اقترب حلام ومسعود من قباب وعقود فاستفهم مسعود عن هذه الدور, فقال له (حلام): هذه (جامعة القصيم) تأسست على قواعد فرعين جامعيين عريقين، إنها حلم القصيم! انظر هناك: هذه مشاريع المباني السكنية لأعضاء هيئة التدريس، وتلك مشاريع اسكان الطلاب، وعن ميمنتك الملاعب الرياضية والترفيهية، وقبالتك العمادات إن أهمها (عمادة البحث العلمي) التي ستنهض بشأن البحث العلمي بمنطقة القصيم لخدمة مستقبل تنموي مشرق باهر للقصيم دانيه وقاصيه! وعن شمالك الكليات العلمية، وهناك المستشفى الجامع التابع لكلية الطب على أحدث التجهيزات الطبية المعاصرة.
هز مسعود رأسه بفخر وتمتم بكلمات الشكر والإعجاب وحين اقتربا من منشأة حضارية رائعة في فضاء واسع وعلى طرق حديثة في أعماق شمال (بريدة)، تساءل (مسعود) بسعادة: ما اسم هذه المنشأة الرائعة؟ فأجابه (حلام) هذه مباني كلية التربية للبنات ببريدة، خرجت من ضيق الدنيا إلى سعتها! من جنوب حي الصفراء حيث الازدحام المروري المزعج، إلى هذا الفضاء الواسع وهذه المباني الاكاديمية الرائعة التي تخدم العملية التعليمية والجامعية على أرقى مستوياتها!
ابتسم (مسعود) بسرور وعقب بحبور : هنيئاً لبناتنا هذه الدار العلمية، ولأوليائهن هذا المتنفس المروري وللمجتمع الجامعي هذه النقلة النوعية المتميزة!
ولما وصلا: حلّام ومسعود إلى طريق حديث واسع ينتظم أحياء بريدة كحبات العقد، ويدور عليها كدورة الفلك ويخترق نخيلها وبساتينها كحزام جميل، تساءل مسعود بشغف: عجباً ما هذا الطريق الرائع الذي يطوق عمران بريدة، ويلتف على خاصرتها كحزام رائع! ضحك (حلّام) وقال له: يا صديقي هذا الطريق الدائري الداخلي، إنه حلم بريدة وأمنيتها الجميلة، وأنشودتها الرائعة، إن كل نقطة في بريدة هي هدف قريب في متناول يدك!
لقد حل هذا الطريق الدائري أزمة مرور بريدة الخانقة وأدخل مناطق هامشية ريفية محيطة ببريدة لم تشعر من قبل بحركة العمران والحضارة إلى قلب هذه الحركة ورفع المستوى الاقتصادي لسكان هذه الأرياف.
وتقدم الصديقان إلى طريق دولي حديث على هيئة جناحين رائعين لبرج مياه بريدة، يطير أحدهما إلى حيث مشرق الشمس ويطير الأخر إلى حيث مغربها، يقسمان بريدة إلى نصفين جميلين شمال وجنوب فإذا الطريق واسع رائع أقيمت على قواطعه الانفاق والجسور! فتساءل (مسعود) كعادته، ما هذا الطريق السالك والمعبر الواسع الزاهر؟ فأجابه (حلام) منتشياً: هذا (طريق الملك فهد ببريدة) إنه طريق فخارها، ومعلم نهضتها، وأهم مواصلاتها الحضارية.
وتقدم الاثنان على طريق الملك (فهد) مشرقين، فإذا محطة مضيئة تعمل بصمت، فاستفهم (مسعود) عن كنهها فأجابه (حلام) وكأنه قد أحضر الجواب: هذه محطة تنقية وضخ مياه الصرف الصحي لمدينة بريدة، لقد تم خدمة جميع أحياء المدينة، فاختفى الطفح تماماً، وأخذت مياه الصرف الصحي تنقى هنا وتضخ بآليات حديثة إلى المزارع البعيدة للاستفادة الزراعية منها!
ولما دخلا معاً (حلام، ومسعود) إلى قلب (بريدة) شاهداً منطقة جامع خادم الحرمين، والأسواق المحيطة به، قد تحولت إلى منطقة تراثية بمعمارها وحضارتها وجمالها بصياغة عصرية تستمد من الماضي أصالته، ومن الحاضر حداثته!
أبدى (مسعود) فرحه الشديد، وحين حاول محاورة صديقه (حلام) أيقظه من سباته صوت مؤذن الحي وهو ينادي (الصلاة خير من النوم) تنبه حلام وهو يمسح بقايا الحلم الطويل من عينيه ويتردد: (اللهم اجعله خيراً)..
|