Sunday 15th February,200411462العددالأحد 24 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المطلوب.. خطة علمية لمنشآت صحية جديدة في المشاعر المطلوب.. خطة علمية لمنشآت صحية جديدة في المشاعر
د. عبد الإله ساعاتي

تولي حكومة المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً بحجاج بيت الله الحرام، ضيوف الرحمن الكرام منذ أن تطأ أقدامهم أرض المملكة وحتى يغادروها سالمين غانمين عائدين الى بلدانهم بعد أداء مناسكهم.
ويتجسد هذا الاهتمام في سبل الرعاية الشاملة التي توفر للحجاج في كافة المجالات, حيث تستنفر الطاقات وتكرس الامكانات وتجند الكوادر البشرية اللازمة لذلك.
وتأتي الرعاية الصحية التي توفرها الدولة لحجاج بيت الله الحرام في إطار الرعاية الشاملة المدروسة لتحقيق موسم حج ناجح وتيسير اداء الحجاج لمناسكهم بسهولة وراحة.
وتقدم الدولة ممثلة في وزارة الصحة خدماتها لحجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة من خلال 4 مستشفيات في مشعر منى بسعة سريرية قدرها 766 سريراً اضافة الى 29 مركزاً صحياً. وفي عرفات 3 مستشفيات بسعة سريرية قدرها 724 سريراً اضافة الى 46 مركزاً صحياً, هذا الى جانب 6 مراكز صحية في مزدلفة.
وتفتح هذه المستشفيات عند اقتراب موسم الحج حيث تجهز بكافة الأجهزة والمعدات والمسلتزمات وتدعم بالكوادر الطبية والفنية والإدارية اللازمة ثم تغلق بعد نهاية الموسم.وعلى مدى السنوات الماضية ترصد في كل عام مبالغ مالية لتنفيذ مشاريع ترميم وتطوير بعض هذه المنشآت الصحية, وذلك نظراً لان بعض هذه المنشآت في حالة إنشائية غير جيدة أساساً, وبعضها عبارة عن مبان قديمة متهالكة.
وفي تصوري لو جمعت المبالغ التي تنفق كل عام على ترميم وتطوير هذه المرافق لأمكن بهذه المبالغ إنشاء مستشفيات ومراكز صحية على مستوى حديث ومتطور.
ولذلك فلقد اسعدني تصريح وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية ورئيس لجان الحج الصحية الدكتور منصور الحواسي الذي ذكر فيه ان الوزارة بصدد تنفيذ مشروع البرج الطبي الجديد للطوارئ بطاقة استيعابية قدرها 100 سرير وبخدمات اسعافية عالية المستوى تتوافق مع الاحتياج وسينفذ البرج في هذا العام إن شاء الله وسيحل مكان مستشفى منى العام.
هذا خبر جيد ذلك ان مبنى مستشفى منى العام تقادمت عليه السنوات واقترب بنيانه من التصدع, وفي ذات الوقت نتساءل عن مشروع مستشفى منى العام الجديد الذي اعلن قبل بضع سنوات عن إنشائه وترسية مناقصته لينفذ في حي العزيزية حتى يخدم الحجاج وسكان مكة المكرمة, اين وصل هذا المشروع الصحي الحيوي الضخم؟
** إن المستوى الإنشائي للمرفق الصحي والتصميم الهندسي المتوافق مع طبيعة العمل الطبي ينعكس بصورة ايجابية على مستوى الخدمة الصحية التي يقدمها المرفق الصحي (مستشفى أو مركز صحي), لا سيما في وضعية وظروف الحج التي تتسم بطابع الطوارئ ذات الحاجة الماسة الى انسيابية الحركة وسرعة التحرك وقابلية التوسع, فضلاً عن الزحام الكبير والضغط المتواصل على خدمات هذه المرافق على مدار الساعة خلال أيام الحج.
** ولذلك فإن الحاجة ماسة- في تصوري- لوضع خطة مدروسة قائمة على أسس علمية تنفذ على مراحل لإنشاء مستشفيات ومراكز صحية بديلة للمستشفيات والمراكز الصحية المتهالكة والقديمة في المشاعر المقدسة, ولتكن البداية بدراسات جادة للوصول إلى النماذج المناسبة وفقاً لطبيعة منطقة المشاعر وحركة الحجاج وكثافة أعدادهم, واحتياجاتهم الصحية, وبما يكفل التوزيع الأمثل لهذه المرافق, وبحيث يتم تنفيذ هذه الخطة على مراحل زمنية متعاقبة. ويؤخذ في الاعتبار توفير أماكن مناسبة لإقامة وسكن العاملين في هذه المرافق من أطباء وطبيبات وممرضين وممرضات وغيرهم الذين تتكرر شكواهم من عدم ملاءمة أماكن إقامتهم للسكنى, ولكن مع تقدير الوضع الزماني والحيز المكاني. إن الدولة - أيدها الله- لا تتوانى عن بذل كل ما يمكن لتوفير افضل الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام, وإن توفير مرافق صحية نموذجية يجسد حرص الدولة واهتمامها المشهود بصحة الحجاج, ويسهم بفعالية في تطور الخدمات الصحية المقدمة للحجيج, ويعكس صورة تليق بما حققته بلادنا في المجال الصحي, صورة مشرفة أمام الملايين القادمين من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved