يعد أدب الطفولة أحد أهم العلوم الأدبية المعاصرة التي بدأت تخاطب الشرائح العمرية للأطفال في ارجاء المعمورة عبر المنهج التعليمي تارة، أو النشاط الحر الموجه نحو تذوق أنواع ذلك الأدب تارة أخرى. وإذا كان أدب الطفولة في أدب لغتنا العربية يمثل أحد التخصصات الدقيقة في الأدب العربي، فإن عمره الزمني لا يزيد عن مائة وخمسين عاماً وهو بحاجة إلى المؤهل والمنظر والمبدع والناقد والباحث والمخطط التربوي وغيرهم، وقد شهد أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي ازدهاراً في ميدان الاهتمام بجوانب الطفولة.
ذلك لأن الطفل ليس أمانة عند أسرته أو عائلته أو مجتمعه فحسب، وإنما هو ذخيرة الأمة وعدتها ولبنات غدها، لذلك احتشدت العلوم الإنسانية، بل وبعض تخصصات العلوم التطبيقية والتجريبية، كي تبحث في مراحل الطفولة من جوانبها كافة. فلا عجب إن وجدنا الهندسة في مجال صناعة لعب الأطفال، والطب في مجال صحة الأطفال، والزراعة في مجال غذاء الأطفال، والاقتصاد في مجال اقتصاديات الأطفال.
في عام 1930م بدأ مصطلح أدبيات الطفل في الدوريات العربية، في عناوين المقالات وبين ثناياها ظهرت إلى الوجود ملامح تأصيل جنس أدبي للطفل. أما في تراثنا، فإنه لم يغفل الالتفات إلى الطفل، رعاية وعناية، فقد لقي الطفل في ظل الإسلام الرعاية الكاملة في أتم صورها: تنشئة وتربية وتثقيفاً، وبإلقاء نظرة متأنية على أدب الطفل العربي في العصر الحديث نجد من خلالها الانعكاس الايجابي لمردود الإفادة من موروث الحضارة العربية الإسلامية تجاه الطفل وأدبه.
وغير خاف أن من الأهداف الرئيسة لأدب الطفل واتجاهاته: تدعيم البناء الروحي والمادي المتوازن في شخصية الطفل، وتلقين الطفل القيم والسلوكيات والآداب العامة, ورعاية الطفل الموهوب وحفزه وتشجيعه, والحفاظ على اللغة العربية على ألسنة الناشئة، وتشجيع الطفل على حرية التعبير وأساليب التفكير.
ختاماً أؤكد على أن الطفل رعاية وتربية وتعليماً واهتماماً بكل شؤونه، اتجاه واضح وهدف بارز من أهداف شريعتنا.
(*) عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية |