شهدت الحركة الرياضية المحلية دخول عدد من الإداريين الجدد المؤهلة علمياً والمتسلحة بالثقافة والمعرفة الواسعة لخدمة المنتخبات والأندية بأفكار جديدة وأسلوب متطور بعيدا عن المنهجية القديمة التي تعتمد على تبرئة النفس لحظة الاخفاق وتحميلها للآخرين، وبرز في هذا الجانب الأمير تركي بن خالد المشرف العام على المنتخب الأول، والأمير عبدالله بن مساعد رئيس نادي الهلال، والأستاذ منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد.
فسمو الأمير تركي بن خالد له طريقته الخاصة في التعامل الإداري ويرفض ان يتدخل في عمل الجهاز الفني مهما كانت المبررات، بل منحه كامل الصلاحيات في اختيار العناصر والمباريات التي يرغب في خوضها، وقد ساهمت هذه السياسة في ان يعمل فاندرليم ومعاونوه في جو مريح؛ فحقق الأخضر لقب بطولة العرب والخليج، من دون ان يتعرض للخسارة وفي المسابقتين نال فاندرليم هجوم إعلامي ضخم قاده بعض اللاعبين الدوليين السابقين مطالبين بإلغاء عقده والبحث عن مدرب آخر، لكن هذا الأمر لم يتحقق لهم لأن سياسة طرد المدربين في منتصف البطولات انتهى واستبدل بضرورة إعطاء الجهاز الفني الفرصة كاملة للعمل لنقل خبراته للاعبين!!
وفي الهلال تعرض الهولندي آدديموس لهجوم إعلامي ضخم مارسه بعض من يعتقد أنه وصي على النادي العريق وطالبوا أكثر من مرة بطرد المدرب لكن الأمير عبدالله بن مساعد رفض تحقيق هذه الرغبة وأصر على استمراره حتى نهاية عقده لتتحسن نتائج الفريق ويحقق انتصارات متتالية جعلته يتصدر فرق مجموعته العربية ويقتحم بقوة المربع الذهبي وهو في طريقه لاحتلال الوصافة وإزاحة النصر.
وفي الاتحاد تعاقد الرئيس منصور البلوي مع المدرب العالمي خوسيه كاندينو الذي نال من الانتقاد مثل ما حدث لفاندرليم مع الأخضر وآدديموس مع الهلال، وتبنى عدد ممن يدعون حب العميد إصدار قرار طرده رغم ان الفريق لم يتلق الخسارة منذ ان أشرف البرازيلي عليه ووجهت عدة اتهامات رخيصة ضده بهدف تشويه سمعته، لكن أبو ثامر رفض التجاوب مع مطالبهم واصر على استمراره ليتصدر الاتحاد فرق الدوري بفارق نقطي كبير ويحقق عدة انتصارات متتالية في كأس آسيا والسوبر العربي، وإن المنهجية التي اتبعها الأميران تركي بن خالد وعبدالله بن مساعد ومنصور البلوي بضرورة استمرار الجهاز الفني حتى نهاية عقده يستحق الاشادة، فالمنتخبات والأندية العالمية تتعاقد مع المدربين لسنوات طويلة وتحافظ على استمرارهم لضمان استثمار قدراتهم، في حين نرفض تقليد من سبقنا في هذا المضمار واضعين كل الاخفاقات على المدربين وجاعليهم شماعة لامتصاص غضب الجماهير لحظة الخسارة لتخسر الكرة المحلية عددا من المدربين المميزين، بل ان البعض منهم بدأ يرفض العمل معنا لعدم ثقته بنا وليقينه انه سيبعد عند أول هزيمة، لكن الأسلوب بدأ يتغير مع ظهور الثلاثي الإداري الكبير.
إلغاء المربع الذهبي
يتصدر فريق الاتحاد مسابقة كأس الدوري والفارق بينه وبين الوصيف يزيد عن العشر نقاط، وظل العميد متمسكاً بالمركز الأول منذ بدايتها وحتى نهايتها حاسماً الصدارة من دون منافس بالغاً بذلك المباراة الختامية ومحطماً الأرقام القياسية، لكن هذا التفوق الاتحادي لا يكفي في ظل النظام الحالي المتبع لمسابقة الدوري، ففي كل أنحاء العالم تحسم المسابقة الأهم والأقوى لصالح الفريق الأكثر نقاطا، إلا هنا فقط فصاحب المرتبة الأولى يجب عليه أن يخوض لقاء نهائياً مع أحد الفرق الثلاثة المتأهلة للمربع الذهبي وقد يحالفه الحظ ويكسب اللقب أو (ربما) يرتكب حكم المباراة النهائية خطأً جسيماً فيفوز الفريق الأضعف ويخسر الاتحاد، وهنا يضيع جهد موسم كامل تفوق فيه النادي الأفضل الذي يضم أبرز النجوم الكروية والذي لم يتعرض للهزيمة منذ انطلاق المسابقة بعد أن صرف عليه رئيسه الذهبي الملايين.
ولهذا فإن من الإنصاف تتويج الاتحاد بطلا للدوري وإلغاء نظام المربع الذهبي مع إقرار مسابقة جديدة تخوض فيها الفرق الأربعة بطولة السوبر على كأس خادم الحرمين الشريفين، واذا أقر مثل هذا النظام الجديد فإن الجميع سيشيد بهذه الخطوة المنصفة لصاحب المرتبة الأولى فريق الاتحاد الذي يفصله عن النصر (12) نقطة مع مباراتين ناقصتين و(13) نقطة عن الهلال و(23) نقطة عن الأهلي وصيف بطل كأس دوري خادم الحرمين في العام الماضي!!
إن الفوارق الفنية بين الاتحاد وبقية فرق الدوري واضحة وجيلة، وهي ليست بحاجة إلى أدلة وبراهين، ويكفي أن الجميع يتوجه إلى الملعب مؤكدا أن الفوز سيكون من نصيب العميد لكن هذا الأمر قد لا يحدث في يوم النهائي فتحدث المفاجأة ويخسر النادي الأفضل ويكسب الأضعف وحينها لن يكون لصدارة الاتحاد الدائمة أي طعم، بل إنها ستكون بمثابة المرارة في حلوق أبنائه وعشاقه ومحبيه الذين لم يرتكبوا أي ذنب، وانهم كانوا ضحية لنظام المربع الذهبي الذي حرمهم من بطولتهم المستحقة التي هم الأجدر والأقدر بنيلها من غيرهم مهما كانت المبررات، فهل ينصف رجال الاتحاد السعودي لكرة القدم نادي الاتحاد ورئيسه السخي أم يستمر النظام الحالي وحينها ننتظر إنصاف الظروف التي ستحيط بالمباراة النهائية؟!.
عودة الجماهير للمدرجات مسؤولية اتحاد الكرة!
تعاني مباريات الدوري السعودي من عزوف الجماهير الرياضية عن حضور اللقاءات، ويزداد هذا الغياب يوما بعد آخر حتى باتت المدرجات شبه خالية، بل إنها أصبحت كذلك، ورغم وضوح غياب الجماهير عن المدرجات في معظم المباريات إلا أننا لم نضع الحلول المناسبة والاقتراحات الملائمة لإعادتهم إليها لضمان تواجد الاثارة والندية في المباريات كما كان يحدث في السابق.
وفي مناقشة مع بعض الرياضيين أرجع سبب عزوف الجماهير إلى النقل التلفزيوني وتعدد أساليبه المتطورة التي تغري المشاهد بالبقاء في منزله ومتابعة الأحداث الكروية، لكن هذا الأمر ليس كافياً بأن نبقى مكتوفي الأيدي دون طرح آراء ومقترحات جديدة من أجل إعادة الجماهير للمدرجات، ومن ضمن الأفكار ان يتم السماح لطلبة المدارس والجامعات بدخول الملاعب بالمجان في السنوات الخمس القادمة لتعويدهم على الذهاب للملعب مع منع نقل اللقاء في المدينة التي تقام فيها المباراة، وبعد انتهاء الفترة المحددة توضع رسوم منخفضة مقابل الدخول للملعب.
مثل هذه الاقتراحات (ربما) تساعد على إعادة الجماهير للمدرجات ومتابعة المباريات، خصوصاً وان نسبة الشباب في بلادنا هي الأعلى ضمن دول العالم، ومعظم محبي رياضة كرة القدم والعديد من الألعاب الأخرى، لكن عدم ذهابهم للملاعب يعود لعدم قدرتهم على دفع قيمة التذكرة المرتفعة نسبياً.
ومما لا شك فيه ان متابعة صغار السن لمباريات كرة القدم أفضل وبمراحل من التواجد في الاستراحات أو البقاء في الساحات والممرات والطرقات وقيادة السيارات بطريقة متهورة أو التحدث في مواضيع مضرة والانتماء لمجموعات أهدافها غير مفهومة!!
إن مسؤولية إعادة الجماهير لحضور المباريات تقع على عاتق كافة شرائح المجتمع الرياضي من إعلام وإداريين وأصحاب قرار، وليس من المقبول ان تتابع المباريات بهذا الحضور الجماهيري المخجل الذي يسيئ للدوري المحلي الذي كان يلقب يوماً (ما) بأفضل دوري عربي!!
محطات ساخنة
* يقول الشاعر الرائدي المعاصر، قدم التعاون وألحقه!!
* عودة التعاون (الفرع) للانضمام للرائد الأصل حق تاريخي سيرى النور طال الزمن أو قصر!
* مدرب الخليج خالد المرزوق قال إنه سيعتزل التدريب إذا كانت ضربة الجزاء الأهلاوية التي احتسبها الحكم الجروان سليمة، المرزوق صدق أنه مدرب فمثل هذه العينات مكانها المدرجات لتتواجد مع رابطة المشجعين!
* رئيس الشعلة استفز نجوم الهلال بتصريحه غير المناسب فتلقى فريقه هزيمة نكراء!
* لاعبو الطائي ضربوا بنظام الاحتراف عرض الحائط وتركوا التدريبات وذهبوا للنزهة فكان ثمارها خسارة بنصف درزن.
* لأول مرة منذ زمن طويل تستقر إدارة الشباب على الجهاز الفني ليشرف على الفريق طوال الموسم ليكون ثماره المنافسة بقوة على بلوغ المربع الذهبي.
* النصر بحاجة إلى مهاجم هداف وصانع ألعاب مميز، فبعد رحيل سيزار أصبح الفريق يعاني من فوضى واسعة وسط الميدان!
* إدارة النصر تقول: إن ابتعاد أعضاء الشرف وعدم دعمهم للفريق ساهم في عدم التعاقد مع لاعبين أجانب مؤثرين. كيف يعودون ومبادرة الأمير منصور ما تزال مرفوضة رغم أنها العلاج الناجح للأوضاع المادية التي يعانيها النصر!!
* خسارة النصر من الاتفاق قللت من فرص بقائه ضمن فرق المربع الذهبي.
* محمد شريفي لعب مباراة كبيرة أمام الاتفاق وتصدى لأكثر من كرة انفرادية.
* إدارة الأهلي قدمت كل شيء للاعبين لكنهم خذولها، فالمرتبة السادسة لا تليق بفريق عريق مثل القلعة يضم أفضل النجوم المحلية!!
* هل يخرج النصر من المربع الذهبي؟ هذا الأمر متوقع في ظل الأوضاع الإدارية الحالية يعيشها النادي الكبير.
|