* الرياض - محمد العوفي:
أكد الدكتور عبد الله بن جلوي الشدادي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الحاجة إلى استثمار القفزة الهائلة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وتطبيقات الحاسب الآلي لاستخدامها في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد. وقال عن هذا النوع من التعليم الذي بدأ استخدامه يتوسع في العالم هو وسيلة مهمة تتغلب على ثغرات التعليم التقليدي وتعالج مشكلاته حيث يصعب على فئات من الناس الالتحاق بمؤسسات التعليم التقليدي.
وأوضح الدكتور الشدادي أن هذا الموضوع سيكون أحد المحاور المهمة التي سيناقشها الملتقى الإداري الثاني للجمعية السعودية للإدارة والذي سينعقد تحت عنوان (الإدارة والمتغيرات العالمية الجديدة ) خلال الفترة من 16- 17 محرم 1425هـ الموافق 7 - 8 مارس 2004م وبقاعة الملك فيصل بفندق الانتركونتيننتال بالرياض بحضور حشد من النخب الإدارية والمتخصصين في مجالات الإدارة من متخذي القرار في القطاعين العام والخاص والأكاديميين والمهتمين من الإداريين في العالم العربي.
وأضاف رئيس الجمعية أن المشاركين في الملتقى سيتدارسون هذا الموضوع ضمن محور بعنوان (التدريب والتعليم عن بعد) من خلال مجموعة أوراق عمل ستنصب حول دور التقنية الحديثة والاتصالات في تطوير المجتمعات وتثقيفها عن طريق ما يعرف بالتعليم عن بعد والجامعات المفتوحة وسبل تعزيز هذا النوع المستحدث والمتطور من التعليم الذي أخذ يتوسع استخدامه في العالم وخاصة في المجتمعات المتقدمة كأمريكا وأوروبا.
وأشار الدكتور الشدادي إلى أن الحاجة تدعونا في المجتمع السعودي كما هي مجتمعاتنا العربية للاتجاه نحو تعزيز هذا النوع من التعليم المعتمد على تقنية الاتصالات والمعلومات لأسباب كثيرة منها الضغوط الاقتصادية التي تواجه مؤسسات التعليم وخاصة التعليم الجامعي، وما يتطلبه التعليم التقليدي من أعباء مالية باهظة للحاجة إلى توفير المنشآت والمباني التعليمية من فصول وقاعات ومعامل وتجهيزات ومكتبات، فضلاً عن الحاجة إلى هيئات تدريس، حيث التعليم عن بعد لا يتطلب توفر مثل هذه الإمكانات بنفس الصورة الشاملة. غير أن الدكتور الشدادي أوضح بأن هذا النوع الجديد من التعليم يواجه على الرغم مما يمتلكه من العديد من المزايا بعض العقبات والتحديات سواء على مستوى التقنية ومدى توفر البنية التحتية لاستخدامها، أو فنية تتمثل في مدى توفر الخصوصية ومنع الاختراق، أو تربوية تتعلق بتقاعس أو إحجام التربويين عن المشاركة في التعليم عن بعد الذي أصبح صناعة لها أسسها القوية في العالم المتقدم.
وحول مدى التطور في استخدام هذا النوع من التعليم الإلكتروني في العالم أشار الدكتور الشدادي إلى أن هذا التعليم شهد قفزة كبرى خلال عامي 1998م و2000م حيث ارتفع حجم المعاهد والجامعات التقليدية التي كانت تطرح مناهجها بشكل مباشر عبر الإنترنت في عام 1998م من 48% إلى 70% عام 2000م فيما اصبحت هناك جامعات لا تؤدي العملية التعليمية إلا من خلال الإنترنت مثل جامعات إنجل وود، كولو، وكابيلا.
واضاف أنه وفقاً للإحصائيات العالمية المتوفرة فإن صناعة التعليم الإلكتروني المباشر عبر الإنترنت في العالم ستحقق نمواً كبيراً هذا العام 2004م حيث من المتوقع أن يتجاوز 23 مليار دولار بزيادة تبلغ نحو أربعة أمثال ما كانت عليه في عام 2002م حيث كانت لا تتجاوز 6.3 مليارات دولار.
وبين الدكتور الشدادي أن مفهوم التعليم الإلكتروني يعني استخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب آلي وشبكاته ووسائله المتعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية وكذلك بوابات الإنترنت عن بعد لإيصال التعليم بأقصى وقت وأقل جهد وأكبر فائدة. والدراسة عن بعد هي جزء مشتق من الدراسات الإلكترونية. وفي كلتا الحالتين فإن الدارس يتلقى علومه من مكان بعيد عن مصدر المعلومات إلى المعلم.
وضرب الدكتور الشدادي بعض الأمثلة للتعليم الجامعي عن بعد بالجامعة العربية المفتوحة التي يشرف عليها برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز ويتخذ من مدينة الرياض مقراً له، فيما يقع المركز الرئيس لمشروع الجامعة المفتوحة في الكويت، ولها فروع في كل من الرياض وبيروت والقاهرة، وكذلك هناك جامعات أخرى إقليمية مفتوحة في مصر والأردن ولبنان وفلسطين وغيرها من الدول العربية.
وعن باقي المحاور التي يتضمنها الملتقى الإداري الثاني للجمعية قال رئيس الجمعية إنها تشمل إضافة لمحور (التدريب والتعليم عن بعد)، الإدارة الإلكترونية، التسويق الإلكتروني، الاستثمار والتمويل عن طريق الإنترنت، تقنيات التصنيع والإنتاج والعمليات، تجارب عربية وعالمية رائدة، وأخيراً توجهات إدارية حديثة، مشيراً إلى أن هذا الملتقى يعد امتداداً للملتقى الأول للجمعية والذي عقد في عام 2002م بالرياض تحت عنوان (واقع ومستقبل الإدارة في المملكة). وبين الدكتور الشدادي إلى أن اللجنة الإشرافية على الملتقى أنشأت موقعاً خاصاً لهذه الفعالية لزيادة التواصل وسهولة الحصول على تفاصيل الملتقى من خلال الرابط http://www.managementforum. orq.sa
كما بين الدكتور الشدادي إلى أن رسوم الملتقى ستكون مجانية لأعضاء الجمعية السعودية للإدارة كحق مكتسب لهم من خلال عضويتهم في الجمعية. وفي نهاية حديثة دعا الدكتور الشدادي جميع المهتمين والمختصين في مجال الإدارة والتجارة والحكومة الإلكترونية إلى المشاركة في هذا الملتقى وإثرائه بما لديهم من خبرات إدارية ضمن إطار المحاور المطروحة في هذا الملتقى.
|