هل يستطيع أحد أن يتكهن بمستقبل كل من أفغانستان والعراق.. تلك الدولتان اللتان دخلتهما أمريكا واحتلتهما وقلبت نظام الحكم فيهما لسبب واحد.. قالت: إنه لمكافحة الإرهاب؟!
** الوضع في هذين البلدين.. هو أشبه بالفوضى العارمة.
** في كل يوم.. يستيقظ الناس.. يعايشون أخبار القتل والدمار والسلب والنهب والفوضى والضياع في كل مجال وميدان.
** في أفغانستان.. الحكومة المركزية الجديدة.. لا تسيطر على أكثر أجزاء العاصمة كابول.. فضلاً عن أن تسيطر على الوضع داخل البلاد كلها..
** وأفغانستان.. قد تختلف قليلاً عن العراق.. ذلك أن وضعها فوضوي قبل أن يدخلها الأمريكان.. وهي بلد احتضن العصابات من كل بلد آواهم ومنحهم فرص التدريب على الأسلحة الفتاكة.. وعلى حرب العصابات.. ثم رحَّلهم لبلادهم بأمل أن يدمروها.. وما حصل في الجزائر ومصر والمملكة وبلدان أخرى.. هو من نتاج دروس أفغانستان.. تلك التي أعطت هؤلاء فرصة التدريب والقتل والدمار.. ولم تقتصر فوضى أفغانستان على نفسها.. بل صدَّرتها لدول أخرى.. وحاولت تصدير الفوضى والضياع والدمار.
** وفي أفغانستان.. وُجد بعض المهووسين والمرضى النفسيين والمجانين وأصحاب الأفكار المتطرفة العنيفة.. وجدوا الملاذ الآمن.. ووجدوا من هو أشد منهم عنفاً وتطرفاً.. ووجدوا من يستثمر هذه الأفكار ويغذيها ويمنحها فرصاً أوسع.. ويعطيها السلاح والتدريب والفكر المسموم ويوجهها كقنابل موقوتة لإزهاق أرواح البشر في كل مكان.. بمعنى أن هذا البلد تحوَّل في سنين خلت إلى معسكر إرهابي واحد لتدريب السفاحين وسفاكي الدماء وقطاع الطرق وتجار المخدرات.. حتى جاءت أمريكا غازية بعد أن تعرضت لأسوأ عمل إرهابي في تاريخها.. وفقدت حوالي ثلاثة آلاف شخص في يوم واحد.. وكان مصدر كل ذلك - حسب رأي أمريكا - أفغانستان.. وابن لادن.. والملا عمر.. وأعوانهم وأتباعهم.
** أمريكا.. دخلت هذا البلد.. في مسعى - حسب زعمها - لتخليصها من هؤلاء المتطرفين.. وللقضاء على معسكرات الارهاب.. ولتخفيف منابع العنف.. وللقضاء على من يحتضن هؤلاء ويؤويهم ويوفر لهم المناخ الملائم.. ويمنحهم السلاح والافكار العنيفة.. ثم يوجههم لتدمير البشر وتدمير الممتلكات.. والقضاء على الحياة وتدمير الإعمار والتنمية والتطور وإرهاب الناس وهدر دمائهم.
** في العراق.. الوضع قد يختلف.. حيث إن الأمور في العراق كانت أكثر استقراراً.. وكانت الأمور (مضبوطة) ولكن أمريكا لم يعجبها صدام.. فقررت طرده.. وظنَّت أن المسألة طرد صدام.. ثم استقرار الأوضاع في اليوم الثاني.. وخسرت أمريكا الرهان.. وفقدت حتى الآن حوالي (600) شخص.. ليس في معركة غزو العراق.. بل بعد ذلك بكثير.
** الوضع اليوم في العراق وضع مخيف.. والطوائف والقوميات والنعرات قنابل موقوتة.. وحقول ألغام يطمرها شيء بسيط من الحياء الذي قد يتوارى في أي لحظة.
** في العراق.. ولاءات خارجية.. فالشيعة.. هاجسهم إيران.. وليس غير إيران..
** والتركمان.. هاجسهم تركيا.. وليس غير تركيا..
** والأكراد.. هاجسهم دولة مستقلة..
** والاشوريون.. أقلية بسيطة ضعيفة..
** أما السنة.. فهاجسهم العراق وحكمه.. هاجسهم بلدهم.. ونسأل الله أن يكتب على أيديهم وعلى أيدي بقية شعب العراق.. مستقبل أفضل للعراق.. وأن (يدقم) شوكة أعداء الاسلام والمسلمين.. داخل وخارج العراق
** العراق.. لا يزال في وضع حرج ولا يزال بلد تسوده الفوضى..
** والعراق.. بلد صعب المراس.. يشهد التاريخ.. على أن الحجاج على قسوته وعنفه.. عجز عن حكم العراق.. وهكذا صدام.. الذي ملأ العراق مقابر جماعية.. عجز عن حكم العراق..
** أمريكا.. لم تقرأ تاريخ العراق جيداً.. ولا تعرف أي شيء عن سكان العراق وإلا لما دخلت العراق وفقدت ستمائة جندي في أشهر بسيطة، وستفقد المزيد والمزيد.. لن ترتاح أمريكا حتى ترحل.. وعندما ترحل.. سيتمزق العراق.. وسيكون أفغانستان أخرى.. بل أشد وأنكى وأعنف.. وسيتضرر.. ليس جيرانه فقط.. بل سيتضرر جيران جيرانه ومن حوله وربما العالم كله.
**العراق.. لن يهدأ.. ولن تستقر أموره ونحن نقرأ تصريحات أهل العراق من أصحاب المذاهب والقوميات المختلفة.. وماذا يضمرون للعراق من مستقبل مظلم.. فالشيعة.. لن يستريحوا حتى يكون الحكم في أيديهم.. لأنهم يزعمون أنهم أكثرية.. ومتى حكموا.. فلن يهدأ لهم بال حتى تقام امبراطورية شيعية في المنطقة.. تضم العراق وإيران وما تيسر من أذربيجان وما حولها.. والمسألة بالنسبة لهم.. ليست العراق.. ولا أهل العراق.
** والكرد.. هاجسهم.. دولة كردية.. تجمع شتات الأكراد.. من تركيا وسوريا والعراق وإيران وغيرها..
** والتركمان يقولون.. إن مناطقهم جزء لا يتجزأ من الدولة التركية والتراب التركي.. وهكذا.
** هل نتوقع مستقبلاً مشرقاً للعراق.. في ظل هذه النعرات المخيفة؟.
|