يوم يمضي ويوم يأتي.. سنة تموت وسنة تدب فيها الحياة.. وزمن يتوقف برهة وآخر يأتي ويرحل بسرعة.. فالحياة شروق وغروب..الحياة لقاء وفراق..كالزمن تماماً ذكريات ونسيان.. آمال ومآس تجدد وتتكرر وترحل ولا يبقى لدينا شيء سوى أنفاس تذهب وتعود وفي النهاية تموت. ونحن نتعلم ونعيش وفي آخر المطاف لاحول لنا ولاقوة. ندرك حقيقة أمرنا وهو يوم الرحيل مهما طالت بنا أيام العمر.. لكن علينا أن نرحل ونموت والله عز وجل راضٍ عنا ونحن راضون عن أنفسنا والآخرون راضون عنا.. وأن نأخذ من السنة الماضية العبرة والعظة.. وأن تكون السنة الجديدة إشراقة فجر جديد واستيقاظ ضمائرنا من سبات عميق.. نودع الأحزان ونغسل قلوبنا بالخير والإحسان. وبالتفاؤل بالسنة الجديدة.. ونملأ أنفسنا بالأنوار وندفن مآسينا في الأعماق.. ونروي قلوبنا بالأمل ونضحك من أعماق أعماقنا.. ولا نحزن على عام مضى. فالفلك يدور في دوراته ويأتي بعام جديد.
فالسنة الجديدة عبارة عن جرد سنوي نحاسب فيه أنفسنا في وقفة قصيرة ماذا عملنا؟ وماذا قدمنا؟ وماذا بقي علينا؟ وماذا حققنا؟ وكيف قضينا أيامنا؟ وكيف نبدأ العام الجديد؟ نعم علينا أن نراجع أنفسنا فأيامنا محدودة, وأنفاسنا معدودة ومحسوبة وأن نبدأ العام الجديد بالصفاء والنجاح مع الأصدقاء والعامة.. وأن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً ثم مع الآخرين.. وأن نجعل من السنة الجديدة فرصة جميلة وكبيرة نضيف فيها لأنفسنا الشيء الكثير.. وأن نستفيد من السنة الجديدة في تحقيق أعمالنا وآمالنا وطموحاتنا.. ونجعل من أيامنا إحساسنا بالآخرين وإحساس الآخرين بنا.. فالحياة لاتحتمل أن نعيشها في حزن ونكد وحقد وحسد وكراهية.. بل نملأ أيامنا الجديدة بالمودة والصداقة.. ونملأ قلوبنا القاسية بالأمل والمحبة.. وأن نعيش يومنا وننسى الماضي, فقد ذهب ولن يعود أبداً. وأن نفتح قلوبنا لكل صادق محب أمين. والله من وراء القصد والسلام
|