**الإصلاح هو رسالة الأنبياء.. وغاية كافة الرواد من الرسل والمفكرين والوطنيين.. ولذا فهم يسمون (المصلحون) بل إن نبي الله (شعيب) جعل غاية رسالته (الإصلاح) إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
لكن (منظومة الإصلاح) لا تأتي هرولة أو قفزاً أو تجاوزاً لسنن الله في هذا الكون، وطبيعة البشر!.
ولهذا ظل نبي الله نوح في مسيرته الدعوية الإصلاحية ألفاً إلا خمسين عاماً
ً.. ورسولنا عليه الصلاة والسلام ظل سنين طويلة في مكة والمدينة وهو يبشر وينشر (دعوته الإصلاحية) تدرجاً وثباتاً، دارساً ومراعياً لكافة ظروف قومه وعصره!.
***
** ومسيرة الإصلاح في بلادنا متواصلة ومستمرة ولكن يجب أن تكون عبر (تدرج) منطقي بحيث لا تأتي مفرداتها متأخرة عن وقتها، ولا قاصرة على الزمن في منجزها!.
لكن (الإصلاح) لا بد أن تكون له أدبياته وأدواته: أدبياته التي لا بد أن يلتزم بها مسيراً ونهجاً، وأدواته التي لا بد أن يأخذ بها قنوات وأسلوباً!
وما بين التميز في طريق الإصلاح أو التعثر فيه -لا سمح الله- شعرة دقيقة لكنها (مفصلية) ومهمة جداً..!.
إن الإصلاح لا يتقاطع مع الانفتاح لكنه يقاطع التسرع غير المدروس تماماً مثلما يتنافى مع الجمود القاتل!.
الإصلاح لا بد أن يأتي متدرجاً نابعاً من كل طوائف المجتمع وأطيافه وفق ثوابت الوطن بحيث ينبع منه، ولا يُستورد إليه.
***
** وهو بغير هذه الأدوات الراشدة قد يكون (مغامرة طائشة) أو (قفزاً في الظلام) كما وصف ذلك سمو ولي العهد في خطابه الوثيقة الذي وجهها للأمة عن مسيرة الإصلاح بتاريخ 23-11-1424هـ.
وأي مسيرة لا تأخذ كافة هذه الجوانب في انطلاقها فإن مصيرها لا سمح الله الفشل أو الانتكاس أو الرفض من قبل من توجهت إليهم!.
ولقد توقفت عند مقالة واعية لرئيس تحرير هذه الصحيفة أ. خالد المالك قبل أيام تحت عنوان (بين الممكن والمستحيل) قال فيها وهو يتحدث عن مسيرة الإصلاح من خلال رؤية واقعية بعيدة النظر: ((لنبدأ بالإصلاح - أولاً- من خلال الأخذ بالممكن والمعقول.. وله الأولوية في متطلباتنا الآنية وهو جد كثير.. ولنترك -ثانياً- ما هو موضع خلاف أو اختلاف -وإن كثر- مؤجلاً إلى حين التوصل إلى خطوات عملية وعلمية تساهم في تقريب الهوة في وجهات النظر بين أفراد مجتمعنا ضمن الثوابت المتفق عليها.. بما لا ينسينا شيئاً نعتقد بأهميته وصلاحيته وسلامته وضرورة الحوار حوله باتجاه زيادة الرفاه والخير والاستقرار للمواطنين.. وبما لا يَغيب أو يُغيّب عن أذهاننا استحضار ما آلت إليه الاختلافات والصراعات في مجتمعات أخرى ودول كثيرة من تأثير سلبي على أمن واستقرار شعوبهم ودولهم)).
***
** أما قبل
فإن مشروع الإصلاح مطلب ومطلب ملح لنا جميعاً!.
لكن كيف وعلى أي نهج.. هذه الأسئلة هي لا بد أن تأخذ قنوات تنفيذها سيرها الطبيعي، إذ (القفز) على الزمن قد تكون نتيجته السقوط، و(التوقف) -أيضاً- قد يعني الموت!.
ونحن لا نريد لمنظومتنا الإصلاحية لا السقوط والفناء ولا الجمود ولا الموت!.
***
إنهم أحياء عند ربهم يُرزقون
** كلما جلست أستعرض أسماء الأبطال الذين قدّموا أرواحهم فداء لدينهم ووطنهم وأبناء وأطفال وطنهم وهم يواجهون إرهاب فئة شاذة من هذا الوطن - بكل أسف وأسى-!.
كلما استعرضت أسماءهم دعوت الله لهم أولاً بأن يجازيهم خير ما يجازي عبداً من عباده، وثانياً أدعو -عبر هذه السطور- إلى مزيد من تكريمهم وبخاصة التكريم المعنوي لتبقى أسماؤهم حاضرة في ذاكرة الأجيال كما تفعل كل الأمم مع أبطالها وشهدائها، وأقترح على وزير التربية والتعليم د. محمد الرشيد -وهو المشهود له في وطنيته- أن يسعى إلى إطلاق اسم كل شهيد من هؤلاء الأبطال على إحدى المدارس في المدينة أو المحافظة أو القرية التي ينتمي إليها البطل الشهيد.
ما أبهى أن يكون اسم هذا البطل أمام أهله وعشيرته وشباب وأطفال منطقته، والأهم أمام أبناء وشباب وطنه جميعاً!.
رحم الله الأبطال الشهداء.
وقوَّى الله عزائم إخوانهم المرابطين الذين يفْدون هذا الوطن بغالي مهجهم، وسهاد ليلهم!.
ف: 014766464 |