أربع قنوات فضائية الأولى والثانية والرياضية وأخيراً الإخبارية تنبع من
هذه البلاد المباركة ولا أعتقد أن طاقات هذه الوزارة القوية والمؤثرة ستتوقف عند هذا بل قد يكون هناك الجديد في كل لحظة لقدرة هذه الوزارة على العمل والعمل الجاد فشكرا لما يقومون به من جهود، ولكننا في هذا الوقت خاصة نظرا لما حدث من تشويه لصورة الإسلام والمسلمين ولما حدث من أحداث مشينة في بلادنا نتيجة لأفكار دخيلة على ديننا ومجتمعنا، تبقى الحاجة ماسة الآن وأكثر من أي وقت مضى لاطلاق قناة فضائية خاصة بالقرآن الكريم وعلومه والحديث والفقه والسيرة وغيرها من العلوم الإسلامية التي يتعطش لها المسلمون في كافة انحاء العالم ويبحثون عنها ولا يستطيعون الحصول عليها ولتغطية النقص الحاصل في الإعلام الإسلامي، والحاجة لأن تنطلق هذه القناة من هذه البلاد أكثر من غيرها نظرا لما تتمتع به من احترام في قلوب المسلمين وثقل ولما يتمتع به علماؤها من تمسك بالكتاب والسنة النبوية ولبعدها عن البدع والمنكرات ولله الحمد.
الإعلام اليوم له التأثير الأكبر على عقول الناس وسلوكهم وأفكارهم، ولا يتلقى الآن الكثير من الناس من القنوات الموجودة إلا ما يجعلهم يبتعدون عن دينهم الحق ويتلقفون كل فكر منحل أو ضائع أو هدام.
إن كثيراً مما يعرض في تلك القنوات خصوصاً تحت اسم الإسلام لهو أبعد مايكون منه وكيف لا وأنت تجد المتحدث أحياناً لا يفقه من أمر الدين شيئاً إنما أعد حلقة أو حلقات وبحث عن طرفين متناقضين وأشعل بينهما شعلة نار شيطانية يثير من خلالها الفتن والقلاقل تحت اسم الإثارة أو التشويق دون النظر إلى ما ينفع الناس أو يضرهم بل هو سعي معد له مسبقا لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
إن المتتبع لإذاعة القرآن الكريم يدرك مدى الحاجة إلى مثلها ولكنها فضائية للقرآن الكريم تسير على نفس منهجها التعليمي الجميل البعيد عن كل ماهو منفر عن دين الله والبعيد عن الغلو والتطرف والانحلال بجميع صوره ويقوم عليها نخبة من علماء هذه البلاد وأساتذة الجامعات الذين لن يألوا جهدا في العمل الصالح الذي فيه رفعة لهذا الدين والسعي إلى تبييض صورة دين الإسلام التي شوهها الإعلام الغربي في هجمته المسعورة على الإسلام وأهله، وكذلك إلى شرح سماحة الإسلام والدعوة اليه.
إنها فكرة ودعوة عسى ان نجد صدى أو تلقيحاً بأفكار أخرى فنحن بحاجة إلى كل ما ينفع في هذا الوقت الذي كثر فيه الغثاء والهذر.
بريدة ص.ب 3757 |