(الحوار فضيلة ليس مع الآخرين البعيدين فقط، بل ومع الأقربين، والحوار المجدي هو الذي يكون بين (الفكر) و (الفكر)، وليس هناك وسيلة تصحح الأخطاء، وتقر الصواب مثل الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن).
بهذا يقدم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية للكتاب القيم الذي أصدره واحد من مفكري بلادي المستنيرين تحت عنوان..(رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا). وتمنى سموه أن يسهم هذا الإصدار في تعزيز منهجية الحوار المستنير، وفي دفع تهمة الإرهاب التي طالت بلادنا وأبناءها، كما دعا الآباء والمربين والشباب والطلاب إلى قراءته، وأن يترجم إلى عدة لغات مثل الإنجليزية والفرنسية والأوردية وغيرها، مؤكداً سموه أن الباحث عن الحقيقة في الغرب والشرق سوف يكتشف سماحة إسلامنا عندما يقرأ تعاليمه القراءة الصحيحة، فيرى إيمانه بالحوار، ودعوته للسلام مع الآخرين، وصيانته للأرواح والأعراض والممتلكات.
ويقول الأستاذ حمد القاضي مؤلف الكتاب أن مادفعه لإصداره هو (صورة وطنه وأمته بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر شغلته وشاغلته كثيرا،ً كما تشاغل الغيورون من أبناء هذا الوطن وهذه الأمة)، وأن مازاد الطين بلة (تلك الأعمال الإرهابية التي نفذها شباب نشاز ضال من بلادي الغالية) في الحادي عشر (أيضاً)، ولكن من شهر ربيع الأول -ليلة ولد المصطفى عليه الصلاة والسلام- وفي العاصمة السعودية مهبط الوحي وموطن العروبة، وقد رأى الكاتب في هذه الصورة -كما رأى كل العقلاء- كثيراً من الظلم والضيم على الوطن والإنسان، ظلم بفعل الهجمة الإعلامية الشرسة علينا من غيرنا التي وصلت حد التشكيك -جهلا حينا وعمدا أحيانا- في ثوابتنا وإنساننا ووحدتنا الوطنية، وتماسك جبهتنا الداخلية، ولاسيما، وقد جاء خطابنا الإعلامي عربيا وإسلاميا دون مستوى التحدي بكثير، مما أثر على صورتنا سلبا في قطاعات ليست بالقليلة من الرأي العام في الخارج، بل إن شراسة هذه الحملات قد تعدى تأثيرها جانب غيرنا لترتد إلى صدورنا نحن، نعم فلقد زلزلت تلك الحملات قناعات ويقين جماعات من أمتنا بثوابتهم وأوطانهم ومستقبل أمتهم!!
وفي خطابه الذي أهدى به الكتاب إليَّ، يقول المؤلف: إنه محاولة متواضعة للإسهام في رد بعض الإشكاليات والفهم عنا عند الآخر، ومعالجة الانحراف الفكري الذي جر على بلادنا الأخطار والإرهاب (إذ مادام الانحراف الفكري باقيا فالخطر قائم)، كما أشار سمو الأمير نايف في تقديمه السابق للكتاب.
والكتاب يفند -من خلال أربع عشرة مقالة- الاتهامات الموجهة للمسلمين، ويستعرض بعض الإشكاليات ورأي الاسلام في: التدين والتطرف، التعددية، فرية الوهابية، محاربة الإرهاب، السماحة، احترام الإنسان، مناهجنا: المتهمة البريئة، العمل الخيري والإرهاب، تهميش المرأة، كما ينادي الكتاب بأن تبدأ الخطوة الحاسمة لجلاء الصورة من الداخل، ويوضح الآليات الإعلامية المطلوبة لهذا الغرض.
إنه كتاب -بحق- لابد أن يقرأ، ولابد أن يترجم إلى لغات الآخر، ولاسيما في المواقع التي بلغ تشويه صورتنا فيها - بالتزوير والتدليس- مبلغاً خطيراً.
|