توحيد الجزيرة يطلق آمال الاندماج مع أوروبا وتهدئة التوترات بالمنطقة

  * العواصم - د ب ا - ا ف ب:
أعربت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا عن ترحيبها بالاتفاق الذي توصَّل إليه القبارصة اليونانيون والأتراك في الأمم المتحدة بشأن استئناف المفاوضات بين الطرفين بهدف توحيد الجزيرة المقسَّمة، حيث من المقرر أن يجتمع الطرفان نهاية الأسبوع الجاري لوضع اللمسات الأخيرة على التسوية المنشودة. ووافق زعماء قبرص يوم الجمعة على خطة لإنهاء 30 عاماً من الانقسام على الجزيرة وتوحيد الطائفتين اليونانية والتركية حتى يتمكنا من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في أيار- مايو المقبل.
وكانت قبرص قسِّمت عام 1974 بعد أن احتلت قوات تركية الجزء الشمالي من الجزيرة رداً على انقلاب في نيقوسيا دبَّره المجلس العسكري الذي كان يحكم اليونان في ذلك الوقت. وإذا تحققت عملية التوحيد فستتزايد فرص تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وستخف أيضاً حدة التوترات السياسية بين اليونان وتركيا والتي تصاعدت بسبب انقسام قبرص وظلت مخيمة على هذا الركن من البحر المتوسط عقوداً من الزمان.وهذا ما يسعى إليه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي توسَّط في محادثات مطوَّلة منذ الثلاثاء الماضي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك بين الرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس وزعيم القبارصة الأتراك رؤوف دنكطاش. وقال عنان وهو يعرض خطته لإنهاء انقسام الجزيرة وإقامة دولة فيدرالية في قبرص تقتسم الطائفتان فيها السلطة: (أعتقد أن هناك الآن فرصة حقيقية أن تتم إعادة توحيد قبرص قبل الأول من أيار- مايو المقبل).
ونبَّه عنان إلى أن (هناك الكثير من العمل الشاق) في الأشهر المقبلة، لكنه أضاف أن الزعماء القبارصة أظهروا شجاعة وحسن نية في المفاوضات (الأخيرة) وسيظل من اللازم التوصل إلى تسوية في الأشهر الثلاثة المقبلة). ووافق بابادوبولوس ودنكطاش يوم الجمعة على الاجتماع ثانية في نيقوسيا الخميس المقبل لوضع اللمسات الأخيرة لتسوية بحلول 29 من آذار- مارس المقبل. وستعرض وثيقة التسوية بعد ذلك في استفتاءين يجريان في الجانبين التركي واليوناني من الجزيرة في نيسان- أبريل. وإذا قبلت الطائفتان الخطة فسيتم توحيد الجزيرة تحت حكم حكومة فيدرالية حتى يمكن لقبرص الموحَّدة أن تنضم إلى عضوية الاتحاد الأوروبي في أول أيار- مايو المقبل. وقد أعطى موعد الأول من أيار- مايو المحادثات طابع الاستعجال لأنه بدون التوصل إلى اتفاق سينضم الجانب اليوناني وحده وهو الذي يحظى بالاعتراف الدولي إلى الاتحاد الأوروبي.
وتبنَّى عنان وزعيما قبرص وثيقة من صفحتين تتضمن ما يعد تنازلاً كبيراً يتمثَّل في آلية لإنهاء أي مأزق في المحادثات المقبلة في نيقوسيا والتي سيشارك فيها أيضاً اليونان وتركيا البلدان الأم للطائفتين القبرصيتين. واتفق بابادوبولوس ودنكطاش على أنه إذا لم يتمكَّن الأطراف الأربعة من كسر الجمود بحلول 29 آذار- مارس المقبل سيكون لعنان (كملاذ أخير) الحق في استخدام صلاحياته لعرض خطته مباشرة للاستفتاء. وسيتوسط ألفارو دو سوتو مبعوث عنان لشؤون قبرص في المحادثات التي ستجرى في نيقوسيا يوم الخميس القادم. وقال دو سوتو إن جميع أطراف المشكلة القبرصية ترى أن التسوية أمر (حتمي ومرغوب فيه للغاية).