اجتهد كثيرون وطرحوا أفكاراً متعددة لحل مشكلة الزحام حول الجمرات.. والذي يمثل خطراً حقيقياً في مناسك الحج الذي تبذل من أجله الحكومة السعودية جهوداً خارقة إذ تستقبل خلال أيام معدودة وعبر مساحة محدودة ما يقارب المليوني حاج يمارسون ذات الشعائر في أواقيت محددة.. وهو تحدٍ عظيم.. تتضح فيه قدرة الله جل وعلا في تيسير أمر كهذا لا تستطيع العقول البشرية استيعابه..
وتبدو مشكلة الجمرات مؤرقة جداً.. إذ إن الوفيات مهما قلت وتضاءلت نسبياً تسبب جرحاً كبيراً في الأداء الحكومي للحج وتعكر صفو هذا العمل الجبار الذي تشترك فيه كافة شرائح المجتمع السعودي إذ تعمل من أجله كافة الوزارات وتسانده بطاقاتها المادية والبشرية، ويدخل أفراد كثيرون معسكرات منذ أوائل شهر ذي القعدة تاركين أسرهم وأولادهم وذلك من أجل البدء بتنفيذ خطط استقبال الحجاج..
** لاينبغي أن يداخلنا الفتور.. يلزمنا كدولة معنية بالحج أن نستنفر طاقاتنا للتباحث الجدي في مسألة الحج.. وأتوقع من وزارة الحج أن تفتح ملف الجمرات وتتابع كل الرؤى المطروحة حوله، وتنظر في أنسب الحلول وتعرضها على الهيئة الشرعية التي يتحتم عليها أن تؤدي دوراً هاماً في البحث والتنقيب عن السبل التي تيسر على حجاج بيت الله أداء مناسكهم، وألا تكتفي بحث الدولة على اتخاذ التدابير فهي كهيئة معنية أكثر بايجاد الحلول أو اختيار أفضل المطروح على الأقل.
ولقد اتفق كثيرون ممن تداولوا مسألة رمي الجمرات على أن وعي الحجاج هو حجر الزاوية في القضية..
ولابد من أن يكون الحاج واعياً مستوعباً للرخص الشرعية.. وأجمع أيضاً الكثيرون على أهمية إيجاد حلول ميدانية وتوعوية تشترك فيها الدول الإسلامية إذ ان تنفيذ هذه الحلول سيكون شراكة بين الحجاج..
من أغرب الحلول المطروحة ما نشره الدكتور عزت عطية أستاذ الحديث بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر في جريدة الأهرام والذي يرى أن يعمد إلى توعية الحجاج ورمي الجمرات بالإنابة حيث يقوم رجل واحد بالرمي عن عشرة.. كما رأى أن يتم توفير مسدسات تطلق الحصى عن بُعد.
** هذا اقتراح مدهش حقاً.. ورأى البعض أنه يتضمن حلاً مناسباً واعترض عليه آخرون..
وتبقى المسألة معلقة بالهيئة الشرعية التي أتوقع كأمر طبيعي أن تعرض عليها وزارة الحج مثل هذه الأفكار المطروحة..
وحين ينظر في أمر صلاحيتها.. تطرح كمناقصات ومواصفات.. ومن المؤكد أن التنافس والتفاوت سيلحق بها فحجاج ال VAP سيطلقون الحصى من كلاشنكوفات كبيرة وحجاج محلات أبوريالين سيطلقونها من مسدسات شبيهة (بأم حبة).
| 
