|
((فزع الأغنياء.. وشهود الفقراء.. سفر البدن.. وراحة المريض.. وانفصال الاتصال)).. هو (الموت) يوم أن غيَّب والدة أستاذنا الفاضل عبدالهادي الطيب.. يوم الجمعة 15-12- 1424هـ، وحق لنا أن ننثر آهاتنا وأحزاننا على الصفحات.. ولنقف جنباً إلى جنب لنواسي أستاذنا الطيّب في فقيدته- رحمها الله- وأرى أن من واجبنا العزاء وأن أكتب هذه المواساة والتي تفوح حزناً ووجداً على فقيدة الأستاذ..
** أخي الأستاذ الفاضل عبدالهادي: عظم الله أجرك وأجر إخوتك وكافة أسرتكم الكريمة في وفاة فقيدتكم-رحمها الله- وأحسن الله عزاءكم.. يا أخي: المصاب وأيْمُ الله كبير.. وأنت بالجزع جدير!! ولكنك بالصبر أجدر..!!. ولقد مات الميِّت.. فليحيا الحيّ.. وإنَّها والله آجال تروح وتغتدي.. وأنفاس نتقطع من دونها حزناً وأسفاً.. وعبرات تتفطر وجداً ولهفاً.. وما عمدت الأقدار إلى استنزاف مدمع.. ولا أرادت الأيام إيلام موجع.. وإنَّما هي سنَّةٌ في الخلق يجريها الله على كائن من كان!!. ** هو الموتُ يخبط بقدم لا تميز فهو يخبط عشواء!! دون أن يميز رعاة ورعايا.. أغنياء وفقراء.. شباباً وشيباً!!.
وإذا ما مات لنا ميِّت.. وقد بلغ من العمر عتيَّا.. فنحمد الله حينها أنه لم يمت فجّاً(أي لم يمت صغيراً أو شاباً)!!. ** أستاذي الطيِّب: ما موت والدتك وعمك ووالدي وأموات المسلمين جميعهم -رحمهم الله-إلا كسقوط ورقة من شجرة.. وما هي إلا همسة في آذان كل مخلوق حي ليراجع نفسه ويحاسب نفسه ويعمل صالحاً قبل أن تتخطفه يد المنون وعندها ينقضي الأجل والعمل!!. يقول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم)، وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (ربّما بات المرء مسروراً ضاحكاً والموت على باب داره واقفاً).
وهذا شاعر آخر يقول:
وختاماً أقول للأستاذ عبدالهادي ولأسرة الفقيدة عامة: أحسن الله عزاءكم وعظم الله أجركم في وفاة فقيدتكم.. وتسلحوا بدرع التقوى والصبر على هذا القدر المحتوم.. وتسلحوا بسلاح(لا حول ولا قوة إلا بالله).. كلنا والله نؤمن بخالق الكون ومبدع الحياة، ونوقن يقيناً مطلقاً بأنَّ المسألة لا تعدو كونها أمانة من حقِّ مالكها استرجاعها متى شاء!!.أسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يغفر لأمواتنا وأموات المسلمين وأن يسكنهم الفردوس الأعلى.. وأن يجازيهم بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.. وأن يلهم ذوينا وذويكم بالصبر والسلوان.. آمين.. ص.ب 25 الرمز 51931
|
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |