Sunday 15th February,200411462العددالأحد 24 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأصم والحويقل لـ « الجزيرة »: الأصم والحويقل لـ « الجزيرة »:
الكيلو الواحد من المادة التفجيرية يكفي لتدمير بناية بمساحة 100 متر مربع

* الرياض - فارس القحطاني:
أوضح الدكتور عمر الشيخ الأصم من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن المادة المتفجرة هي مادة كيميائية شديدة الحساسية للحرارة أو الصدمة الكهربائية، حيث تتحول تلقائيا إلى صورة أخرى من المادة الكيميائية مصحوبة بضغط وحرارة عاليتين محدثة دمارا وحرائق بالموقع المستهدف.
وقال في تصريح خاص ل(الجزيرة): تختلف المواد المتفجرة من حيث طبيعتها الكيميائية وبالتالي حساسيتها وتنقسم عادة إلى عالية الحساسية، ومتوسطة الحساسية وضعيفة الحساسية، وتضم العبوة الناسفة خليطا من كل هذه المواد أحيانا؛ وربما خليطا من مادتين عاليتي الحساسية ومنخفضتي الحساسية.
وتعتمد القوة التدميرية على طبيعة المادة المتفجرة وكميتها، فمثلا مادة كمادة (PBX)، تصل قوتها التدميرية إلى إزالة بناية مكونة من عشرة طوابق بالكامل وذلك لأنها تمثل خليطا من مواد ذات طبيعة تدميرية أصلاً، كذلك مادة PETN - HMX - TNT - SRAX وغيرها. فإذا فرضنا جدلا أن كيلو جراما من هذه المادة يحدث ضررا حجمه بناية بمساحة 10*10م، فلك أن تتصور حجم الضرر الذي تحدثه مائة كيلو جرام، أو مائتا كيلو.. إلخ.
لذلك لا بد من الحرص والتعامل مع مثل هذه السيارة المعلن عنها بحذر، وعدم التردد في التعاون مع المعنيين بالبحث عنها؛ وذلك حتى يتمكنوا من تجنيب المواطنين خطر تفجيرها وحفظ أرواح وممتلكات العباد.
وأضاف: عادة يلجأ الضالعون في مثل هذه التجهيزات الناسفة إلى استخدام أساليب متعددة بغية التخفي أو التمويه للإفلات من الرقابة الأمنية، فمثلا تأخذ السيارة المجهزة شكل ومواصفات السيارات الإسعافية أو السيارات الفارهة بغية إبعاد الشبهة، أو السيارات الدبلوماسية وذلك من خلال اللوحات التي تحملها أو السيارات الأمنية حتى يفسح لها الطريق والمرور الميسر، أو في الجانب الآخر تأخذ السيارة صفات السيارة المتعطلة، كأن توقف بمكان ما وأحد إطاراتها على الأرض أو تبقى بجانب الطريق وأحد إطاراتها مبعثر بجانبها وذلك للإيحاء بأنها تعرضت لحادث وتم تفاديه، أو أن تكون واقفة بمكان ما أو بجانب الطريق مفتوحة من الأمام (الكبوت) وذلك للتمويه بأنها تعرضت لدرجات حرارة عالية أعطبت ماكينتها، أو أن يتم تحريكها عبر سيارات نقل السيارات المعطوبة (السطحات) وذلك بهدف إبعاد الشبهة والتمويه، وقد تكون السيارة بحالتها الجيدة أو إحداث بعض الصدمات بها من الأمام أو الخلف أحيانا وذلك للتمويه بأنها تعرضت لحادث أعطبها أو أن تنزع منها اللوحات وذلك للتمويه؛ فإن كانت حالتها جيدة توحي بأنها جديدة ولم يتم ترخيصها، وإن كانت حالتها تالفة أو شبة تالفة توحي بأنها في طريقها إلى مكان تشليح السيارات.
أما بالنسبة للعبوة الناسفة فيتم إخفاؤها بالسيارة حسب الكمية، فإذا كانت الكمية قليلة تخفى في الأماكن المجوفة بالسيارة، الصدام، الإطارات المعدنية الإطارات الأمامية والخلفية، الصدام الخلفي، طبلون السيارة، تحت المقاعد والأبواب وربما شنطة السيارة.
أما إذا كانت الكمية كبيرة فتكون إما بالشنطة الخلفية أو المقاعد الخلفية، والمقعد الأمامي أحيانا وتموه بشكل يبعد الشبهة، فمثلا تكون على شكل مراتب ومساند وأحيانا مراتب وأغطية ومخدات؛ وذلك للإيحاء بأنها مجهزة للخروج بها إلى البر مثلا، أو أن تكون على هيئة كراتين، شنط وأحيانا براميل بلاستيكية، اسطوانات،.. إلخ؛ وذلك للإيحاء بأنها مستلزمات وأغراض للبيت وبذلك تبعد الشبهة وكما هو معروف فإن الأسلوب الإجرامي المتبع من قبل هؤلاء المارقين ربما لا يكون معروفا فالأساليب الوارد ذكرها هنا هي التي تم كشفها حتى الآن.
وقال: المدرك والملم بطبيعة المجتمع السعودي تحديدا يتألم لهذا النمط الغريب عن طبيعة وثقافة المجتمع السعودي الودود والمضياف والمميز بالنبل وإغاثة الملهوف وإسعاف المعطوب. والمتتبع للأساليب الإجرامية خلال المدة السابقة يكتشف أن هذا الأسلوب الإجرامي يبعد كل البعد عن طبيعة وثقافة الشباب السعودي ولا شك في أنه مستورد بالكامل، حيث إن طبيعة مثل هذه الجرائم كانت وما زالت في بعض البلاد العربية المجاورة تتم عبر تجهيزات مختلفة ويتم تفجيرها عن بعد أو انتحاريا كما يحدث، إلا أن طبيعة التفجيرات الأخيرة أظهرت أسلوبا متطورا لم تعرفه المنطقة العربية من قبل حيث تبدأ باقتحام مسلح أولا يستهدف رجال الحراسة بالمكان المستهدف ثم تأتي بعد ذلك السيارة المجهزة للتفجير، كذلك الهجوم المسلح على رجال الشرطة في أي مواجهة وهذا نمط غريب جدا وإن دل فإنه يدل على التدريب المسبق وما من شك في أنه نمط مستورد ويتطور حسب ظروف الحالة.
من جهته أكد الدكتور معجب معدي الحويقل - جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية - أن إعلان وزارة الداخلية يعد أسلوبا من أساليب التوعية للجميع بما توصل له المجرمون من أعمال ضد الأمن والطمأنينة في المجتمع.
وقال د. الحويقل: إن ملاحقة هؤلاء ليست مهمة رجال الأمن وحدهم، ولكنها مهمة المجتمع بأسره، فيجب أن تفتح الأعين والآذان ويتابع الناس كل عمل يخل بالأمن والاستقرار، فالتاجر والطالب، والأستاذ والبائع المتجول، والمواطن والمقيم رجال أمن؛ فالجميع في قارب واحد يجب أن نحافظ عليه، وأن نساند جهود الأمن المميزة بما يتوافر لدينا من معلومات تفيد في ملاحقة من يريد بالمجتمع الشر، ويكرس نفسه لأعمال التخريب والدمار، للممتلكات والأشخاص دون تمييز أو شفقة ويتجرد من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
فإذا نظرنا إلى حمولة السيارة المعلن عنها نجد أنها تحمل أكثر من طنين، وإذا كانت تلك الحمولة من المتفجرات فإنها تكفي لنسف مجمع على غرار ما شاهدناه في مجمع المحيا، وقد يلحق الضرر بالأماكن المجاورة.
وأضاف: هذا الأسلوب بحق يعد غريبا في المجتمع السعودي العربي الذي يسير على هدي الرسالة النبوية ويلتزم بتعاليم الدين الإسلامي، ولكن مهما يكن فكل مجتمع لا يخلو من الشواذ والمجرمين، حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا اليوم ونحن في زمن المعلومات والمنظمات الإرهابية التي تؤرق العالم؟ فالحصول على معلومات عن كيفية التخريب والتفجير يمكن الحصول عليها من الإنترنت، ومراكز الشر في العالم التي لا أحد يستطيع أن يحجبها اليوم، كما أن المنظمات الإرهابية المتطرفة قد تسهم في تدريب هؤلاء الإرهابيين وتصديرهم إلى أماكن معينة من أجل زعزعة الأمن. ولكن الله عز وجل قد وعد بحماية هذه البلاد المقدسة من شر من يريد لها الدمار، والخراب؛ فأبناء هذه البلاد ملتحمون ويقفون وراء قيادة سديدة ومبادئ شريعة.
واستبعد د. الحويقل أن تظل السيارة المعلن عنها على النحو الذي تم اكتشافها فيه، وذلك في احتمالية لجوء المجرمين إلى استبدال لونها بلون آخر وغرض لا يشك فيه؛ فقد يبدل لون السيارة باللون الأبيض، ويوضع عليها شعار أحد المستشفيات أو المستوصفات وكأنها خاصة بالأغراض الإنسانية حتى لا تثير انتباه أحد في الوقت الذي هي معدة للاستعمال الإجرامي أو ما يماثل ذلك من الاستخدامات الأخرى. المهم أن نعلم أن احتمال ظهور السيارة على هيئتها المعلن عنها مستبعد وهذا لا يعني أن نغفل ورود هذا الاحتمال والاحتمالات متعددة وكثيرة، ولكن أقلها أن نجد السيارة المذكورة كما أعلن عنها، فالمجرم يحاول دائما أن يخفي نفسه ويحرص على إخفاء وسائل الجريمة، خاصة إذا علم أنها معروفة لدى الجميع، فالسيارة المذكورة قد تختفي تماما؛ فلا توجد إلا على شكل قطع هنا وهناك في كراجات التشليح إذا لم تستغل في عملية تمويه من نوع جديد على غرار ما تم الإشارة إليه سابقا. الله أسال أن يحفظ لنا أمننا واستقرارنا وأن يسدد خطى المسؤولين في ملاحقة المجرمين والجريمة مهما كان نوعها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved