قال تعالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} فكل إنسان يعلم شيئاً لا يعلمه الآخرون فهو فاضل عليهم بهذا العلم، ان هذه الحقيقة هي ما يدفع بطلبة العلم على اختلاف تخصصاتهم لطلب العلم والتحصيل مع التنبيه لطلبة العلم الشرعي على من طلب العلم لمماراة السفهاء أو لمقارعة العلماء فإن ذلك مذموم بل يجب أن يكون طلبهم العلم خالصاً لوجه الله تعالى.
إن مما يؤسف له ضحالة المخزون المعرفي لدى بعض الناس وخصوصاً لدى بعض الشباب مما ينعكس سلباً على شخصيته وتصرفاته وردود فعله في المواقف الصعبة أو تلك التي تتطلب الحكمة والدراية بخلفيات الأمور لا أقول ذلك متحاملاً عيلهم فقد اختبرت شريحة غير قليلة وفوجئت بمدى ضحالة ما لديهم من المخزون المعرفي في مجالات الحياة شتى فمثلاً الكثير منهم لا يحفظ أكثر من خمس إلى ست سور من قصار السور من جزء عم، بل ان بعضهم لا يفرق بين أركان الإسلام وأركان الايمان، وشاهدت برنامجاً في القناة الرياضية السعودية يلتقي مع الشباب ويسألهم هذا السؤال (إذا جاء رمضان في وقت الحج أيهما تقدم الصوم أم الحج)؟ فيجيب بعضهم بتقديم الحج إذا لم يكن أدى فرضه من الحج!!
وسمعت الشيخ الدكتور خالد الشايع يحكي أن أحدهم لم يجد ما يحدث به زوجته ليلة زفافها إلا بسؤالها عن أفلام كرتون!! وذلك راجع لضحالة ثقافته ومخزونه المعرفي.
ينعكس عادة قدر المخزون المعرفي لدى الإنسان على شخصيته وثقته بنفسه وسمته بل ومشيته وحركاته وطريقة حديثه - دون عجب أو خيلاء وهذا هو المطلوب والمفترض، لأن الترفع على الآخرين شعور بالنقص يعوضه البعض بهذا المسلك الخاطىء الممقوت.
تتنوع مصادر التلقي للمخزون المعرفي ويأتي على رأسها القراءة المتخصصة والمتنوعة ويخطىء البعض حينما يظن ان القنوات الفضائية مصدر معرفي يغني عن القراءة وما في حكمها من مصادر المعرفة المفيدة كالدورات المتخصصة والشبكة العنكبوتية لمن يحسن استخدامها لكن الملاحظ على الدورات المتخصصة المتعلقة باكتساب المهارات المتنوعة انها مبالغ في أسعارها.
هناك مخزون معرفي متحتم المعرفة والتحصيل ألا وهو المتعلق بما يجب ان يعرف من الدين بالضرورة كمعرفة العبد ربه ودينه ونبيه وهي ما تسمى الأصول الثلاثة.
وهناك ما يجب أن يعرف بداهة كحدود الوطن وأجزائه ومساكن القبائل في أرجائه، وما يتعلق بالعادات والتقاليد الاجتماعية للشعب.
وهناك المجال الواسع من المخزون المعرفي الممثل لميدان التفاضل بين الناس فكل ينهل منه حسب طموحه وامكاناته الفكرية والمادية، وهو ما ينطبق عليه قول القائل: تعلم فليس المرء يولد عالماً - وليس أخوعلم كمن هو جاهل.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح انه قريب مجيب.
| 
