في مثل هذا اليوم من عام 1989 وفي اجتماع لرؤساء كل من نيكاراجوا وأندوراس وجواتيمالا وكوستاريكا والسلفادور، وافقت حكومة ساندينيستا اليسارية بنيكاراجوا على إطلاق سراح عدد من المعتقلين السياسيين وإقامة انتخابات حرة في خلال عام واحد.
وفي المقابل، وعدت أندوراس باغلاق القواعد التي يستخدمها المتمردون المناهضون لساندينيستا.
وبالفعل أقيمت الانتخابات خلال العام بنيكاراجوا والتي انهزمت فيها حكومة ساندينيستا، وزال معها رأس الشيوعية كما أطلقت عليها الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن نيكاراجوا قد تحولت إلى ميدان للحرب الباردة منذ تولي نظام ساندينيستا السلطة في عام 1979 بعد الإطاحة بالديكتاتور أناستاكيو سوموزا.
وعلى الفور، انتقدت الولايات المتحدة الحكومة الجديدة، وادعت أنها يسارية بل وربما ماركسية التوجهات.
وبينما كانت علاقات نيكاراجوا بأمريكا تتجه نحو الأسوأ، اتجهت علاقات نيكاراجوا مع الكتلة الشيوعية إلى الأفضل.
وبالتالي أخذت إدارة ريجان على عاتقها هدف تدمير حكومة ساندينيستا فقامت عام 1988 بتوجيه الدعم المادي والعسكري بقيمة مليار دولار تقريباً للمتمردين المناهضين لساندينيستا الذين كانوا يعملون من قواعدهم المنتشرة بكل من أندوراس وكوستاريكا.
وفي أواخر الثمانينيات، بدأت باقي حكومات أمريكا الوسطى تسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومناهضة القتال الدائر بها.
وذلك بالعمل على إيجاد حلٍ لمشكلة نيكاراجوا.
وكانت اتفاقية 14 من فبراير 1989 هي ثمرة هذه الجهود.
لم يتوان زعماء المعارضة عن انتقاد هذه الاتفاقية فور الإعلان عنها.
بينما أعلنت حكومة ساندينيستا أن اتفاقية فبراير كانت ترمز إلى فشل الجهود الأمريكية في التخلص منها بالقوة.
أما إدارة ريجان، فقد أكدت أن هذه الاتفاقية هي دليل نجاح الضغوط التي قامت بها طوال ثماني السنوات السابقة، خاصة من خلال مساندتها للمتمردين، الشيء الذي أجبر الساندينيستا على الموافقة على الانتخابات في النهاية.
كانت هزيمة الساندينيستا في انتخابات فبراير 1990 صدمة كبيرة، وذلك لكونها أقوى المرشحين للفوز.
بعد تلك الهزيمة، أعلنت إدارة ريجان التي كانت قد رحلت عن السلطة في ذلك الحين الانتصار الكامل لها.
|