من الطبيعي أن يهرع جيران العراق- وهم في ذات الوقت أشقاؤه -إلى مدِّ يد العون إليه، وهو يواجه مهام البناء السياسي والتنموي كما يواجه التحديات الأمنية.
وهكذا فإن آمالاً عريضة تتعلق بالاجتماع الذي بدأ أمس في الكويت لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق..
وينعقد هذا الاجتماع وقد صار العراق نهباً لعمليات التفجير الانتحارية، ما جعل الكثيرين يحذِّرون من حرب أهلية، وقد تزامن مع الاجتماع أحد هذه التفجيرات راح ضحيته 20 قتيلاً وسبقه انفجاران قتل فيهما حوالي المائة شخص.
كل ذلك في أقل من أسبوع، والإشارة هنا للحوادث الكبرى فقط حيث هناك العشرات من الحوادث الصغيرة المميتة.
ومن الواضح أن المسألة الأمنية تفرض نفسها بشدة على أي لقاء بشأن العراق، ومن الطبيعي أن يكون ذلك حال هذا اللقاء الذي تشارك فيه خمس دول لها تداخلات بطريقة أو أخرى مع العراق يمكن استثمارها لإعادة قدر من الاستقرار يسمح بمعالجة معوقات الانتقال إلى الحكم الوطني خصوصاً وأن هذا الاجتماع ينعقد تحت عنوان (مساعدة العراق من مرحلة إعادة الاستقرار إلى إعادة الإعمار).
وتحتاج مختلف الهيئات والأحزاب والطوائف العراقية والجهات الفاعلة في المجتمع العراقي إلى تحديد وتأكيد القواسم المشتركة التي تحفظ للبلد وحدته وأمنه واستقراره، وهذا أمر جدير أن يلقى دفعة من الأشقاء الذين يحرصون على عودة العراق سليماً معافى إلى النسيج العربي ليتقوى به وليقوى به المحيط العربي.
والقناعة السائدة لدى كل هذه الدول تتركز على ضرورة زوال الاحتلال وتنشيط كل ما من شأنه التعجيل بذلك وصولاً للحكم الوطني، وهو أمر يتفق مع توق العراقيين إلى حكم أنفسهم بأنفسهم، وهكذا تبقى أهمية استنباط الآليات اللازمة لتيسير هذا الانتقال إلى الحكم الوطني بالطريقة السليمة والحكيمة التي تحظى بإجماع أهل العراق.
|