في المؤتمر الصحفي الرياضي الذي عقده الأستاذ ابراهيم الشامي الأسبوع الماضي كنت أنصت باهتمام لحديث الرجل المسؤول في رعاية الشباب.. كانت كل كلمة تصدر منه فيها نبرة الصدق والاخلاص وكنت وأنا أستمع أعود بذاكرتي إلى تاريخ دورة الخليج الأولى والتي أقيمت في البحرين وكيف صنع أفرادنا هناك قصة الفشل السيئة في عرضها الرياضي.
لقد كنت في البحرين مع البعثة الرياضية وكدت أن أفقد احساسي وأنا أصف المباريات لأن كل لاعب آثر الاستهتار على المصلحة والسمعة التي يجب أن نضحي في سبيل رفعتها الشيء الكثير..
أقول.. لقد كنت أنصت إلى حديث الأستاذ الشامي وفي ذهني يمر شريط لا أعتز بذكرياته بقدر ما استرجعه للذكرى.. ومن خلال الاحاديث لمست الاهتمام الكبير بدورة الخليج القادمة.. ومن خلف هذا الاهتمام يقف الرائد الأول للرياضة في بلادنا سمو الأمير عبدالله الفيصل.. والحديث عن سموه ليس غريباً فهو أعطى أكبر الدعم لمسيرتنا الرياضية وما زال يعطيها من دمه وروحه ما يجعلنا نعتز بمقدار هذا العطاء.. ورجل آخر يقف خلف هذا الاهتمام أيضاً هو صاحب المعالي الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل وزير العمل والشؤون الاجتماعية فتوجيهات معاليه الدائمة ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة ستزيد من نجاح الدورة بإذن الله..
واذا كان لي من كلمة صريحة هنا.. فليست مطالبة أضعها أمام وزارة العمل ممثلة في رعاية الشباب لأنني أدرك أن دورة الخليج تجد على مستوى التخطيط والدراسة والتنفيذ ما يجعلها أن تقف في قمة النجاح.
ولكنها كلمة الى كل لاعب في منتخباتنا الثلاثة.. لن أجامل في هذه الكلمة ولن أتصنع الاطراء لهم.. بل وأقولها بصراحة أمامكم مسؤولية كبيرة ان لم تقدروها ستهدرون حقاً من حقوق أمتكم وبلادكم.. وان لم تحرصوا على سمعة وطنكم فانكم تحطمون مواطنتكم الحقة لهذه الأرض لتي تعلمتم وتغذيتم على رباها.
لقد شاهدت مباريات منتخب الوسطى التجريبية ومن خلال مشاهدتي أستطيع أن أجزم بانخفاض المستوى الذي ننتظره ان نحن أصررنا على هذا الأسلوب في اللعب.. ارتجالية في الأداء.. استهتار في العرض.. لا مبالاة في الشعور.. ان منتخبكم يتطلب - وهذه كلمة لكل منتخبات المناطق- اهتماماً واخلاصاً أكثر من اهتمامكم واخلاصكم لأنديتكم.. انكم ترضون في أنديتكم فئة قليلة ولكنكم في منتخبكم ترضون كل أمتكم من أقصى بلادكم إلى أقصاها.. انهم جنود في معركة الرياضة.. والجندية عادة تتطلب المواظبة والطاعة والاخلاص والايثار والتضحية.
ولا نريد أن نكتب تاريخاً قاتماً مثل ما كتبناه في الدورة الأولى أمامكم صفحات بيضاء تنتظر عطاءكم لنكتب سطورها من نور فتبقى تاريخاً مجيداً لبلادكم في الميدان الرياضي.
ان الدورة الأولى ونتائجها أعطت صورة سيئة لواقع اللاعب السعودي ومستواه الهزيل لأنه استهتر بمصلحة بلده وعليكم في هذه المرة أن تكونوا الصورة الطيبة والواجهة الحقيقية المشرقة للاعب السعودي المتكامل مستوى وخلقاً وتعاملاً.
ورعاية الشباب ستكون صارمة تجاه كل مستهتر وكل لاعب لا يقدر واجبه ومسؤوليته.. وبمثل هذا نطالبها أن تكون ولتكن نظرة الصراحة المفروضة هذه مشعلاً مضيئاً أمامكم حتى يحين الموعد القادم لدورة الخليج.. وعندها ستتضح مشاعر الوطنية لدى كل فرد منكم.
سليمان العيسى |