Tuesday 17th February,200411464العددالثلاثاء 26 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رحلة نغم رحلة نغم
هبلة ومسَّكوها طبلة
عبد الله الهاجري

أريدك عزيزي القارئ أن تتخيل نفسك مع مجموعة من أصحابك كنتم عشرة أو عشرين شخصاً (لا يهم) العدد وأنتم في جلسة برية وخاصة إنها تكثر هذه الأيام مستمتعين طبعاً بهذه الجلسة وفجأة -ويا كثرها المفاجآت- طب عليكم شخص مجنون أو مهبول وفي رواية أخرى (مطفوق) واقتحم جلستكم (المحترمة) وجعل عاليها واطيها وأقلق راحتكم وحولها من جلسة أنس إلى جلسة (بؤس) وهو في هذه الحالة (المجنون) معذور لذهاب عقله وشيء طبيعي إنكم ستعبرونه حتى يذهب عنكم هذا (المغثّة)..
وبالطبع ذهب عنكم وتنفستم الصعداء وبدأتم في إعادة ترتيب جلستكم ولكن المفاجأة عودته مرة أخرى وسأزيدكم من الشعر (شقة) عاد ومعه طبلة أو طار .. في يديه.
وبدأت مرحلة الغناء معكم، فلابد هنا عليكم ان تسمعوا فقط لما سيقوم به من التفنن في أنواع الدق وما يصاحبها بصوته (الجميل) من أروع الكلمات والأغاني.
ولن تستطيعوا أبداً أن توقفوا هذا الفنان ومن أراد فعليه أن يتحمل عاقبة ما فعل، وإن بقيتم تستمعون فسوف تصابون ومن أول كوبليه وبالأصح من أول كلمة بجميع أنواع المرض بما فيها مرض أنفلونزا الغربان.
تخيلت عزيزي القارئ موقفك في هذه الحالة؟!! يقول المثل المصري (هبلة ومسكوها ما يكرفون) وهو ما يحدث حالياً في سماء الأغنية العربية مؤخراً فنانات لا اعلم حقيقة ما يردنه بالضبط فلا صوت لديهن ولا فن راقٍ في أغانيهن المصورة كأنهن أفاعي تتلوى أمامك حتى تشك في حقيقتها هل هي إنسانة أما ماذا .. إلى جانب حركاتهن وغمزاتهن ونظراتهن بل إنها تتوقع إن الجميع قد وقع في أسير فنها. ولا أخفيكم فهناك من أعجب بما تقدمه من فن!! أعتقد ان الجنون تحول إلى المستمع والمشاهد وليس الفنانة فقط..
ما أود الوصول إليه في مقالي هذا بإننا نمر حالياً في أعنف أو أعفن المراحل النهائية للفن العربي حيث بدأ فعلياً بالانحطاط والانحدار بسرعة غير معقولة.
ولعل السبب هنا هي شركات الإنتاج حيث إنها فتحت أبوابها لمن هب ودب من دون أي اختبار لهذا الفنان ومدى إمكانياته الصوتية أو الادائية والمهم لهم.. الفلوس دون غيرها... والمتضرر الوحيد من هذه العملية بالطبع هو المستمع العربي.
أمانينا بان تكون هناك جهة عربية تراقب دخول أي فنان في هذا المجال وتحديد عدة شروط تتوفر في هذا الفنان الذي يريد أن يمتهن هذه الوظيفة وكذلك لمراقبة عدد من المشاهد غير المألوفة في الفيديو كليب فإن لم تكف الشركات المنتجة عن سياستها من الترحيب بجميع من يقدم على (وظيفة) فنان السبب الرئيس في هذا الانحدار ولم تكن هناك أي جهة عربية للرقابة الفنية، فعليكم بالمقاطعة نعم المقاطعة لأنها هي الحل الأوحد حتى يعود الغناء والفن العربي إلى سابق أمجاده.
أود أن أشير إلى ان الأمثلة كثيرة جداً على ما أقول..
فاصلة على (الهجير)
كلنا نشكو فراغ العاطفة..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved