تؤكد الدراسات اليوم أن هذا القرن قرن الصراع من أجل الماء، والذي قام بتلك الدراسات والتحذيرات هم أهل البلاد التي تكثر فيها الأنهار ومياه الامطار، ومع ذلك همّ شحّ المياه يشغل بالهم لإدراكهم لما سيترتب على ذلك من عواقب وخيمة؛ لذا هم جادون في التماس السبل التي من خلالها يستطيعون التقليل من استهلاك المياه.
إذن نحن أهل البلاد معدومة الأنهار وقليلة الأمطار أولى من غيرنا في الاهتمام بهذا الأمر؛ لذا لا بد من الإكثار من السدود لكي تحد من جريان مياه الأمطار وضياعها في الصحاري والقفار وتناسبها مع حجم الأودية، وطولها وقصرها، وكثرتها وقلتها، حتى ولو كانت على شكل حواجز ترابية فتجمع هذه المياه خلف هذه السدود بكميات كثيرة سيتسرب إلى باطن الأرض فتزداد كمية المياه الجوفية السطحية، فيقل الاحتياج للمياه الجوفية العميقة التي يجب أن تبقى مخازن استراتيجية للأجيال القادمة إن شاء الله، فنزف هذه المياه يشكل خطورة بالغة على الأمن المائي، وخاصة في البلاد القليلة الأمطار منعدمة الأنهار.
أما فيما يتعلق بالسدود المقامة فلا بد من العناية بصيانتها وإعادة ترميم ما يحتاج لذلك منها، والزيادة في بناء السدود المنخفضة الارتفاع ليتم حجز كميات كبيرة من المياه، وكذلك تكثيف حملات توعية المواطنين بخطورة الإسراف في استخدام المياه، سواء في المنازل أو المزارع، فبعضها وقت وفرة المياه في الآبار تعمل ماكينات ضخ المياه فيها بصورة مستمرة، فتتحول هذه المزارع إلى بحيرة من المياه، وكأن هؤلاء لم يمروا بفترة عصيبة اضطر بعضهم لسقي مزرعته عن طريق سيارات نقل المياه، فلما أنعم الله عليهم نسوا معاناتهم السابقة، فما الذي يا ترى ينفع مع هؤلاء.؟؟
وبعد: نحن المسلمين نؤمن إيماناً راسخاً أن الأمطار كثرتها وقلتها من لدن العليم الحكيم سبحانه وتعالى؛ لذا يجب علينا فعل الأسباب الجالبة بإذن الله للأمطار، مثل اخراج الزكاة ودفعها لمستحقيها، وكثرة الاستغفار، والتصدق، ومساعدة المحتاجين.. الخ، وفق الله الجميع لما فيه الخير..
|