سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة الغراء - سلمه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشير إلى الموضوع الذي كتبتموه على الصفحة الأولى بجريدة الجزيرة في العدد ذي الرقم (11448) الصادر يوم الأحد 10 من ذي الحجة 1424هـ تحت عنوان (نقطة نظام).
لقد قرأت ذلك الموضوع الجيد والمهم جدا، وتوقفت عنده، وعاودت قراءته أكثر من مرة لأنه في منتهى الوضوح والصراحة والشفافية المتناهية لقد وجدت أن تلك البنود أو الفقرات الثماني الثمينة التي اشتملت على العديد من النقاط المهمة وإن كانت مختصرة إلا أنها في جوهرها تعبر عن واقع الحال الذي نعيشه الآن فرادى وجماعات خاصة وعامة.
أخي أبا بشار رغم مسؤولياتك واهتماماتك بالأعمال الموكلة إليك، إلا أن ذلك لم يشغلك عما هو أهم وإلا فإنه وطننا ومجتمعنا وأمتنا وهذا يدل دلالة واضحة على مدى الإدراك والوعي والحس الوطني والولاء الصادق لديك إنه حب الوطن الذي ينبض به قلبك ويضخه إلى جميع أجزاء جسمك عبر الأوردة والشرايين ويترجمه قلمك على بيض الأوراق الناصعة البياض، فإني أبارك فيك هذه الروح الوطنية التي تنم عن اهتمام وحرص وتفانٍ في سبيل رفعة هذا الوطن ومواطنيه.
لقد تطرقت إلى أمور في غاية من الأهمية، فوضعت يدك على الجرح المؤلم الذي نعاني منه، فهل نتنبه ونستحضر له الدواء قبل أن يستفحل الداء ويفوت الفوت وعندها لا ينفع الصوت؟؟!!، هذا ما نتمناه وأقول لعل وعسى أن يدرك الجميع ما أشرت إليه وأن يكن هناك مناقشات ودراسات جذرية حقيقية لما يتطلبه وطننا ومجتمعنا ممن هدفهم نمو وتقدم هذا الوطن وأهله ولديهم المقدرة التامة على تحقيق وتفعيل كل ما تتوصل إليه نتائج الدراسات الجادة والمفيدة ضمن أطر وخطط مرتبطة ببرامج زمنية محددة مع المتابعة والمحاسبة وذلك في أجواء بعيدة عن المجاملات وبعيدة عن المناقشات والفوضى وعدم الانضباط أثناء الحوارات ووجهات النظر والآراء الخاطئة التي وردت ضمن النقاط التي ذكرتموها التي قد يكون الهدف من ورائها تحقيق مصالح شخصية تعيق مسيرة تقدم بلادنا وقد تكون من أشخاص ليس لديهم إلمام ولا إدراك لما يجري من حولنا أو أصحاب سلوكيات غير مستقيمة وأقلام وأفكار مسمومة مستوحاة من الأعداء تهدم ولا تبني تذل ولا تعز وتقود إلى ما لاتحمد عقباه. مثل هذه الفئات التي تهدم وتعيق بقصد أو بغير قصد يجب التصدي لها وتهميش أدوارها حتى لا يخر البناء من السقف؟!
فمن هنا ينبغي أن ننطلق وأن نتنبه من الغفلات ونهب لمعالجة الأمور قبل أن يدركنا الوقت ويفوت الأوان وأن نضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات لأن ذلك في نطاق مسؤولية الجميع خاصة في هذا الزمن الذي اتضحت لنا فيه الرؤى وأدركنا ما يحاك في السر والعلن ضدنا وضد بلادنا وعقيدتنا ومقدساتنا، فمتى ما أخذنا حذرنا وبادرنا على الفور ووقفنا واتحدنا جميعاً وأغلقنا النوافذ والثغرات التي تؤدي إلى الفرقة والتشتت فإننا ووطنا سنكون بعون الله وتوفيقه في مأمن من الأخطار المحدقة بنا، وسيبقى وطننا حصناً حصيناً وسداً منيعاً ضد الأعداء وذلك في ظل قادتنا الأوفياء وفقهم الله، الذين يسعون للإصلاح من خلال تصحيح الأخطاء، فبتوجيهاتهم وبجهود وتكاتف أبناء الوطن المخلصين لله ثم لدينهم وقادتهم ووطنهم ومجتمعهم وأمتهم، يتحقق كل ما نصبو إليه. فبذلك إن شاء الله تنجو السفينة من الغرق ونحافظ على مكتسباتنا ويزول كل خوفك وليس بعضه، ونواصل مسيرة البناء والتقدم لوطننا الغالي، أفلا نامت أعين الجبناء؟
أسأل الله لن يديم لبلدنا الأمن والاستقرار وأن يحفظ قادتنا ومجتمعنا من كل سوء وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم إنه سميع مجيب.
وختاما تقبلوا خالص تحياتي وتقديري مقرونة بأطيب تمنياتي لكم ولجميع العاملين بجريدة الجزيرة وقرائها بالتوفيق والنجاح.
والسلام عليكم.
عبد الله بن حمد السبر/الرياض
ص.ب: 32010- الرمز: 11428 |