اكتسبت منطقة نجران التاريخية والتي تقوم شامخة على تراث عظيم، وتتوسد تاريخاً زاخراً بالأحداث الجسام، وتتكئ ببهاء على خاصرة الوطن الحبيب في جنوبه الغربي مجاورة لليمن الشقيق، اكتسبت هذه المدينة حظوة استثنائية ورعاية أميرية دستورها الحكمة والعقل، وقلبها حب الوطن المغروز في مسام الضلوع، والمتغلغل في حنايا وجدان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وغداة بزوغ شمس أيام التشريق من شهر ذي الحجة المبارك من كل عام درجت منطقة نجران السعيدة المزدانة بعطف وحنان أميرها المحبوب مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أن تهيئ نفسها وتلبس أحلى حللها، وكامل بهائها فرحاً وبشرا لاستقبال سلطان الخير الذي ما إن يحط رحاله بالمنطقة حتى تتفتح ينابيع التنمية وتتدفق خيرات الأرض بين يديه، فالخير في خطواته أينما حل، إذ يشهد قدومه الكثير من الخير لنجران وأبنائها بما يحمله سموه من بشائر خيرة تشمل تدشين عدد من المشاريع التنموية في المنطقة لدفع عجلة التنمية وإضافة لبنات أخرى ليكتمل البناء، مع حرص سموه على تلمس احتياجات المواطن لتواصل هذه المنطقة مسيرة إنجازاتها، وكان الجميع متلهفا ومتشوقا لرؤية سموه بين أبنائه، فهو أحد رجالات هذا الكيان العظيم، إنه الأمير الإنسان سلطان السباق دائماً إلى الإنفاق في أعمال الخير سراً وعلانية حيث تمتد يداه الحانيتان إلى كل ذي حاجة ومسغبة، فكم من يتيم يفرح لسماع مقدم سموه الكريم، وكم من كهل يتبسم ضاحكاً فور أنباء وصول أمير الخير إلى ديار نجران، وكم من أرملة تنتظر زوال الهم عن كاهلها في انتظار عطاء الأمير الكريم.. وكم، وكم، وكم، فزيارة سلطان الخير في أي وقت وإلى أي مكان تترك بصمتها على المكان والإنسان، فكيف لا تبدو الفرحة بلقاء سموه؟ وكيف لا يصبح العيد عيدين؟ وهو الذي يضفي على العيد بهجة، ويمنح المكان إشراقة محبة وخيرا.
والسخاء المبذول من لدن سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لمنطقة نجران وساكنيها أسطع من أن يخفى على أحد، وان كانت هدية العيد تهنئة وبطاقة حب ومودة، فهي بين الأمير سلطان وأهالي المنطقة، وليكن عنوانها الجديد في هذا المشروع الإنساني العملاق المتمثل في إسكان الأمير سلطان الخيري بناحية المشعلية بمنطقة نجران الذي اقامته وشيدته مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية بتكلفة إجمالية بلغت حوالي اثنين وعشرين مليون ريال تبرع بها أمير الجود سلطان ليتمكن المحتاجون من المواطنين أن يلوذوا بهذا السكن المجاني الذي يكفيهم مؤونة التشريد والترحال من شقة إلى أخرى ويقي فلذات أكبادهم حر الصيف وبرد الشتاء، ويالها من هدية غالية وثمينة من أمير غال ومحبوب لدى أهالي نجران الذين بادلوا سلطان حباً بحب ووداً بود وأمطروه بسيل متدفق من المشاعر الصادقة والحب الطاهر بين قيادة وفية أمينة وشعب أبي مخلص، وما يبذله سلطان الخير من دعم لأبناء هذا الوطن ورعايتهم وتلمس حاجاتهم وتفقد أحوالهم وتلبية تطلعاتهم وبخاصة المحتاجين وذوي الظروف الخاصة تحقيقاً لمبدأ التكافل الاجتماعي والتعاون على البر والتقوى الذي يدعو إليه ديننا الحنيف، وسيبقى الأمير سلطان سباقا دائماً إلى الإنفاق في أعمال الخير سراً وعلانية بوقوفه إلى جانب المحتاجين وحرصه على توفير سبل العيش الكريم لهم، وستبقى تلك اللحظات التاريخية محفورة في ذاكرة التاريخ عندما بدأ سموه وبيده الشريفة العفيفة تسليم أهل نجران (120) وحدة سكنية تم تجهيزها وتأثيثها بالكامل مع تكامل المشروع بكافة الخدمات العامة (جامع ومدارس ومراكز تجارية ومناطق ترفيهية إضافة لخدمات أساسية من كهرباء وهاتف وماء وسفلتة) فما كان من المواطنين الذين ما إن تسلموا المفاتيح، وولجوا إلى ديارهم العامرة إلا أن لهجت ألسنتهم وقلوبهم بالشكر والثناء والدعاء لصاحب الأيادي البيضاء دوماً سمو الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز الذي تلمس خطى أبيه المؤسس والبطل الموحد صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي كان مخلصاً لدينه ووطنه ومواطنيه والذي استقينا من سيرته المعنى الحقيقي للشموخ واستلهمنا من نهجه المعنى الصادق للالتزام والتصميم والمعنى الراسخ للعدل والإنصاف لذا فليس غريباً أن يسير الخلف الصالح على نهج السلف الصالح، فهاهو ابن بار من أبنائه يجسد الشهامة والكرم والمروءة، هو سلطان الخير الذي اقترنت سيرته العطرة منذ ميلاده وإلى يومنا هذا بقضاء حوائج الناس فقد حبب الله إليه الخير وحبب الخير إليه وجمع فيه من كريم الصفات ما لم يجتمع في شخص واحد، كما وهبه الله سبحانه وتعالى من الفكر الثاقب والرؤية البعيدة الواضحة ما حقق طموحات وطنه وآمال مواطنيه.
إن مواسم الخير تترى، ومناسبات النماء تزداد يوماً بعد آخر، ويتكرر الموعد البهيج بزيارة الأمير سلطان التفقدية لنجران حاملاً الخير والعطاء للمنطقة في كل شؤونها، حيث افتتح سموه مبنى فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بنجران، كما شارك أبناءه منسوبي القوات المسلحة بقوة نجران فرحة العيد ونقل لهم تحيات وتهاني القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقد خاطبهم سلطان الأشم بقوله: (أيها الاخوة إنكم في بلد يعتز بكم ورجال يعتز بهم في هذه البلاد من قبائل بادية وحاضرة لهم محبة خاصة في قلوبنا بل في قلوب كل رجال نجران بلد التنمية والازدهار وبشاشة الوجه وحسن النية والاستقامة) بهذه الكلمات الندية خاطب الأمير سلطان أبناءه رجال القوات المسلحة البواسل الذين هم بمشيئة الله الحصن الحصين والسد المنيع في وجه كل من يحاول المساس بأمن هذا الوطن الكريم الطاهر.
إن زيارة الأمير سلطان للمنطقة تؤكد التلاحم بين الراعي والرعية، وتجسد الاهتمام والرعاية من قيادتنا الرشيدة بكل ما يهم المواطن والمواطنين، ولا غرو في ذلك فهذا ديدن المجتمع السعودي المؤمن بالقيم والمتحلي بالصفات الحميدة التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وتجسدها قيادتنا الرشيدة على أرض الواقع، فهنيئاً لهذا الوطن بقيادته الحكيمة وهنيئاً للقيادة بأبنائها المخلصين، وهنيئاً لكم يا أهالي نجران بأعياد عديدة، وعلى رأسها عيد الأضحى المبارك الممزوج بمناسبة وجود سلطان الخير بين ظهرانيكم راعياً وموجهاً وبانياً، فالله نسأل أن يجعل ما يقدمه الأمير الإنسان سلطان من أعمال خير في ميزان حسناته ويجزل له الأجر والثواب، كما نرجوه سبحانه أن يحفظ على بلادنا أمنها وأمانها واستقرارها في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وحقق على أيديهم كل أماني وتطلعات أبناء وطنهم وشعبهم الوفي وسدد على طريق الخير خطاهم وأبقاهم ذخراً للإسلام والمسلمين.
anwarnah9@hotmail
عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال |