الكل منا يعرف معدل طول الشخص هنا في المملكة العربية السعودية، ويعرف أن المعدل هو 160سم، وهو المعدل الطبيعي لغالبية السكان هنا، وقد يكون هناك من يزيد بخمسة أو عشرة سم وهم القلة، والذي نعرفه أن غالبية السكان هنا أيضاً هم من الشباب الذين يرغبون في العمل لكسب الرزق في بلادهم، خاصة في المجال العسكري لأنه الأكثر استيعاباً للشباب.لكن الذي لم أستوعبه أن المعدل المطلوب، أو لنقل المفضل لطول الشاب المتقدم هو 170 سم، ومن ينقص عن ذلك فلا مكان له في العسكرية!!
دعونا نتعرَّف على المشكلة وكيف جاءت!!
هناك كثير من الجهات العسكرية ترغب فيمن طوله 170 سم ليكون عسكرياً، ومن ينقص عن ذلك فلا مكان له. هذا هو الواقع الذي يعاني منه أكثر الشباب، لأن الطوال منهم قلة، أي أقل من المعدل الطبيعي لتركيبة السكان أنفسهم، وهؤلاء القلة هم الذين يساعدهم الحظ في القبول.فما مصير قصار القامة من شبابنا؟
وهل لهم ذنب أن جاءت جينات أجدادهم قصيرة وانتقلت إليهم؟
وهل القصر في القامة عيب لا يمكن معه إتاحة الفرصة؟
لا أدري لماذا جاءت الأمور هكذا؟
لكن الذي أعرفه أن لهم الحق في المشاركة في خدمة بلادهم وأمتهم بالرغم من قصر قاماتهم، ولم يكن قصر القامة عاهة تستوجب ألا يقبلوا، ولم تكن عائقاً أمام الحجاج بن يوسف الثقفي أن يدير بلداً مهماً من بلاد الخلافة الإسلامية يومها، ولم يكن قصر القامة عنصر تخلف أبداً، بل إن قصار القامة من الكوبيين لم يخذلهم قصر قاماتهم في طرد طوال القامة من بلادهم ذات حين.هنا مشكلة عويصة لا يحس بها إلا الغالبية من الشباب المندفعين لخدمة بلادهم في مجال العسكرية، لكنهم لا يقبلون لأن طول الواحد منهم لم يبلغ 170 سم!!
أعتقد أن اللجان التي قررت أن يكون طول العسكري بذلك المقاس لم توفَّق في المعيارية؛ لأن أغلب المناطق في بلادنا الحبيبة كل أهلها من قصار القامة، فأين يذهبون بعد أن يتقدَّم أحدهم للعسكرية ولا يُقبل بحجة أنه قصير؟
وأين يذهب ذلك القصير الذي طوله 160 سم أو 165 سم؟!!
أضع هذا التساؤل أمام المسؤولين ليعيدوا النظر في هذا الموضوع، فعسى أن تعيد تلك اللجان الموصية بطول 170 سم النظر في تقليل ذلك المعدل من الطول إلى المعدل الطبيعي السائد وهو على الأكثر 165 سم، هذا إن أردنا أن نستوعب الكثيرين من الشباب للدفاع عن الوطن.
فاكس 2372911
|