عفواً عزيزي القارئ.. أمامك العنوان جاء تابعا لما طرح في العزيزة من مداخلات تخص المرأة والعنوسة وتالياً لتمخضات احساس بالوجود.. لهذا الكائن الحي ومن خلال مشاهدات ومكاشفات تبدّت لي أشياء ناطقات بالحقيقة ولأننا نحن الرجال لا تتم معادلة الحياة عندنا إلا باضافة نون النسوة الى ورقة حياتنا والتي هي كشجرة تتساقط أوراقها مع مرّ السنين فنحن عندما نكتب عن سحر المرأة الخالد فنحن نكتب عن لغز لم يحله الرجال حتى الآن!!؟؟ نحن نكتب عن المرأة تلك الإنسانة المكملة للرجل ذلك المخلوق الجميل والذي منحه الله للرجل لتعطي للحياة معنى سامياً وبالطبع لا غنى لرجل عن امرأة وما من رجل إلا وينتابه شيء من الحنين الى تلك العلاقة الحميمية المشروعة بالزواج من امرأة فنحن تخترق دواخلنا آمال وآمال.
تحديات كثيرة تعصف بهذه الجمجمة المشحونة بترسبات أعمال الحياة.. وأهواء النفس ونزواتها.. لا أنكر أنه احيانا وقبل الزواج ينتابني شيء من الحنين المخنوق بالعبرات اعجز عن وصفه واحتار في تحديده.. ربما هو إحساس وشعور في داخلي يترجم أحقية شخصي كرجل في أن يكون لي طريق محدد وتكون لي ملكية لنون النسوة كما للغير من الرجال!!
ولكنها لما تحققت بفضل الله.. كمل بذلك نصف الدين واستقرت الحياة وانزوت كلمات صدق مشاعر واريحية مع نصفي الآخر.. كنت احتمل شجاعة التغيير والتي ينقصها القرار الحاسم.. لإعلان بدء حياة جديدة.. وكان همي في هذه الحياة الجديدة ان احقق الاستقرار المعنوي والحسّي!! عبر دائرة كنت اطمح ان تكون اشمل واوسع من دائرتي الأولى «أيام العزوبية» ووقتها تتكىء على فرحة ينبلج لها جبينك وثغرك حتى ان الأيام لتغررّ بك يوما بعد يوم لِمَ قراري لم يحدث بعد.. كسائر الناس؟ وتراك في حيرة من تختار؟ وما الشروط التي تتمناها؟.. وهل ستتوفر في شريكة الحياة؟ صداع يتكوم داخل دهاليز نفسك كالمطارق القوية التي تقرع رأسك رغم ذلك ترى ضرورة تصويب اخطاء نفسك في تأخير قرار الزواج لتعطي نفسك مساحة أكبر من التفكير للخروج بقرار صائب.. حقيقة افكار في داخلي قبل الزواج تشغلني بين الفينة والأخرى.. تدور حول نفسي.. تنتابني هواجس كثيرة.. تفتتني قطعة قطعة.. حتى ليبدأ جسمي بالنحول.. من كثرة الهموم..!! حتى انك ترى نفسك ورغم قلاعك الحصينة.. تحس بالهزيمة.. من وقع الظروف وتتابع الأيام.. وقرب موعد دخول قفصك الذهبي يفرحك ويبكيك.. وترى ان الكتمان لا ينفع.. وتنفرد بك رغبة ملحة للبوح الخفي اللامسموع مع نفسك الى ان تتجاوز البوح الذاتي الى اخبار صديق لك بهذا القرار المفاجئ ودخول قفص الزوجية!! وعندها لتنظر الى فناء قلبك الصغير بحجراته الاربع.. حتما ستلفيها قد اعشوشبت واصبحت منتجعاً اخضر لأحلام وردية.. مدفونة داخل قلبك المفتون!! وعندها تتكسر الاشواق من شجرة حياتك شوقا فوق شوق الى خطيبتك المنتظرة ايذانا بدخول فصل الزواج!! تنتشر فيك الأشواق تنتشي يصخب صداها ثم تخرسها لئلا يعلم احد بقرارك!! تغوص في أعماقك تراكمات وتداعيات هذا الشوق واذا بها قد القت بأثارها على قلبك كعوامل التعرية الخارجية والداخلية.. احدها يدفع بقلبك ركضا ولهائا.. الى الاعلان والآخر يسكن الدعة، والاستبطاء فيك!! يتحداك استبطان في داخلك.. عن اعلان هذا القرار..!! فتحس برغبة جامحة.. وقد تكون عفوية الى اعلان ذلك!! حتى انك تحجم عن تحديد تطلعاتك والتي رسمتها لخطوتك تلك!! لدرجة انك تتمني ان تنكفئ على هذا الاحساس ويطول حتى يهاجر من قلبك العاشق.. لطول مداومة التفكير وبلا قرار حاسم.. وبذلك تتأكل افكارك وتضمحل أمالك.. وتعيش في دائرة لا نهاية لها.. تفضي بلك الى متاهة قد تقتل فيها رغبتك في بناء عش الزوجية.. يأسرك قلبك ثم فجأة تتمرد على قلبك وافكارك وعشقك وتتركها الى غير رجعة..!!
«ألم تطرق أبواب عقولكم هذه الهواجس والأفكار أيها العزاب!!؟؟» لقد طرقت باب عقلي قبلاً إلا انني انتصرت عليها بفضل الله.. وهنا جئت بجحفل احرفي للعزيزة.. لاشد من أزركم.. وأعينكم على ضرورة اتخاذ قرار مثل هذا. ولكن لي قبل ان اكتب لكم معادلة «الخبز والمرأة» ان احيلكم الى انفسكم.. وإلى الاحساس بواقعكم. والأيام تترى والعمر ينقضي.. وانتم حيارى تائهون.. ولكن لتقفوا معي هذه الوقفات مع المرأة فحاجتنا اليها كحاجتنا للخبز!! ولكني امل ان اسمع بأحدكم قد دخل عش الزوجية بمشيئة الله!
احبتي نحن ان لم نشعر بعمق المودة والاخاء والشاعرية.. وتأثير الآخر فينا والإحساس بوجوده فما نحن بشر والله!! وإن أردتم ان تترجموا شعرا قصيدة الحب فتزوجوا.. فالزواج في نظر الرجل نهاية بينما هو في نظر المرأة بداية فمهما اختلف فيه الرجال إلا ان النساء عامة يتفقن عليه!! قال تعالى:{ ومٌنً آيّاتٌهٌ أّنً خّلّقّ لّكٍم مٌَنً أّنفٍسٌكٍمً أّزًوّاجْا لٌَتّسًكٍنٍوا إلّيًهّا وجّعّلّ بّيًنّكٍم مَّوّدَّةْ ورّحًمّةْ إنَّ فٌي ذّلٌكّ لآيّاتُ لٌَقّوًمُ يّتّفّكَّرٍونّ «21»} واذا كان الرجل هو نثر الخالق فالمرأة هي شعره!!
لاتثنوهم عن الزواج: حقيقة تدمغ عقولنا وافئدتنا مواقف كثيرة، اسمعها عبر المجالس بعضها تتحدث عن المرأة وتبرز دورها صفرا على الشمال.. وتؤكد على أنك متى ما ارتبطت بها.. فأنت في سجن تام وان الزواج سجن الرجل ومقبرة الحب الى آخر هذه الخرافات.. ما هذا الهراء؟؟!! لو جاز لنا ولكم ذلك لما سمعنا رسول الله صلواته وسلامه عليه يحثنا علي اكمال نصفنا الآخر وعلى الزواج في مواطن كثيرة «فاظفر بذات الدين تربت يداك» وفي موطن اخر يقول المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» اخرجه ابوداوود والنسائي من حديث معقل بن يسار. ولمن دعا الآخرين وثناهم عن قرار الزواج فاذكره بقول الإمام احمد بن حنبل حيث قال: «ليست العزوبة من الإسلام في شيء، ومن دعاك الى غير التزويج فقد دعاك الى غير الإسلام».
فبادر اخي ولا تتردد في اتخاذ قرارك والارتباط بذات الدين فالمرأة شريكة حياتك ولا يطيب لك العيش إلا بها ومعها واعلم ان الحياة بلا امرأة كالمصباح بلا نور!!
إنما المرأة للمرء نصيب
وشريك ورفيق ورقيب
لا يطيب العيش إلا معها
كل عيش دون إلف لا يطيب |
لغر الخبز والمرأة: ولنا هنا ان نؤكد على وجود المرأة ونصفنا الآخر موجها ندائي الى كل عازب: ان سارع بدخول قفصك الذهبي.. قبل ان يُغلق عنك.. وتأمل هذه المعادلة «إن حاجتك الى المرأة كحاجتك للخبز وحل لغز هذه المعادلة: ان في هاتين الكلمتين تتلخص مشاكل الحياة فإذا توفر الخبز للبطن الجائعة وتوفرت المرأة للرجل المحروم استقر بذلك عقلك واستقرت الحياة وهدأت الأعصاب!!
تعلم من المرأة:
أخي العازب: ألا يكفيك ان تعلمك المرأة كيف تحب.. وانت تكره.. وكيف تضحك وأنت تبكي!! وكيف تبتسم وأنت تتألم إذا هي ريحانة القلوب:
إنما النساء رياحين خلقن لنا
وكلنا يشتهي شمّ الرياحين |
هي زهرة المنزل وأساسه.. هي زهرة الربيع وفتنة الدنيا وروح الحياة.. هي نصف الرجل القوى.. هي نصف المجتمع وبدونها يصبح المجتمع.. اعور وأعرج.. واعلم اخي ان خير النساء من تسرّك اذا نظرت.. وتعطيك اذا أمرت.. وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك.. لِمَ لا والمرأة جسرك الذي ينقلك إلى مستقبلك وغايتك..!!
المرأة الصالحة كتاب مغلق: إذا كان أعداء الله يقولون ان المرأة كتاب غامض مغلق لا تفك رموزه إلا في وقت ما!! فنحن نقول إن المرأة الفاضلة كتاب مغلق لعفتها وحشمتها ولا يقرؤه إلا الرجل الذي اختارته ليشاركها حياتها!!
إذاً احرص على المرأة الصالحة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع، وخير متاعها «المرأة الصالحة».
المرأة الفاضلة هي التي تهب حياتها لتحقيق الخير والتي ترى الفضيلة هي الطريق الوحيد لتحقيق السعادة.. المرأة الصالحة خير للرجل من عينيه ويديه.
والمرأة الصالحة لا يعدلها شيء. لأنها عون على امر الدنيا والآخرة!! بالفعل كنوز العالم باسرها لا تساوي شيئاً ازاء امرأة صالحة فاضلة متعلمة:
وإذا النساء نشأن في أمية
رضع الرجال جهالةً وخمولاً |
ومن منبر العزيزة اقول: علّموا المرأة لتجعلوا منها مدرسة يتعلم فيها أولادكم.. وتلك نصيحتي الى تربية البنات كما قال الشاعر حافظ ابراهيم:
ربوا البنات على الفضيلة انها
في الموقفين لهنّ خير وثاق
وعليكم ان تستبين بناتكم
نور الهدى وعلى الحياء الباقي |
ولا شيء في نظري يرفع من قدر المرأة في نظرنا نحن الرجال إلا عفة عقلها وجسدها!! إذ على المرأة ان تنتبه الى ذلك وعليها ان تتبع زوجها فهي ظل الرجل.
ولمن طالت به دروب الحياة مع زوجته وعكّر صفوهما منغصات الحياة.. فالبسمة والابتسام هما مفتاح الدخول الى قلب المراة.. واعلم انك اذا استطعت حملها على الابتسام فأنت قطعت نصف الطريق الى قلبها!!
وطالما ان المرأة علمتنا اشياء كثيرة ومنحتنا اشياء كثيرة فحري بكل متزوج ان يتمثل حديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه حيث قال: «رفقا بالقوارير» اذا على كل متزوج ألا يطعن في ذوق زوجته ذلك انها اختارته أولا!! وان يفكر بذلك.. وعندها لن يجرح مشاعرها!!؟؟
واعلم اخي انك إن لم تغفر لها اخطاءها الصغرى لم تتمتع بفضائلها الكبرى!!
ودائماً تمثل اخي الكريم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي فيه يؤكد لنا مساواة الرجل بالمرأة واحترام انسانيتها حيث قال فيما معنى حديثه: «النساء شقائق الرجال»!!
أخي العازب: ألم تتشوق بعد ذلك كله الى دخول هذه الحياة الزوجية.. حاول واعزم على ذلك وتذكر قول الإمام احمد بن حنبل حيث قال: «اني لأكره ان القى الله وأنا أعزب».
ولابنائنا الكرام.. يسروا ولا تنفروا.. ويسروا على ابنائنا المهور.. وقبل ذلك الق بنظرة الى بيتك وكم من بناتك.. لم تتزوج بعد!! ان بعض بيوتنا اليوم تضم من الفتيات ما يفوق السبع او الثمان كلهن يظلهن سقف واحد ولم يتزوجن!! لا تتعجبوا احبتي.. هذا هو واقعنا المعاش!!
هذا هو ندائي الى كل عازب.. وختاما أقول: «همومك بأذن الله ستنفرج.. ولكن توكل وتزوج».
بنات حواء أعشاب وأزهار
فاستلهم العقل وانظر كيف تختار
ولا يغرنك الوجه الجميل فكم
في الزهر سم وكم في العشب عقار |
فاصلة:
من اعجب ما قرأت عن المرأة: انها في سن العاشرة تسرف في الدلال.. وفي سن العشرين تولع في الزينة.. وفي الثلاثين بانجاب الأولاد، وفي الاربعين بالأكل.. وفي الخمسين بالكلام.
مداعبة:
إذا اردت حرّة تبغيها
كريمة فانظر الى أخيها
ينبيك عنها والى أبيها
فإن أشباه أبيها فيها |
سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
معلم بمتوسطة صقلية - المذنب |