اطلعت على ما كتبه الأخ.. عبدالرحمن بن عقيل حمود المساوي في جريدة الجزيرة في عددها 1134 في صفحة عزيزتي الجزيرة.. بعنوان.. بعد كل هذا الا تريد (للآباء) ان يحرصوا على بناتهم؟!
وهو في الاصل رد على ما كتبه الاستاذ.. عبدالله الكثيري.. في زاويته شواطئ..
اخي عبدالرحمن.. في البداية احييك بتحية الاسلام واقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اخفي عليك اخي عبدالرحمن من اعجابي بردودك الجميلة ذات الافكار البناءة.. وطريقة طرحك.. ومعالجتك للقضايا بطريقة تجذب القارئ.. ولو اني اخالفك الرأي في بعض اطروحاتك.. الا ان هذا لا يفسد للود قضية.
اخي عبدالرحمن.. اقول لك عمر المادة ما كانت في الاصل بناء للحياة الزوجية واستمرار حياتها.. بل على العكس البناء الصحيح للحياة الزوجية هو عامل الحب و المودة والرحمة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه بقوله سبحانه وتعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .
اذا كانت المرأة او الفتاة وهي في بيت والدها تنظر للرجل من ناحية منصبه ومركزه الاجتماعي وامكانيته المادية.. وغفلت عن عامل المحبة والمودة صدقني ان هذه الحياة الزوجية سوف تنهار في يوم من الايام لانها لم تبن على قاعدة سليمة وهو الحب.
كل شيء زائل في هذه الحياة الا الحب فانه سيستمر اذا كان الحب حياً صادقاً نابعاً من قلب مخلص يتدفق بكل معاني الحب والاخلاص التي تملأ الحياة الزوجية بالدفئ والحنان...
اما المظاهر والمناصب والمراكز الاجتماعية سوف تزول مع مرور الزمن لان دوام الحال من المحال.. وعلى ما اقول شواهد امامك في الحياة.. انظر الى اي رجل في الحياة هل ظل على ماهو عليه في منصبه او مركزه؟
بالطبع لا ..كلها فترة من الزمن ويرجع كما كان او اشد.
لكن عندما تبنى الحياة الزوجية على المحبة ولم تبن على المصالح الشخصية.. لما التفتت الزوجة الى المادة اطلاقاً ولما طالبت بالانفصال الا في حالة واحدة وهي عدم حبها لزوجها.. وجعلت قلة المادة سبباً او عذراً تتعذر به في الانفصال والتخلي عن الحياة الزوجية..
ولو ان كل فتاة فكرت في فارس احلامها ان يكون ذا جاه ومال لغصت البيوت بالعوانس... كل فتاة تترك منزل والدها وهي معززة مكرمة مخدومة لاجل ماذا؟ لاجل الاستقرار العاطفي والغريزة الفطرية التي اوجدها الله في نفس كل فتاة للبحث عن رجل يشاركها افراحها واتراحها ويقاسمها لقمة العيش في جو هادئ يملؤه الحب والحنان.. وتكوين اسرة سعيدة تحمل بين جنباتها كل معاني التضحية من اجل أن تبقى تلك السفينة بقيادة ربانها في امن وسلام.
لكن للاسف اصبح كثير من الناس ينظرون الى زوج المستقبل لبناتهم نظرة تفوق الخيال.. ضاربين الشروط التي اوجبها الله ورسوله في الزوج عرض الحائط.. وهو قول الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم (إذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) ولم يقل عليه الصلاة والسلام إذا جاءكم ذو منصب وجاه فزوجوه فهذا مخالف للسنة والشرع...
لكن مما يؤسفني ويحز في نفسي من بعض الاسر هداهن الله وهوعدم ترتيب ميزانية الاسرة.. ولو ان كل اسرة رتبت ميزانيتها على حسب احتياجاتها.. لما اشتكت من قلة المادة والافلاس...
اني استغرب من بعض الاسر من ذوي الدخل المحدود يضيفون اشياء الى حياتهم هي في الاصل ليست من اساسيات الحياة.. مثال ذلك الجوال مع جميع افراد العائلة كذلك وجود الستالايت ووجود تلفزيون في كل مكان في البيت ولو اكتفوا بتلفزيون واحد لوفروا على انفسهم.. كذلك السفر اصبح من ضروريات الحياة عند الكثير من الناس مما اربك عليهم ميزانيتهم ومن ثم يشتكون من الافلاس.. هناك اشياء كثيرة لا يسعني المجال لذكرها.
وحصل لي موقف شخصياً انه بلغني عن اسرة محتاجة فذهبت لاتعرف على وضعها وحالتها المادية حتى اكون على بينة في اخراج الزكاة لان الزكاة لا تصرف الا للاصناف الثمانية التي ذكرت في القرآن الكريم.. ولما ذهبت صدمت مما رأيت.. اولاً وجود ستالايت في البيت والمحتاج الذي لا يملك المال فمن اين له قيمة الستالايت.. ثانياً الطامة الكبرى تدخين رب الاسرة.. ثالثاً وجود جوال مع ربة الاسرة.. فرجعت من حيث اتيت فهذه الاشكال ليست من الذين اوجب الله عليهم الزكاة وهم بهذه الحالة.. والا فمن أين لهم قيمة هذه الاشياء؟.
انا من وجهة نظري الشخصية كل هذه الاشياء ليست اساسية بل على العكس انها تزيد من مصروفات الاسرة ولا داعي لوجودها.. ولو ان كل شخص محتاج استغنى عنها وعن كل شيء ليس ضرورياً وجمع قيمتها واستفاد منها لسدت رمقه واعفته من السؤال.
هناك اسر تعيش على رواتب لا تتجاوز 2500 ريال ومع ذلك ماشية حياتهم على ما يرام. لان رب الاسرة حكم عقله في ترتيب ميزانيته ولم ينظر الى من هو اعلى منه بل شق طريقه في الحياة متأسياً بالمثل المعروف (مد لحافك على قد رجلك).
لكن قلة ادراك وفهم البعض من الناس هي التي جعلتهم يشتكون من قلة المادة.. وللاسف اصبحت الحياة الزوجية تبنى على المظاهر.. ولو عرف كل زوج وزوجة ما هو الحب وما معنى الحب لرضي كل زوجة وزوج ان يعيشا حتى ولو في كوخ المهم ان يكون الانسان مع من يحب..
ولو ان كل زوج وزوجة فهموا ما معنى العلاقة الزوجية التي تربطها اواصر المحبة والالفة لعرفوا ان كل شيء زائل في هذه الحياة الا الحب فانه باقٍ الى ما الله به عليم.. خصوصاً اذا احتسب الاجر.
اصبح كثير من الناس في صراع مع الحياة من اجل المادة.. فكثير من الاسر رواتبهم اقل من خمسة آلاف وترى اولاده في مدارس اهلية لماذا؟
والمدارس الحكومية والحمد لله في كل شارع وفي كل حي.. تجد اكثر من مدرسة في حي واحد.
والمرأة هي التي تجعل الزوج يغرق في الديون بسبب حبها للمظاهر وتقليد الآخرين.. ومما يؤسفني من بعض الزوجات عندما ترتدي الفستان مرة واحدة ثم تستغني عنه.. ماالذي يضيرني لو لبسته عدة مرات..؟ والمرأة بجوهرها وليس بمظهرها.. والمرأة التي تفعل مثل هذا فهي مريضة نفسياً بمرض يطلق عليها علماء النفس (مركب نقص) وتحب أن تعوض هذا النقص في شكلها.
وكل ما كانت حسابات الاسرة واضحة كل ما ساعد الاسرة على النجاح.. ووجود ميزانية للاسرة من مقومات نجاح الاسرة لكن الزوج والزوجة يصرفون النقود يميناً وشمالاً بدون فائدة وبالتالي سيصابون بالفقر وتتكالب عليهم الديون لانهم لم يحسنوا ادارة هذا المال.. ومن ثم على قولك ياأخ عبدالرحمن تطالب المرأة بالطلاق بسبب الفقر والافلاس.
العنود بنت عبدالله
الرياض ص ب:381146- 11354 |