* الطائف - هلال الثبيتي:
شهد سوق الحديد خلال الأشهر القليلة الماضية ارتفاعاً في السعر بنسبة قاربت 40% وما زال هذا الارتفاع يقلق العديد من أصحاب الوحدات السكنية التي تحت الانشاء بالاضافة الى أصحاب المخططات السكنية والمقاولين الذين أكدوا ل(الجزيرة) ان هذا الارتفاع تسبب في عدم الاقبال على البناء وشراء العقارات مما أدى الى نكس سوق المقاولين.
لم أستطع إكمال البناء
في البداية تحدث محمد عبدالله الغامدي (صاحب منزل تحت الانشاء) وقال: لقد بدأت في بناء سكن لي ولأبنائي ولكنني لم أكن أعلم بأسعار الحديد التي أصبحت تصل الى 2000 ريال وأمام هذا الارتفاع لم استطع إكمال البناء وأوقفت المقاول.
وأضاف قائلاً: عندما أجريت بعض الحسابات وجدت ان لبناء مسكن يتكون من طابقين يحتاج الى أكثر من 30 طن من الحديد وهذا يعني أن سعره ما بين 55 ألف الى 60 ألف ريال.
وبذلك يكون هذا السعرقدأرهق الميزانية التي خصصتها للبناء.
وبين أنه سوف يوقف العمل في بناء منزله لعلَّ وعسى أن يكون هناك انخفاض في أسعار الحديد.
حلمي تحطم على الأسعار الخيالية
أما عبدالهادي الجعيد فأكد أن ارتفاع أسعار الحديد أصبح عائقاً أمام البداية في مشروع حلمه الذي استمر طويلاً وقال: أخذت أعمل سنين طويلة حتى حصلت على قطعة أرض وعندما فكرت في بناء منزل خاص بي وبأسرتي تحطم ذلك الحلم على أسعار الحديد الخيالية التي سوف يأخذ نصف المبلغ الذي رصدته للبناء.
وبين الجعيد ان هذا الارتفاع لم يعرف له سببا حتى الآن وتساءل هل هذا الارتفاع هو من الشركة أم أنه من تجار الحديد؟
وقال: أنه ليس الوحيد الذي توقف عن البدء بل هناك الكثير من زملائه وأقربائه لم تساعدهم الظروف المالية في بناء مساكنهم وما زالوا ينتظرون عودة أسعار الحديد الى ما كانت عليه في السابق.
أما علي الزهراني فقال: محافظة الطائف أصبحت بفضل الله ثم بفضل ما تلقاه بلادنا الغالية من دعم لا محدود من قبل قيادتنا الرشيدة من المحافظات التي يشار اليها بالبنان كمحافظة سياحية وهي بحاجة الى التطوير وهذا لا يأتي في يوم وليلة أو بالجهود الفردية وهناك العديد من المخططات التي سوف تسهم في حركة العقارات ولكن هذه الحركة يقف أمامها عائق ارتفاع أسعار الحديد التي قفزت خلال 6 شهور الى ما يقرب من 2000 ريال وهذا بحد ذاته يشكل عائقا أمام ذوي الدخل المحدود في بناء مساكن لهم.
وناشد الزهراني القائمين على صناعة الحديد ان يتدخلوا في هذا الأمر حتى تتاح الفرصة لمن دخلهم محدود خاصة وان محافظة الطائف أصبحت في الوقت الحاضر هدفاً للكثير من الزوار والسائحين سواء من داخل المملكة أو من دول الخليج العربية.
وفي ختام حديثه لفت الزهراني الى أهمية التدخل في حل مشكلة هذا الارتفاع الذي ربما ليس هو على مستوى محافظة الطائف بل على مستوى مدن المملكة.
اختصرت البناء الى طابق واحد
أما عوض عطا الله الزايدي فقال: كنت أنوي بناء عمارة تتكون من ثلاثة طوابق أسكن واستثمر ولكن ماحدث من ارتفاع لمواد البناء خاصة الحديد مما جعلني اختصر البناء الى طابق واحد وملحق وتوقفت عن اكمال الطابق الثاني والثالث على أمل أن تنخفض أسعار الحديد التي شهدت ارتفاعا بنسبة تصل الى أكثر من 35% خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفيما استمرت أسعار الحديد في الارتفاع قال: سوف أتوقف عن البناء لأكثر من أربع سنوات حتى تصبح السيولة متوفرة لمواصلة البناء.
هذا ما أكده أصحاب الوحدات السكنية فماذا قال أصحاب المخططات والمقاولون؟
السعر أوقف أعمال البناء
أحمد عبدالله الزهراني (صاحب مؤسسة مقاولات) أكد أن هناك تراجعا في البناء وأن ما حصل أن أقدم أحد المواطنين على البناء فإنه يعمد الى اختصار مساحة البناء وعدد الطوابق لأن أسعار الحديد الحالية تدخل في حسابات غير تلك التي كانت متوقعة.
وقال: إن هذا الارتفاع جعل الكثير من أصحاب الأراضي المعدة للبناء والتي تم استخراج تصاريح بناء لها يتوقفون عن البناء وذلك لعدم توفر السيولة الكافية لبناء المنزل.
وبين أن هذا الارتفاع لم يكن في حساب الكثير من المواطنين لأن الزيادة بلغت 40% وهذا يعني ان الزيادة قاربت النصف.وأشار الى ان مؤسسات المقاولات بدأت أعمالها البنائية تقل وهذا سوف يؤثر سلباً على المؤسسات التي ليس لديها رصيد مالي كافٍ فتضطر هذه المؤسسات الى التقليل من الأيدي العاملة لديها.
تراجع كبير في سوق الخضار
أما سعد بن علي الأحمري (صاحب مخطط) فقال: كانت حركة البيع والشراء في المخطط قبل سبعة أشهر حركة نشطة وهناك اقبال على الأراضي السكنية ولكن حدث تراجع كبير على الشراء وأصبح المعروض يفوق الطلب وهذا يرجع الى ارتفاع مواد البناء خاصة الحديد.
وأكد أن هذا التراجع أصبح ملحوظاً بشكل كبير خاصة في الآونة الأخيرة. وعزا هذا التراجع الى ارتفاع الأسعار خاصة الحديد الذي تتراوح أسعاره ما بين 1750 الى 2000 ريال للطن الواحد.
ارتفاع الأسعار على مستوى العالم
ومن جانبه أكد الأستاذ أحمد حسين الحارثي المدير المسؤول عن شركة كبيرة بتجارة الحديد بالطائف أن الاقبال على الحديد شهد خلال الفترة الماضية تراجعاً ملحوظاً وذلك بسبب ارتفاع أسعار الحديد التي تصل الى 40%.
وبين الحارثي ان السبب في ارتفاع الأسعار هو ارتفاع سعر (البلت) المكون الرئيسي للحديد وهذا الارتفاع ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى العالم وهذه قضية عالمية وليست محلية وليس لمصانع الحديد والصلب أي دخل فيها.
وقال: ومن الطبيعي ان هذا الارتفاع سبب تراجعا في البناء وأصبح المتضرر من هذا الارتفاع هم أصحاب المؤسسات لأن معظمهم لديهم عقود ولابد من تنفيذ العقد.
وأضاف ان شركة سابك والشركة القطرية لانتاج الحديد من أكبر دول الشرق الأوسط لانتاج البلت والحديد وهاتان الشركتان تمشيان على خطط مدروسة وما يوجد حالياً في الأسواق من حديد يكفي تغطية السوق المحلية والخليجية.
ولفت الحارثي أن السبب الآخر في ارتفاع أسعار الحديد يرجع الى أن الدول المجاورة وخاصة الامارات العربية المتحدة والكويت انقطع عنها الحديد التركي الذي كان يدخل اليها بنسبة تتراوح ما بين 60% الى 70% حيث قامت تركيا بتصدير حديدها الى دول أمريكية بأسعار تفوق أسعار دول الخليج.
وأوضح أن أسعار الحديد في الوقت الحالي هي: 14ملي بـ1735 ريالا، و16ملي بـ1725 ريالا، و12ملي بـ1755 ريالا، و8ملي بـ1910 ريالات.
وأكد الحارثي أن هناك مساعي من قبل وزارة الصناعة والتجارة لحل هذه المشكلة وتتمثل في انتاج البلت بكميات كبيرة واذا ما تم ذلك فسوف تشهد أسواق الحديد انخفاضا كبيرا في الأسعار.
|