كثيرة هي الدروس..
ما هو ثابت ومتغير أو متجدد منها..
أغلبها ما كان مريراً ومؤلماً وقاتلاً لأمتنا العربية المسلمة..
وقليلها ذلك الجميل الذي نفتِّش عنه بمجهر أو مصباح أو نشعل شمعة بل شموعاً كي نراه..
دروس تنكأ جراح الأمة كلَّما مرّ ذكر ولو كان عابراً عنها..
وتدمي القلب كمداً وحزناً وأسى مع تسارع الأحداث والمتغيرات على مستوى العالم..
صورة قاتمة - ولا شك - لحالنا اليوم..
مقارنة بما هي عليه الأمم الأخرى من حال..
ومن غير أن يثيرنا واقع الحال هذا ولو لسؤال أو تساؤل عن هذا الذي نراه..
وكأن قدر هذه الأمة أن تُغيَّب عن معرفة ما يُخطِّط ويُبيِّت العدو لها..
أو كأني بها بلا ذاكرة تستوعب ما جرى ويجري من حولها..
وعلى امتداد الوطن العربي..
وباتساع العالم الإسلامي..
يتكرر المشهد المثير للألم..
في غياب المعالجة الصحيحة لجوانب الخطأ القاتل في مسيرة هذه الأمة..
فيما تعيش أمتنا في عالم وردي جميل من الخيال والأحلام وكأنها ليست بحاجة إلى مَن يوقظها من سباتها العميق..
فإذا بنا نكتشف متأخرين أن أقدامنا لم تعد تقوى على حمل أجسامنا..
فضلاً عن أن نحمل على كواهلنا وبعقولنا هموم الأمم الأخرى ونوفِّر لها غطاءً يحميها من الضياع..
بينما أوطاننا معرَّضة لمزيد من النكسات والتخلُّف والتراجع خطوات أخرى - بانتظار المزيد - إلى الخلف..
أقول هذا، وأعترف أنني لم آتِ إلى الآن بجديد في حديثي لكم ومعكم..
ولم أتحدَّث بما لا يعرفه من يقرأ لي هذه السطور..
وإنما هو شيء من حزن وشكوى أبثهما لكم..
حزن وشكوى أثق أنه يشاركني فيهما الجميع..
بأمل أن تنجلي هذه الغيمة السوداء القاتمة من حياتنا ولا تعود..
فهل لي بعد ذلك أن آخذكم إلى سياحة نتلمس من خلالها بعض جراحاتنا ومواقع الألم في الغالي لدينا..
إلى شيء - وإن لم يبرر لكم - عن أسباب هروبنا إلى حيث يوجد ما يدمِّر مستقبلنا ويشوِّه تاريخاً هو مصدر الثراء الرائع والباقي في حياتنا..
أم أختصر المسافة لكم بتذكيركم بما يجري في العراق وليبيا وقطر وفلسطين وأفغانستان بما لا مزيد عندي على ما تعرفونه عن التطورات والمستجدات فيها..
هذه بعض أسئلة عن همومنا المؤلمة على مدى حقبة طويلة من الزمن..
وقليل مما تسمح به هذه المساحة للكلام عنه وقد بلغ الظلم مداه وأكثر.
| 
