Tuesday 17th February,200411464العددالثلاثاء 26 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من الماضي نستلهم العبر، فهلاّ يرعوي هؤلاء؟! من الماضي نستلهم العبر، فهلاّ يرعوي هؤلاء؟!
إبراهيم الدهيش / مرات-كاتب ومحرر صحفي

آلمته وتؤلمه الاحداث التي ابتُلي بها هذا البلد الطاهر الأمين، فأطلق لذاكرته العنان ليروي لنا بعضاً من حكايات قبل التوحيد.
يقول أبو محمد:
كنا نعيش حياة ضنكة ملؤها الخوف والترقب والانتظار لما هو آتٍ، خوف مما يخفيه لنا الغد، ذلك الغد الذي لن يختلف في كثير من الاحيان إن لم يكن اشد قسوة ورعباً.
كنا كذلك يوم كان الواحد منا لا يأمن على نفسه ولا ماله - ان كان هناك من مال -! ولا عرضه!!
كانت الحروب طاحنة والضوضاء عارمة.
القوة وسيلة الاقوياء
والتوسل منطق الضعفاء
والتشرذم لغة الوقت
توزع قطاع الطرق على كل الدروب فعاثوا في الناس نهباً وسلباً وسبيا،ً!
وتزاحم الناس - كل الناس - على الحصول على لقمة العيش،
كان هناك من يعمل اجيراً بقوت بطنه!
وآخرون هجروا وطنهم وقطعوا الفيافي والقفار، وغيرهم ركب البحر بحثا عن الملاذ الآمن والقوت،
هكذا كنا، وهذه حالنا!!
الى ان منَّ الله على هذه الامة بأن بعث لها عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- لتنعم هذه البلاد وأهلها بنعمة الأمن والامان في ظل قيادته، ومن بعده ابنائه البررة، في استقرار وعيش رغيد ما كان ليتحقق لولا توفيق الله لهذا الامام العادل وتمكينه بفضل تطبيقه لشرع الله وسنة نبيه عليه افضل الصلاة والتسليم.
هكذا كنا.. وكيف أصبحنا!!
فهل يريد هؤلاء الخارجون على القانون السماوي لشريعتنا الغراء، المتدثرون بعباءة الدين وهو منهم براء، هل يريدون ان نرجع كما كنا بالأمس؟! يضرب ويقتل ويدمر بعضنا بعضا!!
ألا يرعوي هؤلاء؟
الا تأخذهم الرحمة والشفقة بذاك الطفل الباكي
وذلك الشيخ المكلوم
وتلك النسوة الثكلى
ورجل الأمن الساهر؟؟؟
انهم مجردون من كل انسانية، ضعاف دين وعقل، زخرف لهم دعاة السوء عملهم السيئ، وائتمروا بما يمليه عليهم الشيطان فارتكبوا ما اقترفته ايديهم الملطخة بدماء الابرياء، وفق شرائع مصطنعة، ومناهج فاسدة باطلة بحق وطنهم بقيادته وانسانه ومكتسباته، بافعال مشينة يندى لها جبين الحياء خجلاً! وسيخزي الله هؤلاء التكفيريين الخارجين عن النص الالهي لشريعتنا السمحاء، وقد اخزاهم واطفأ الله بنوره نار فتنتهم، وخبا صوتهم بعدما انكشف زيغ ادعائهم!
ومن (عندياتي) أقول:
من الماضي نستلهم العبر، ومنه نستخلص الدروس والتجارب في سبيل المحافظة على تماسك النسيج الاجتماعي الوطني لامتنا، وعدم التفريط في وحدة وتلاحم هذا الوطن وشرائحه.
ستبقى هذه البلاد ملاذاً للباحثين عن الأمن، وقبلة لكل المسلمين،.
وجدولاً عذباً رقراقاً من العطاء لكل المحتاجين، وبيتاً آمناً لكل المخلصين والشرفاء.
نموذجاً للتسامح
مثالاً للوسطية
قدوة في التعامل
وسيظل غصة في حلق كل غابط وحاسد وحاقد!
حصناً منيعاً امام سهام العابثين والمرجفين.
وستبقى يا وطني بقيادتك وانسانك وترابك وفضائك وطناً عزيزاً بكبرياء الكبار، وعظيماً كعظمة العظماء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved