في مثل هذا اليوم من عام 1898 أدى انفجار هائل مجهول المصدر إلى غرق السفينة الحربية الأمريكية ماين في ميناء هافانا الكوبي. الأمر الذي تسبب في مقتل 260 فرداً من طاقم السفينة الذي يتكون من حوالي 400 فرد.
وتعتبر ماين من أوائل السفن الحربية الأمريكية. وكانت تزن ستة آلاف طن، بينما بلغت تكلفة بنائها مليوني دولار أمريكي.
وكانت السفينة ماين قد أرسلت إلى كوبا في زيارة ودية ظاهرياً فقط، لكن السبب الحقيقي وراء إرسالها هو حماية المصالح الأمريكية هناك بعد اندلاع ثورة ضد الحكم الإسباني بهافانا في يناير 1898 .
وقررت المحكمة الرسمية التي تولت التحقيق في الحادث، والتي كانت تابعة للبحرية الأمريكية، أن السفينة ماين انفجرت بسبب لغم، ولكنها لم تلق باللوم على إسبانيا بشكل مباشر. ولكن العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى جانب أغلبية الشعب الأمريكي أبدوا شكوكهم المتزايدة حول مسؤولية إسبانيا عن الحادث وطالبوا بإعلان الحرب عليها.
وبعد فشل الجهود الدبلوماسية في حل المسألة، والتي تزامنت مع تزايد السخط الأمريكي بسبب القمع الإسباني الوحشي للثورة الكوبية، إضافة إلى الخسائر المتتالية للاستثمار الأمريكي بكوبا. ولم يعد هناك مفرٌ من اندلاع الحرب بين إسبانيا والولايات المتحدة، وكان ذلك في إبريل. في خلال ثلاثة أشهر، ألحقت الولايات المتحدة بإسبانيا هزائم كبيرة بقواتها براً وبحراً. وفي أغسطس 1898، توقف القتال بعد إعلان الهدنة.
في الثاني عشر من ديسمبر 1898، وقعت كل من الولايات المتحدة وإسبانيا على «معاهدة باريس» التي انهت الحرب بينهما رسمياً كما منحت الولايات المتحدة أول امبراطورية لها عبر البحار، وذلك بعد تخلي إسبانيا عن بعض ممتلكاتها مثل بورتوريكو وجوام والفلبين. في عام 1976، توصل فريق من المحققين التابعين للبحرية الأمريكية إلى أن انفجار سفينة ماين نتج عن اندلاع حريق بمخزن زخيرة السفينة، وليس عن لغم إسباني أو عمل تخريبي.
|