* بغداد - رويترز:
إن قرارا للأمم المتحدة لا يؤيد إجراء انتخابات في العراق قبل أن ينتهي رسمياً الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة في يونيو - حزيران المقبل سيهدئ من مخاوف السنة العراقيين من أن الأغلبية الشيعية قد تكتسح السلطة في بلاد سيطرت عليها الأقلية السنية لفترة طويلة.
وقال عضو في فريق الأمم المتحدة الذي أرسل للعراق في محاولة لحل خلاف بشأن الانتخابات: إن الوقت غير كافٍ لإجراء انتخابات سليمة قبل تسليم السلطة للعراقيين في 30 يونيو.
وقال محللون: ان قراراً كهذا قد يخيب آمال الشيعة الذين يطالب زعيمهم الديني آية الله علي السيستاني باجراء انتخابات مبكرة لكنه سيهدئ السنة ويعطيهم مزيداً من الوقت لايجاد صوت سياسي في عراق ما بعد الحرب.
وبينما يقبل كثير من قادة السنة الانتخابات من حيث المبدأ يقولون ان من المبكر جداً اجراءها مشيرين إلى العنف الذي يسود بعض مناطق العراق وغياب الاستعداد الاداري اللازم لاجرائها.
وتحت هذه الهموم تكمن مخاوف السنة من أنهم قد يضيعون اذا استغل الشيعة الذين يشكلون ما يصل إلى 60 بالمئة من سكان العراق البالغ عددهم 26 مليوناً تفوقهم العددي في الانتخابات المباشرة لتشكيل حكومة جديدة ذات سيادة.
وقال تشارلز تريب وهو مؤرخ بريطاني متخصص في تاريخ العراق ان الانقسامات بين الشيعة العراقيين تعني أنه من غير المرجح بدرجة كبيرة أن يصوت الشيعة ككتلة واحدة مما يشير إلى تضخيم مخاوف السنة.
وأضاف اذا أجريت الانتخابات ربما ينتهي وهم الأغلبية الشيعية لأنهم ليسوا أغلبية سياسية, ومع هذا لا يشك سوى قليلين في الضغوط النفسية على السنة في ظل الشكوك المحيطة بعراق ما بعد الحرب.
قال المحلل السياسي العراقي عدنان الجنابي: السنة يخشون من أن يكتسحهم الشيعة.. الفرد السني قلق..انه لا يعرف مصيره.. لديه خوف لا مبرر له من الخضوع لسلطة الشيعة.
ويتركز العنف الذي حصد المئات منذ بدء الحرب في المناطق السنية حيث المشاعر المعادية لأمريكا أقوى وحيث يشن رجال المقاومة هجمات يومية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة والعراقيين الذين ينظر اليهم كحلفاء لها.
وبينما امتلك الشيعة والأكراد شخصيات وجماعات سياسية أو دينية كانت منظمة في الخارج أو في مناطق لا تخضع لسيطرة صدام لم يكن لدى السنة العرب شيء كبير يمكنهم الاستناد عليه. قال المحلل السياسي العراقي عمر نظمي: عموما الساسة العراقيون موزعون بين ساسة الخارج في المنفى وساسة الداخل, وساسة الخارج عادة أكثر تنظيما وأكثر ارتباطا بالإدارة الأمريكية.
وأضاف قائلا: نظراً لأن الذين عارضوا صدام في المنفى من الشيعة والأكراد فان أحزابهم السياسية أفضل تنظيما على نحو يؤهلها للنجاح في الانتخابات أكثر من السنَّة الذين لم يكن لديهم حركة معارضة نشطة في المنفى.
وسمح الفراغ السياسي بين السنة بنمو الأعمال المسلحة المعادية للأمريكيين بتأييد ضمني كبير في المناطق السنية, وقد تمنح فترة أطول للاعداد للانتخابات وقتا للسنة لتقديم ممثلين مستعدين للمطالبة بحصة في العراق الجديد وتوفير منفذ سياسي غير عنيف.
قال دودج: لم تتعزز قوة السنة سياسياً لكن سيتعين عليهم ايجاد صوت سياسي.
ومضى يقول: قد يكون (الصوت السياسي) حزبا قوميا عراقيا عربيا جديدا يدعو إلى طرد الأجانب وفرض القانون والنظام في العراق كله ودولة قوية ذات حدود قوية ودور قوي في المنطقة.
|