من الصعب إيجاد الظروف المثالية لإطلاق محادثات السلام بين باكستان والهند ومع ذلك ها هما الجانبان يبتدئان محاولة أخرى لإرساء السلام في ظل أوضاع من الصعب القول إنها مواتية، وتبقى المحاولة مهمة لتجاوز هذه المصاعب.
فالعملاقان النوويان الأبرز في منظومة الدول النامية يدركان أن الحرب تتربص بهما دوماً، وان المشاكل العالقة هي من طبيعة مستديمة وعلى رأسها مشكلة كشمير، التي تدفع أحداثها الساخنة إلى هذه المحادثات الجديدة مع مقتل أحد المسؤولين الحزبيين بالإقليم في ذات الوقت الذي استهل فيه الجانبان الهندي والباكستاني المحادثات أمس في إسلام أباد.
وسلام باكستان والهند يهم العالم أجمع لاعتبارات عديدة من بينها الحجم السكاني الكبير الذي يتوفر عليه البلدان فضلا عن أنهما دولتان نوويتان لديهما السلاح الأمضى في عالم اليوم وهو سلاح لا تقتصر تأثيرات استخدامه على مجرد المنطقة المعنية بالنزاع فقط، كما ان منطقة النزاع تشمل أفغانستان بكل أحداثها التي لا تزال ساخنة ومن بينها الملاحقات الأمريكية للقاعدة وطالبان.
وفوق هذا وذاك هناك مشكلة كشمير المسؤولة عن تفجر حربين بين الهند وباكستان وهي لا تزال تهدد بالمزيد.
يبقى من المهم من المنظور الإسلامي الإشارة إلى واحد من أكبر التجمعات البشرية الإسلامية في البلدين بما يصل إلى 300 مليون مسلم، حيث التطلعات الإسلامية ترنو إلى سلام بين البلدين مطلوب في حد ذاته وأيضا لإنقاذ كشمير ولتجنيب كل أولئك الملايين من المسلمين شرور المزيد من الحروب.
|