أصدر سماحة العلامة أبو الأعلى أمير الجماعة الإسلامية في باكستان بياناً مسهباً لاطلاع الرأي العام الإسلامي والعربي على حقيقة الأوضاع التي كانت عليها باكستان الشرقية قبل أحداث المحاولة الانفصالية الأخيرة وما تعانيه في حاضرها من تيارات ومبادئ كادت تعصف باستقلالها ومكاسبها التي حققتها من يوم تحريرها من الحكم الإنجليزي وقيام دولتها المنفصلة عن الهند.
وقد أوضح البيان بتفصيل وافٍ مختلف مراحل الضعف والقوة التي اجتازها الاقليم الشرقي من باكستان بدءا بشرح الأسباب التي أدت إلى قيام حركة الانفصال الأخيرة التي دعا إليها زعيم رابطة عوامى الشيخ مجيب الرحمن وما رافقها من تدخل أجنبي حاقد سافر تزعمته الهند بدافع تحريض الجماعات المناوئة للإسلام وإثارة العنصرية البنغالية المتغلغلة في باكستان الشرقية، وأشار إلى الاسناد الأمريكي والبريطاني لهذه الإثارة مركزاً على جهود اليهودية العالمية وتجميع وسائلها لاضعاف باكستان وزعزعة كيانها وكسر شوكتها مع بيان الدور الرئيسي للإنجليز الذين لم يمح من نفوسهم عداء الإسلام وأهله.
وتطرق البيان إلى تأثير الروس وشدها لأزر الفئات اليسارية والانفصالية التي نمت عقب انتهاء عهد أيوب خان وكيف أن جميع هذه الجهات والدول وقفت وراء الحزبين الاقليميين حزب مجيب الرحمن وحزب علي بوتو في باكستان الغربية بالإضافة إلى القاديانيين أصحاب الحركة الخطرة المتسترة باسم الإسلام تضليلاً وخداعا وما أدت إليه هذه القوى المجتمعة إلى انجاح الحزبين في الانتخابات العامة باستخدام الأموال المتدفقة والعنف وإثارة الفوضى والإرهاب.
وبعد أن وصف البيان قيام حركة التمرد الأخيرة وما صحبها من ويلات وتخريب وفرقة وحزازات واعتداء ومروق اضطر معها الرئيس يحيى خان - بعد صبر طويل - إلى استعمال سلطته في قمع الحركة وإعادة الأمن والاستقرار إلى الاقليم الشرقي وتسيير الأمور في مجراها الطبيعي وكشف زيف الادعياء والعملاء والمأجورين بين للرأي العالمي والإسلامي ما خفي عليهم من الأحوال الداخلية التي كانت تعانيها باكستان عموما خلال ثلاثة قرون وهي تحت الاحتلال الأجنبي ضمن القارة الهندية وما كانت عليه البنغال وباكستان الشرقية الحالية بوجه خاص ومن تخلف وظلام مطبق في جميع نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصناعية والتجارية والعمرانية وما قام به الإنجليز بعد حرب 1757 من تنكيل بالمسلمين حتى بلغت حالتهم بعد قرن واحد أوجها في التعاسة والتدهور مقتبسا فقرات من كتاب (مسلمو الهند) الذي ألفه الدكتور (هنتر) عام 1871 وهو أحد أركان الحكومة الإنجليزية خلال حكمهم من اضعاف للمسلمين ونزع جميع اختصاصاتهم وتغليب الهندوس عليهم مستعملا في ذلك لغة الأرقام في كل مرفق من مرافق الحياة.
واختتم سماحة المودودي بيانه بإظهار ألمه لانسياق القوميين واليساريين العرب للدعاية الكاذبة التي يثيرها أنصار مجيب الرحمن تحت إشراف ورعاية السفارات الهندية في البلدان العربية وتشجيعها ودعا هؤلاء إلى تعرف الخبيث من الطيب معاتباً إياهم ومذكراً إياهم بموقف باكستان المشرف تجاه قضية العرب ضد إسرائيل دائما وباستمرار.
|