* موسكو- سعيد طانيوس:
توفي المستشرق والكاتب الروسي المعروف الدكتور إيغور تيموفييف بالسكتة القلبية في موسكو عن عمر ناهز ال (58 عاماً) وفجع رحيله المبكر والدته الطاعنة وأرملته وابنتيه وأصدقاءه داخل روسيا وخارجها.
وقد صعق جميع معارفه وأصدقاؤه بوفاته المفاجئة، فهم لم يتوقعوا أبدا أن قلبه سيخونه بهذه السرعة، وهم الذين عرفوه رجلا نشيطاً ومفكراً موسوعياً وكاتباً موهوباً وصحافياً لامعاً، نذر نفسه لخدمة الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الروسية، وتواجد دوما على خط التماسّ بين الحضارتين.
نال تيموفييف درجة الدكتوراه في الأدب من جامعة موسكو، ومارس صنوف الكتابة، وعمل سنوات في القاهرة وبيروت مراسلا لصحف روسية، وفي موسكو مراسلاً (للحياة) و(الوسط) و(عكاظ) و(الراية) القطرية.
وتخصص تيموفييف في سنواته الأخيرة في كتابة أدب السيرة، فنشرت له دار (النهار) في بيروت كتاب (كمال جنبلاط: الرجل والأسطورة) الذي تصدر قائمة أفضل المبيعات في العالم العربي طوال عام 2000م.
وعندما صدر الكتاب بالروسية عام 2003م منحه اتحاد الكتاب الروس جائزة أفضل كتّاب السيرة للعام المذكور.
وعلاوة على ذلك قرر الرئيس اللبناني اميل لحود منح الكاتب وساما لبنانيا رفيعا الأسبوع الماضي، لكن لم يقدر للفقيد أن يتسلمه.
تيموفييف كان روسيا بروح عربية، فعندما تتحدث معه تنسى انه ليس عربيا، لهذه الدرجة كان يتقن لغة العرب ويتماهي معها ومعهم.
فقد عايش الأمة العربية بكل حواسه وشعوره، وتألم لآلامها الكثيرة، وفرح لأفراحها القليلة.
ويذكر له أنه عمل سنوات مترجما لقائد القوات السوفييتية في مصر خلال فترة التحضير لعبور (خط بارليف) إبان حرب أكتوبر 1973م.
وتحت ضغط من أصدقائه العرب نشر مذكراته المثيرة عن هذه الحرب في ست حلقات بجريدة (عكاظ) السعودية قبل ثلاثة أشهر.
وكان ذلك آخر عمل صحفي كبير ينجزه، لأن المنية منعته من اتمام كتابة سيرة الملك فيصل بن عبد العزيز التي بدأ بها قبل سنتين.
|