* الرياض - الطائف - أحمد القرني - عبدالمحسن الحارثي - فهد سالم الثبيتي:
يبدأ يوم السبت القادم تطبيق وتفعيل قرار مجلس الوزراء الموقر الذي صدر في الجلسة المنعقدة بتاريخ 6- 11-1424هـ والذي ينص على إجراء الفحص الطبي قبل الزواج لجميع السعوديين وإلزام طرفي عقد النكاح بإحضار شهادة الفحص الطبي قبل إجراء العقد وان يكون هذا الاجراء أحد متطلبات كتابة العقد مع ترك الحرية للطرفين في اتمام الزواج من عدمه.
ويعد هذا القرار تتويجاً واضحاً لجهود مضنية وحثيثة حول هذا الأمر وفي هذا الاطار أنهت وزارة الصحة كافة استعداداتها وجهزت جميع معاملها ومختبراتها في مائة وثلاثة عشر مركزاً صحياً ومستشفى على مستوى المملكة مع بداية العام الجديد الذي يوافق السبت 1-1-1425هـ لاستقبال جميع المتقدمين للفحص الطبي لراغبي الزواج.
هذا وقد أوضح معالي وزير الصحة د. حمد المانع أنه من يرغب في الزواج ما عليه إلا التقدم للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة أو التابعة لوزارة الداخلية أو التابعة لوزارة الدفاع والطيران أو التابعة للحرس الوطني أو التابعة للجامعات في جميع مناطق ومدن المملكة ومحافظاتها.
وفي رده على سؤال عن كيفية إجراء أبناء القرى والهجر والمناطق النائية للفحص الطبي من المقبلين على الزواج أوضح معاليه ان ما عليهم سوى التقدم للمراكز الصحية الأولية المنتشرة في كل جزء من وطننا الغالي لأخذ عينة من دمه ومن ثم ارسالها عن طريق هذه المراكز للمستشفيات الرئيسية وبإذن الله سيأتيهم الرد خلال مدة تتراوح ما بين أسبوع الى عشرة أيام وذلك حسب قرب وبعد المسافة وفي غاية السرية.
وبيّن أن الكشف الطبي قبل الزواج أنه قد بلغ مائتين وخمسين ألف حالة مرضية سجلته بالمملكة وتتركز غالبيتها في المنطقة الشرقية وجازان والقنفذة.
وفي رده على سؤال عن أن الشخص لو اتضح انه مصاب وتزوج وأنجب أطفالاً مصابين ستقوم الوزارة بعلاجهم قال معاليه الوزارة مهيأة للجميع وعلى أتم الاستعداد لعلاج جميع المرضى سواء هؤلاء أو غيرهم.
من جانبه قال معالي وزير العدل الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ في اجابة عن سؤال عن أن قرار الفحص الطبي قبل الزواج يواجه بعض العقبات من بعض الأعراف والمجتمعات القبلية وخصوصاً من كبار السن بأنه لاشك فيه ولكن يتوجب عليهم تفهم ذلك مؤكداً أن هذا الشيء ما وضع إلا من أجل خدمة أبناء الوطن ولسلامتهم.
وطالب معاليه أنه يتوجب على راغبي الزواج انهاء جميع أمور واجراءات عقد النكاح قبل ليلة سوى الاحتفاظ به وتقديمه للمأذون ولو أراد الزواج مرة أخرى.
وأوضح معاليه ان الوزارة تقيم دورات تدريبية لمنسوبيها لكي يكون لديهم أفق أوسع ويستطيعوا خدمة جميع المراجعين وفي كل القضايا خصوصاً بعد ادخال الحاسب الآلي.
وأشاد معاليه بالدعم اللامحدود الذي تلقاه الوزارة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - في جميع المجالات.
من جهته أكد مدير عام الشؤون وقوعها وخاصة أن بعضها يتركز في بعض مناطق ومحافظات المملكة.
وعن كيفية إجراء الفحص الطبي قبل الزواج قال هناك مراكز تستقبل العينات وتقوم بجمعها ثم ترسلها للمختبرات المعتمدة كما تقوم باستقبال الاستفسارات والاستشارات الطبية حيث تستغرق النتيجة من يومين الى عشرة أيام.
وأرجع استبعاد المراكز الخاصة في الفحص الطبي قبل الزواج الى أمراض الدم الوراثية والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين بالأمراض الوراثية اضافة الى تخفيف الضغط على المؤسسات
الصحية من مراكز صحية ومستشفيات وبنوك دم وتجنب المشاكل الاجتماعية والنفسية للأسر التي يعاني أطفالها من أمراض وراثية.
وأشار المرغلاني الى ان الفحص الطبي قبل الزواج سوف يقتصر على الفحص المخبري للأنيميا المنجلية والثلاسيميا بأخذ عينة فيما طالب عدد كبير من علماء الدين بضرورة اجراء الفحص الطبي قبل الزواج احتياطاً ضد الأمراض المعدية والوراثية وبناء عليه فقد صدر قرار مجلس الوزراء الموقر بجدة يوم الاثنين الرابع من المحرم 1423هـ وأقر تنظيماً لفحوص ما قبل الزواج وخصص المجلس لهذا الغرض خمسة ملايين ريال تضاف الى ميزانية وزارة الصحة سنوياً وذلك من أجل الاستفادة منه في تجهيز المختبرات وتأهيلها وتوفير الأجهزة الخاصة بالفحوص المخبرية عن الأمراض المعنية الى أن أقر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 6-11-1424هـ باجراء الفحص الطبي قبل الزواج للسعوديين بدءاً من السبت أول أيام العام الهجري الجديد 1425هـ.
وتأتي أسباب الاصابة بهذه الأمراض في زواج اثنين من حاملي الصفات المورثة لهذه الأمراض ببعضهما دون علمهما حيث إن حاملي الصفة لا تبدو عليهم أية أعراض إلا بالفحص الطبي وهم أشخاص عاديون لا يمكن تميزهم ولا حتى هم أنفسهم يعلمون وأشار الدكتور السميري الى أنه عقدت عدة اجتماعات في الطائف مع مأذوني عقود الأنكحة وبعض الأطباء لتوضيح كيفية طرح الاستمارة الخاصة بالفحص والتعاون بين الجهتين لتفعيل القرار مشيداً بهذا القرار الذي من شأنه ايجاد جيل سليم من الأمراض الوراثية - بعد الله سبحانه وتعالى - في ظل المطالبة بتعاون المقدمين على الزواج في هذا الجانب وترك الحرية لهم في عقد الزواج من حيث اتمامه أو عدمه.
وأشادت مديرة مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية بالمملكة الأستاذة هدى بنت عبدالرحمن المنصور بهذا القرار مبدية سعادتها بتطبيقه والبدء في تنفيذه اعتباراً من يوم السبت 1-1-1425هـ وقالت: الحمد لله أن ولاة الأمر جزاهم الله خيراً شعروا بخطورة هذه الأمراض التي تحدث من جراء عدم الفحص الطبي قبل الزواج مؤكدة أن الفحص الطبي قبل الزواج لا يمثل اطلاقا مشكلة أخلاقية أو قانونية والصحيح أن الفحص هو الحل الشرعي والعلمي للقضاء على الأمراض الوراثية والشريعة الاسلامية لا تتعارض أبداً في ذلك ولم يرد أبداً أن قامت أي جهة شرعية في معارضة هذا الفحص في ظل انتشار هذه الأمراض بالصورة التي هي عليها في بلادنا بما هو موجود في البلاد المجاورة العربية.
وأشارت الأستاذة هدى المنصورإلى أن الفحص الطبي قبل الزواج قد يوهم الناس بأن زواج الأقارب هو السبب في الاصابة وذلك غير صحيح قطعياً لأن الفحص الطبي هو الحقيقة الوحيدة التي تؤكد ان زواج الأقارب ليس المسبب لانتشار أمراض الدم الوراثية ونتائج الفحوصات هي الدليل لتصحيح بعض وهم الناس والشائع بينهم.
وقالت: اتمنى تدريجياً مع تطبيق هذا القرار أن يصدر المتقدم على الزواج وبعد بيان الفحص له بأن هناك مشكلة قد تحدث في حالة بحملهم للصفات الوراثية إلا بالفحص الطبي.
ويؤدي تطابق حمل الصفات الوراثية للمرض في كلا الأبوين الى اصابة أطفالهم بالمرض ولو كان الحامل للصفات الوراثية طرفا واحدا من الأبوين لحال ذلك دون انجاب أطفال مصابين بإذن الله أي أنه يكفي فقط خلو أحد الأبوين من الصفات الوراثية لسلامة الأطفال.
ومن جهته يؤكد الدكتور خالد بن قاسم السميري مدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف استعداد المحافظة للبدء في تفعيل وتطبيق القرار الصادر من المقام السامي بمجلس الوزراء الموقر بالاضافة الى التوجيهات المسبقة في هذا الشأن من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ودعمه وتبرعه بالعديد من الأجهزة الخاصة باجراء الفحوص الطبية قبل الزواج.
الدم من الرجل والمرأة في نفس مركز الاستقبال بحيث تنجز نتيجة الفحص خلال عشرة أيام أو أقل وأن يكون الفحص في مركز واحد لتقديم المشورة الوراثية في المحافظة أو المدينة وذلك للمحافظة على نوعية الخدمة حيث تحتاج الى تخصيص وخبرة.موضحاً أن وزارة الصحة قامت بالاتصال بالقطاعات الصحية الحكومية الأخرى للمشاركة مع الوزارة في إجراء الفحص قبل الزواج.
وكان عدد كبير من الأطباء السعوديين قد حذروا من خطورة تفاقم أمراض الدم الوراثية وارتفاع نسبة الاصابة بها وأشاروا الى أن المملكة تقيد من أعلى المناطق اصابة بهذه الأمراض على مستوى العالم حيث بلغت نسبة انتشار (الأنيميا المنجلية) 30% وهي تعد من أخطر أمراض الدم الوراثية وتسببها طفرة جينية تؤدي الى تحول خلايا الدم الحمراء الى خلايا منجلية.
ان هذا الاجراء يعد في مرحلة التجربة في الوقت الراهن وبعد اجراء الدراسات على نجاح البرنامج يتم بعد ذلك تطبيقه في المراكز الخاصة المؤهلة المعتمدة.
من جانبه أوضح المشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية د. خالد بن محمد مرغلاني ان دور القطاع الخاص ستتم دراسته لاحقا وبعد البدء بتطبيق البرنامج من قبل القطاعات الصحية الحكومية الى ان الهدف من إجراء الفحص الطبي معرفة وجود الإصابة أو الحمل لصفة بعض الأمراض الوراثية بغرض اعطاء المشورة حول امكانية نقل الأمراض الوراثية الى الأبناء واعطاء الخيارات والبدائل أمام الشريكين المقدمين على الزواج من أجل التخطيط لبناء أسرة سليمة وصحية بإذن الله.
وأكد د. مرغلاني أن تطبيق الفحص الطبي قبل الزواج سيسهم بإذنه تعالى في الحد من انتشار الصحية بمنطقة الرياض د. عبدالعزيز بن عبدالمحسن الدخيل جاهزية مستشفيات صحة الرياض للفحص الطبي قبل الزواج والبالغ عددها (8) مستشفيات و(15) مركز استقبال واستشارة طبية مستبعد مشاركة القطاع الخاص في المرحلة الأولى من اجراءات الفحص الطبي قبل الزواج.مضيفاً ان الفحص يتركز على أمراض الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي وأشار إلى ان المستشفيات المعتمدة هي: المختبر المركزي بمجمع الرياض الطبي ومدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الأمير سلمان ومستشفى اليمامة ومستشفى الملك خالد بالخرج ومستشفى وادي الدواسر ومستشفى الدوادمي ومستشفى الملك خالد بالمجمعة.
وأكد د. الدخيل اهتمام صحة الرياض بالجانب الوقائي في السنوات الأخيرة لما له من أهمية في مكافحة العديد من الأمراض قبل الزفاف كما يعمل بعض أولياء الأمور وفي سؤال آخر عن امكانية التنسيق بين وزارة العدل ووزارة الشؤون الاسلامية فيما يخص هذا الموضوع حث خطباء الجوامع على استغلال المنابر أيام الجمع لتوضيح هذا الأمر للعامة لإبعاد الخوف والحذر الذي يعتري كثير منهم والرهبة من اجراء الفحص وأشار الى ان التوعية وبيان هذا الموضوع سبق أن أخذ نصيبه الاعلامي ولا يمنع ذلك من التنسيق ان شاء الله لحث الأئمة على ذلك وفي رده على سؤال عن ان الكشف الذي ينتج عنه إصابة الأشخاص وعدم توافقهم لبعض وبالتالي يحرم الطرفين من بعضهم فيزيد العوانس في المجتمع قال بيان النتيجة لا تمنع الزواج ولكن الفحص للتوضيح وإن شاء الله لن يكون هناك عقبة.
وأوضح أن الكشف لأول مرة يكفي الشخص عدة مرات وما عليه اتمام الزواج بسبب اختلاف الصفات ألا يتم الزواج ويختار فتاة أخرى حتى يضمن سلامة الأطفال القادمين بإذن الله تعالى.
وذكرت بأن هناك الكثير من الأطفال قد فارقوا الحياة بأسباب أمراض الدم الوراثية كان آخرهم (أحمد المطر) 18 سنة الذي تراكم لديه الحديد في القلب مما أدى الى وفاته. مؤكدة أن الأطفال المرضى وأهاليهم شعروا بهذه الأمراض وعرفوا مسبباتها حيث كانوا يطالبون بالزامية الفحص الطبي قبل الزواج والآن هم ينثرون سعادتهم بهذا القرار ويشيدون به ويثمنون للقيادة الحكيمة هذا الاجراء.
وأشاد عدد من أهالي محافظة الطائف بهذا القرار والبدء في تنفيذه اعتباراً من اليوم الأول في العام الهجري الجديد معربين عن شكرهم وتقديرهم للقيادة الحكيمة التي تسعى الى الحفاظ على أجيالنا القادمة وتحرص على خلوها من الأمراض الوراثية حيث يقول (أحمد محمد الكردي): أعتقد بأن هذا القرار الذي يبدأ تطبيقه من يوم السبت سيسهم بشكل كبير في ازالة الكثير من المشاكل الأسرية والاجتماعية القائمة والمتعلقة بزواج الأقارب.فيما يؤكد (محمد سعد الزهراني) أن تطبيق هذا القرار والبدء في تفعيله يوجد جيلاً سليماً وصحياً يستطيع أن يواجه المسـتقبل ومعطياته بكل اقتدار وكفاءة.
أما الإخصائي النفسي (طلال عبدالرحمن الثقفي) فقد أشاد بالبدء في تنفيذ قرار مجلس الوزراء والخاص بتطبيق الضوابط باجراء الفحص الطبي قبل الزواج مؤكداً أن هذا الاجراء كفيل بإذن الله لخلق جيل سليم ومعافى خالٍ من أمراض الدم الوراثية.ويقول (طارق عوض الزائدي): القيادة الحكيمة كانت لها رؤى ثاقبة حول انتشار أمراض الدم الوراثية وألزمت باجراء الفحص الطبي قبل الزواج كتنظيم يمنع نشوء مثل هذه الأمراض بإذن الله تعالى.
|