Tuesday 17th February,200411464العددالثلاثاء 26 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأحزاب العراقية المسلحة تشق عصا الطاعة على واشنطن وترفض نزع أسلحتها الأحزاب العراقية المسلحة تشق عصا الطاعة على واشنطن وترفض نزع أسلحتها

* بغداد - د. حميد عبدالله:
رفضت أربعة أحزاب عراقية حل الميليشيات المسلحة المرتبطة بها أو تذويبها داخل إطار المؤسسات الأمنية الحكومية أو وضعها بالكامل تحت سيطرة وقيادة القوات الأمريكية.
ومع بدء العد التنازلي لموعد تسليم السلطة إلى حكومة عراقية وما يصاحب ذلك من انسحاب للقوات الأمريكية من مراكز المدن بدأت سلطات الاحتلال بتكثيف جهودها لتجريد المليشيات الحزبية من أسلحتها الأمر الذي دفع قيادات تلك الأحزاب إلى التمسك بموقفها الرافض للتخلي عن أنيابها التي تعتقد أنها ستكون بدونها لقمة سائغة لقوى المقاومة العراقية التي تنتظر الإجهاز على تلك الأحزاب في اللحظة المناسبة.
مصادر مجلس الحكم أكدت أن سلطات الاحتلال الأمريكي تناقش عدة خيارات للتعامل مع الأجنحة العسكرية للأحزاب العراقية ومن بين هذه الخيارات : دمج جميع الميليشيات الحزبية ضمن تشكيل واحد موحد تشرف عليه قوات التحالف أو تذويب هذه الميليشيات في بوتقة الأجهزة الأمنية العراقية الجديدة بحيث تصبح تحركاتها ونشاطاتها بيد جهات حكومية بدلاً من بقائها بأيدي قادة الأحزاب الذين لا يتورعون عن استخدامها لتصفية خصومهم عندما يرون ذلك ضرورياً.
وتقدر سلطات الاحتلال عدد أفراد الميليشيات الحزبية في العراق بعشرات الآلاف تتركز نسبة كبيرة منهم في المنطقة الكردية حيث توجد ميليشيات الحزبين الكرديين الرئيسيين: الاتحاد الوطني الكردستاني، والديمقراطي الكردستاني (البشمركة) والتي تعد بمثابة الجيش النظامي لكل من هذين الحزبين، حيث لا وجود لمؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية في تلك المنطقة.
أما في بغداد ووسط وجنوب العراق فهناك ميليشيات الأحزاب الشيعية وفي مقدمتها قوات بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وميليشيات أخرى تعمل بالسر تابعة لحزب الدعوة، وحزب الله، وحزب ثأر الله وحزب انتقام الله، والتي لا يمكن التعرف على عناصرها بسهولة بسبب كونهم جنوداً سريين ينفذون مهام سرية ،وبالتالي فإن سلطات الاحتلال سوف لن تفلح في وضع اليد على تلك الميليشيات أو تحجيم نشاطها.
المسؤولون الأمريكان في سلطة التحالف يفسرون تمسك الأحزاب بميليشياتها بسبب حالة الانفلات الأمني حيث من الصعب أن يتخلى المرء عن سلاحه إذا راوده شعور أنه سيحارب ثانية وهذا هو بالضبط الشعور الذي يتلبس قيادات الأحزاب العراقية على حد تعبير ضابط أمريكي كبير في العراق.
الولايات المتحدة تخشى أن تتكرر تجربة المليشيات اللبنانية في العراق خاصة وأن هناك تشابها كبيرا بين التجربتين من حيث تقسيم الخطوط العرقية والطائفية والقومية مما يؤدي إلى حرب أهلية.
يذكر أن عدداً من أعضاء مجلس الحكم من ذوي الاتجاه العلماني المستقل يعتقدون أن الميليشيات الحزبية تشترك بنحو مباشر ومفضوح أحياناً في مسلسل الاغتيالات التي تشهدها البلاد منذ سقوط النظام العراقي السابق في 9 أبريل من العام الماضي وقد جاء إعلان الشرطة العراقية بأنها ألقت القبض على عدة أشخاص ينوون القيام بعمليات اغتيال في الفلوجة وقد اعترفوا أنهم تابعون لميليشيا حزب إسلامي جاء ذلك ليقطع الشك باليقين في نوايا وأهداف تلك المليشيات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved