العلماء لبحث هذا الموضوع المهم والذي يحتاج فيه الأمر الى مزيد من التيسير ورفع الحرج الذي يخص الحجاج خاصة في اليوم الثاني عشر لمن اراد التعجل.
اما عن طواف الوداع فقال: اذا قلنا بسنية طواف الوداع وانه ليس واجبا من واجبات الحج فان هذا الحكم لايختص بحج التطوع دون الفريضة بل يعم الجميع وقد قال بهذا جمع من اهل العلم منهم الامام مالك وداود وابن المنذر واحد قولي مجاهد والشافعي رحمهم الله وقالوا انه لو كان واجبا لم يجز للحائض تركه ولان النبي صلى الله عليه وسلم لما رخص للنساء العذر الحيض والنفاس لم يأمرهن باقامة شيء آخر مقامه وهو الدم فدل على عدم الوجوب كذلك قالوا لوكان واجبا لاستوى فيه الحجاج جميعا المكي والافاقي فلما أسقط عن المكي دل ذلك على عدم الوجوب.
ومما يؤيد هذا القول ان الحاج لو اخر طواف الإفاضة الى قبيل السفر لأجزاه عن الوداع ولو كان واجباً لم يجزئ عنه.
تجب توعيتهم
اما عن توعية حجاج البلدان الإسلامية
ان واجب العلماء في الدول الاسلامية عظيم في توعية حجاجهم وارشادهم الى كيفية اداء النسك على الطريق الصحيح والذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله: (خذوا عني مناسككم) فمعظم المشاكل التي تحصل في الحج تحصل بسبب الجهل المطبق باحكام وحكم الحج ومايجب ان يتحلى به الحجاج من اخلاق فاضلة وصفات حميدة من كف الأذى وتحمل الأذى وحسن الخلق والرحمة والتواضع وغيرها وقد اعجبت بالافكار التي عملت في بعض الدول الاسلامية من عمل دورة توعوية باعمال الحج وعمل مجسمات للمشاعر والطريقة الصحيحة للحج وهذا مما يرسخ في الذهن ويعين الحاج على اداء نسكه على الوجه الصحيح.
وبالنسبة لاحواض الجمرات فاني ارى ان يكون لها توسيع وخصوصا ان ذلك مناطا باجتهاد العلماء ولو كان التوسيع في الدور العلوي لضمان وقوع الحصى في المكان المخصص كذلك ارى ان يعمل دور ثالث يستوعب عددا اكبر من الحجاج وان يكون هناك توسعة للدور الاول بحيث تقل الاختناقات فيه وكذلك تكثير المخارج في الدور العلوي التي تسمح بالخروج دون الدخول.
وبالنسبة لاكمال دائرةالحوض في جمرة العقبة اذا نظرنا لوضعها سابقا والوضع الحالي وخصوصا مع كثرة الزحام وجهل كثير من الناس بالطريقة الصحيحة لرميها وانطلاقا من قواعد الدين التي تفيد التيسير على المسلم في حال الضيق والمشقة مثل قاعدة المشقة تجلب التيسير واذا ضاق الامر اتسع .
|