ذكرى يعيد صداها العزُّ والظفر
ذكراك يا خالد الأمجاد ملحمة
من البطولات، سفر ليس يختصر
تحيا بها دارسات الأمس ترفل في
أردانها، تحتمي فيها، وتعتمر
ورجعها في فم الأيام أغنية
يشدو بها، ينتشي السمْار والسمرُ
واختارك الصقر للجلَّى فقمت بها
في همة ما بها ضعف ولا خور
جازان ما زلت تحيا في مآثرها
ذكراً يعطر دنياها فتدَّكِرُ
لقيتها في صفاء الفكر فانطلقت
تهديك حُرّ لآليها، وتبتدر
ها ذكر مجلسك المعمور يسهدها
إن الجواد إذا ما غاب ينتظر
وفي الزراعة ذكرى لا يغيبها
كرّ الزمان ولا يخفى لها أثر
وزيرها النابه المفضال كنت لها
فيض العطاء، فلا يأس ولا ضجر
نجران أسست فيها كل مكرمة
من نبل فضلك حتى اخضوضر الحجر
حتى بلغت بها هام العلا وغدت
نجران خالد شمساً صنوها القمر
كانت أياديك في حل ومرتحل
نهراً من الحب صاف ما به كدر
لكم أيادٍ، فيوض الغيث تغبطها
وتكتسي حللاً منها وتأتزر
وإن دعا داعي الهيجا فأنت لها
تغشى الوغى لا ونىً تخشى ولا بطر
كنت الوفيَّ، وكان الصفو ديدنكم
وأنت، أنت الذي دانت له الفكر
نَمْ هانئاً، فبنوك الصِّيد ما فتئت
ركابهم تسبق الجلَّى، وتبتدرُ
عودتهم هامة الأمجاد فانطلقوا
في عزة لا ونى فيها ولا خورُ
فطاولوا قمماً للمجد وارتفعوا
فوق العلا شهباً بل أنجم زهرُ
فهد بن خالد يحدوهم ويحفزهم
والناس تسأل ما هذا وما الخبر
هل الوفاء الذي أحياه تالدكم
إرث توارثه الأجيال والأسرُ
أم خالد الذكر عاد اليوم يغرس في
أرجائها الفضل حتى اخضوضر الحجر
والغاط في (سرّةٍ) يزهو بفتيته
طاب اللقاء بهم، والأُنْسُ والسَّمَرُ
وطاب دار نما آل السعود علاً
فعاش يرفل في أردانه الظفر
وعاش خادم بيت الله قائدنا
يحمي الحمى وبه نسمو ونفتخر
مليكنا الفهد من كالفهد يحرسنا
من عاديات الليالي وهي تستعر
ومن كمثل وليّ العهد تسبقهُ
عزائمٌ تقهر الجلّى وتبتدر
ذاكم أبو متعب كهفُ الضعيف ومن
تهاب سطوته الأحداث والغير
يا رب فاحفظ لنا فهداً وإخوته
داموا، ودامت بهم أيامنا غرر